اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

فيما شكل فوز القاضي نواف سلام بتكليف تشكيل اولى حكومات العهد ، صدمة لم يكن احد يتوقعها في "اثنين المفاجآت المدوي" ، بدأت التحليلات تدور وتكثر معها الاسئلة، ولاسيما ان احدا لم يكن يتوقع فوز سلام لا بل كانت كل الترجيحات والتوقعات وذلك نتيجة الاتفاق الذي كان الثنائي قد عقده ولو شفهيا مع المعنيين بالتفاوض، تكاد تجزم بعودة الرئيس ميقاتي رئيسا مكلفا تأليف اولى حكومة الرئيس العماد جوزيف عون،فمن انقلب على الرئيس ميقاتي؟ او من انقلب على التفاهمات التي انجزت ؟ وهل هناك اصلا من تفاهمات ابرمت بالفعل قبيل منح الثنائي الشيعي اصواته ال30 للعماد عون في جلسة الانتخاب معبدا الطريق الى قصر بعبدا؟ ماذا سيفعل حزب الله وامل امام تكيلف يغيب عنه للمرة الاولى منذ الطائف الصوت الشيعي ؟ الام يؤشر كلام محمد رعد على ابواب استشارات التأليف؟ وماذا عن المعلومات التي سربت عبر قناة الـ Nbn حول عدم مشاركة الثنائي الشيعي بالاستشارات النيابية غير الملزمة والمقررة الاربعاء والخميس في مجلس النواب؟

كواليس مفاوضات ليل الاحد ، ترويها اوساط موثوقة للديار فتكشف بانه حتى ساعات متأخرة من ليل 12 كانون الثاني ، كان معظم النواب السنة قد اكدوا السير بميقاتي واودعوا "كلمتهم" مع من يفاوض ، حتى ان اللقاء الديمقراطي كان اعطى تطمينات للمقربين من ميقاتي مفادها انه اذا لم نصوت لميقاتي منعا للحرج كون نواف سلام مرشحا سابقا دائما للحزب الاشتراكي فقد نسهل بلا تسمية او بتسمية شخصية اخرى من خارج السباق، حتى ان التفاوض مع التيار الوطني الحر بقي شغالا حتى ساعات الفجر من دون التوصل لحسم معين.

الاوساط المطلعة على جو التفاوض الليلي ، تشكف ان اللقاء الديمقراطي تريث قبل ليلة في اجتماعه الاخير الذي انضم له رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط نتيجة تباين بالرأي بين الابن والاب ، اذ كان تيمور مصرا على وجوب التغيير ايمانا منه بان رياح التغيير هبت ولا يمكن للاشتراكي الا يلحق بها فيما وليد بيك كان مصرا على انه لا يريد الوقوف بوجه بري وميقاتي فترك الامر لساعات الصباح بانتظار كيف سيرسو عليه المشهد مع الكتل التي لم تحسم موقفها ولاسيما التيار. فظل جنبلاط ينتظر التيار والاخير ينتظر اللقاء الديقراطي الى ان أطلت ساعات الصباح الاولى فبقي المشهد ضبابيا ودفع ببعض النواب السنة لاكمال ما كان اتفق عليه ضمن غالبية النواب السنة للصب باتجاه ميقاتي وعدم السير بسلام الى ان اتت كلمة ما ، مع اولى ساعات الظهر فبدأ السنة يبدلون الموقف وحسم جنبلاط امره فسار بالتغيير. ومن باب اللياقة، تولى النائب وائل ابو فاعور الاتصال بيري وابلاغه بان اللقاء سيسير بسلامم فقال بري : فهمت روحوا ونفذوا التعليمة"، وفيما تولى ابوفاعور التواصل مع بري اتصل جنبلاط شخصيا بميقاتي معتذرا لان" مش مسابقة هالمرة"، علما ان جنبلاط نفسه لم يكن يتوقع ان يسير باسيل بسلام وظل حتى اللحظات الاخيرة يردد : ما بصدق غير ما اسمع، وبالفعل سمعها جنبلاط من باسيل الذي قلب المعادلة بعدما ايقن ايضا ان جنبلاط سيسير ايضا بسلام ، فاجتمعت اصوات التيار ال13 واللقاء الديمقراطي ال 8 لتقلب النتيجة وتكر بعدها سبحة النواب حتى ممن كانوا اعطوا كلمتهم لميقاتي و "لحقوا حالن وركبوا الموجة".

