بطولات مجاهدي حماس والجهاد

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

بعد سنة و5 اشهر لم ترضخ حركة حماس لشروط العدو الصهيوني الذي حاول المستحيل لفرض شروطه والوصول اليها وبالنتيجة فشل في ذلك، واثبتت حركتا حماس والجهاد الاسلامي انهما صمدتا حتى النهاية وقدمتا التضحيات والغالي والرخيص في سبيل كرامتهما وسيادتهما على ارضهما وحريتهما ودينهما ومعتقدهما الوطني.

مسيرة من البطولات قامت بها حركة حماس وساهمت فيها ايضا حركة الجهاد الاسلامي، لكن حماس كان لها الدور الكبير في مقارعة العدو الصهيوني بالقتال وبالعمليات النوعية ودمرت عشرات الدبابات الاسرائيلية واوقعت عشرات الجنود في كمائن بعبوات ناسفة، ومقابل ذلك كانت الاجواء ليست لصالح حماس ذلك ان الطيران الاسرائيلي شن غارات وحشية ومدمرة على كامل قطاع غزة واستعمل اكثر الاسلحة تدميرا ووحشية حتى قام بابادة جماعية ووصل عدد الشهداء الى حوالى 50 الف شهيد وهو امر غير مسبوق في منطقة الشرق الاوسط عبر محاصرة منطقة فيها مليونا فلسطيني وقصفهم بالصواريخ والقنابل المتفجرة وبالمدفعية ومدافع الدبابات وبكل انواع الاسلحة، ومع ذلك صمدت حماس، صمدت البطولة، صمد الاستشهاد في وجه العدوان الوحشي، وقدم شبان غزة كل انواع البطولات والصمود وعدم التراجع امام هجمات العدو الاسرائيلي، قدموا الثبات في ساحة المعركة ونوعية الهجوم على القوات الاسرائيلية من عدة اماكن وتفجير العبوات فيها، واستعملوا اسلحة بدائية لتدمير دبابات ومجنزرات اسرائيلية، ومع ان عدد الجرحى وصل الى 120 الفا بقي قطاع غزة عبر مقاومة حماس والجهاد صامدا ولا يقبل بالشروط الاسرائيلية الصهيونية.

ان ملحمة بطولة غزة بعد اتفاق وقف اطلاق النار لن ينساها احد، بل ستكون ملحمة للاجيال المقبلة، وستكون ملحمة للشعب الفلسطيني ليبني دولته المستقلة في قطاع غزة والضفة والقدس الشرقية، ومهما حاول الاحتلال الاستيطان ومهما حاول كسر ارادة الشعب الفلسطيني فقد اثبتت حرب غزة ان العدو الصهيوني لم يستطع كسر ارادة المقاومة الفلسطينىة في قطاع غزة وها هو ينسحب من اماكن عديدة ويخضع لتبادل الاسرى والرهائن بعدما كان رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو والوزراء من الاحزاب الدينية يرفضون اي شكل من اشكال الصفقة مع الفلسطينيين ومع المقاومة.

سنة و5 اشهر كتبت حركتا حماس والجهاد قصة بطولة باحرف من دماء بعذابات الشهداء المدنيين من اطفال ونساء وشيوخ وما رضختا وما ساومتا وما بدّلتا بل بقيتا على طريقهما في القتال حتى هذه اللحظة حتى خضع نتنياهو لعقد الصفقة واعلن انه في المرحلة الثالثة سينسحب الجيش الاسرائيلي كليا من قطاع غزة، وكل اهداف حملة قطاع غزة ومطالب الوزراء من الاحزاب الدينية بتهجير الفلسطينيين الى سيناء باءت بالفشل، حتى فكرة اقامة مستوطنات صهيونية في قطاع غزة سقطت وبقيت احلاما لنتنياهو وللوزراء الدينيين في الحكومة الاسرائيلية، وهذه الاحلام سقطت بقوة المجاهدين والمقاتلين.

مجاهدو غزة كتبوا للتاريخ اسطورة بطولة لا تمحى ولا تنسى ولا يمكن لاحد ان يتجاهلها ولا يمكن لطفل فلسطيني ان ينساها، ولا يمكن ان ننسى استشهاد الاطفال الفلسطينيين والنساء والشيوخ تحت قصف الطائرات الاسرائيلية بالصواريخ والقنابل المدمرة حيث كان الطيران الاسرائيلي يقصف البيوت المدنية ويدمرها على رؤوس العائلات مع علمه المسبق بانها ليست مراكز عسكرية بل منازل مدنية، ومع ذلك لم يخف اهل غزة ولم يسيطر عليهم الضعف بل زادوا قوة وشراسة، زادوا استشهادا وهجوما، زادوا اقتحامات والحقوا خسائر كبرى بالعدو الاسرائيلي وصلت الى 5800 ضابط وجندي اسرائيلي.

غزة البطولة غزة الصمود، غزة عزة النفس غزة الاستشهاد، غزة كسر شوكة العدو الاسرائيلي، غزة عدم الخضوع لاكبر قوة صهيونية من نصف مليون جندي تقريبا عملوا على تطويقها وقصفها واحتلالها، ومع ذلك بقيت غزة صامدة الى اليوم وها هي الصفقة يتم عقدها وبنيامين نتنياهو يوقع عليها مرغما ووزراء الاحزاب الدينية يعلنون انهم سيوقّعون ضدها ومنهم من يعلن انه قد يستقيل مثل بن غفير وزير الامن القومي الاسرائيلي.

غزة انتصرت وحماس انتصرت رغم الخسائر الكبيرة جدا وانه انقلاب كبير في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي الذي حصل والعين قاومت المخرز الاسرائيلي وهذه العين الفلسطينية المجاهدة التي قاومت المخزر الاسرائيلي وانتصرت عليه ستنتصر في المستقبل وان شاء الله سيحصل الفلسطينيون على دولتهم الحرة والمستقلة.

شارل أيوب