ومع اولى ساعات الصباح كان ميقاتي قد "فهم اللعبة"، وايقن بري ان انقلابا ما حصل على ما كان اتفق عليه،علما ان مصادر المعارضة تؤكد ان اية تعليمة لم تأت وما حصل يؤكد ان اي تفاهم لم يبرم، ليأتي كلام رعد من على منبر قصر بعبدا خير دليل عمن "كمن" للعيش المشترك ومن اراد "قطع" اليد بعدما امتدت للتعاون.

احد لم يكن يتوقع النتيجة، حتى ان رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون يقال انه تفاجأ عن تبديل كتل لارائها وهو المدرك تماما ان التفاهم وعدم كسر اية طائفة اساسي لانطلاقة جيدة للعهد وهذا ما سيعمل عليه بالساعات المقبلة ، بحسب ما تؤكد مصادر بارزة للديار.

وفيما راح البعض يسوّق بان جوزيف عون انقلب على تفاهمه مع الثنائي، تجزم مصادر مطلعة على جو التفاوض، بان عون لم يعط اي التزام مسبق وكان جوابه على ما يطلب منه على قاعدة "سنحاول لكن لا اعد بشيء" ، حتى ان مصدرا مطلعا على جو الثنائي يقول بان عون لم ينقلب على اي امر تفاهمنا عليه معه حتى انه فوجئ ايضا بنتيجة الاستشارات، مشيرة الى انه لم يصدر عنه الا كل كلام ايجابي تجاه الطائفة الشيعية.

وفي هذا السياق، تشير اوساط مطلعة على جو اللقاء الثلاثي الذي انعقد في بعبدا الثلاثاء بان اللقاء بدأ بجو متشنج ولاسيما ان الرئيس بري كان ممتعضا من كل ما حصل ،الا ان الاجواء عادت وترطبت سريعا.

وتشير المعلومات الى ان دوائر القصر تفاجأت بالمعلومات التي سربتها قناة ال ان بي ان حول عدم مشاركة الثنائي الشيعي الوطني بالاسشارات النابية غير الملزمة ، ولاسميا ان الرئيس بري لم يبلّغ خلال اللقاء الثلاثي ايةة مقاطعة للاستشارات ولا عدم مشاركة بالحكومة ولاسيما ان كل من الرئيس عن والرئيس المكلف نواف سلام اظهرا كل نية للتعاون معتمدن سياسة مد اليد للجميع وعدم كسر احد وجايين لنبني دولة مش نشتغل سياسة كما قال رئيس الجمهورية.

وعليه، تقول مصادر موثوقة للديار بان هذه الاجواء التي سرّبت ليل الثلاثاء قد تكون لاعلاء سقف التفاوض للحصول على ما يريده الثنائي قبيل المشاركة وتشير الى ان لا شيء محسوما تجاه عدم مشاركة الثنائي بالحكومة او الذهاب في النهاية باتجاه المشاركة بضمان حصة وازنة ضمنها المالية وتتابع المصادر : لا شك ان الرئيس بري سيدير الازمة بحنكته المعهودة ولن يقبل ان يبقى الشيعة خارج المشهد الحكومي والتعويل هنا هو على الاتصالات التي سيقودها الرئيس عون المؤمن بانه لا يمكن كسر طائفة لان هذا يعني كسر لكل لبنان.

قد يحمّل كثر مسؤولية ما حصل للثنائي الشيعي نفسه باعتبار انه هو من فاوض داخليا وخارجيا لكن مهما قيل فالاكيد ان صفحة جديدة فتحت بتاريخ لبنان ، الذي نشأ على التوازنات والاكيد ايضا ان من عمل طوال عهده على حفظ هذه التوازنات لن ينهي عهده بالاطاحة بهذه التوازنات وسيحبك الرئيس بري الاخراج الافضل" للمشاركة بالحكومة يقول مصدر بارز للديار خاتما :"

قد نكون امام بدء مرحلة افول الشيعية السياسية التي كرست نفوذها سواء على الصعيد الإقليمي حيث وصلت تأثيراتها إلى دول عربية، أو محليا لكن لعل كل ما يطلبه هذا الفريق المتمثل بغالبيته بامل وحزب الله هو عدم كسر التوازنات وعدم استثمار نتائج الحرب بالداخل اللبناني ما قد يزعزع الاستقرار ويقلب المشهد من الاستقرار المنشود الى الخراب المخيف. .

الأكثر قراءة

كيف أبعد تيمور و"المملكة" جنبلاط الأب عن بري وميقاتي!