اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


بدأ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون زيارة رسمية للبنان لتهنئة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بانتخابه، وعقد محادثات تتناول سبل دعم لبنان. وكان في استقباله في مقر كبار الزوار في المطار رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، والسفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو.

ورافق ماكرون وفد يضم في عداده الموفد الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان.

بعبدا

ظهرا، وصل ماكرون الى القصر الجمهوري حيث كان في استقباله رئيس الجمهورية. وبعد عزف النشيد الفرنسي ترحيبا بالضيف الفرنسي، انتقل الرئيسان لعقد قمة لبنانية - فرنسية.

وخلال لقاء الثنائي، عبّر عون "عن شكر اللبنانيين للجهود التي بذلتها فرنسا في مساعدة لبنان، سواء عبر موفدها الخاص لودريان أو من خلال اللجنة الخماسية التي ساهمت في إنهاء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس جديد بعد فترة طويلة من الفراغ السياسي"، مؤكدا "أهمية استئناف عمليات التنقيب عن النفط في البلوكات البحرية اللبنانية"، ومطالبا ماكرون بـ "التوجيه إلى شركة "توتال" لاستئناف أعمالها".

وفي ختام اللقاء، أعرب عون عن تطلعه لملاقاة رؤساء دول الاتحاد الأوروبي بعد تشكيل الحكومة اللبنانية، مؤكدًا "على أهمية تفعيل الشراكة بين لبنان وأوروبا، وما تمثله من فرصة لتعزيز التعاون".

مؤتمر صحافي

ثم عقد الرئيسان مؤتمرا صحافياً. وقال عون في كلمته: "أنتم تدركون أنّ التهنئة هي للبنان. ولكلِ لبناني، للذين صمدوا وناضلوا وتمسكوا بوطنِهم وأرضهم، للذين عادوا إلى بيوتهم المدمرة، وهم يبتسمون للغد، وللذين رحلوا وعيونُهم علينا. أو سافروا، وأيديهم على حقيبةِ العودة، ينتظرون... وننتظرُهم. قد يطولُ الكلامُ عما يحتاجُ إليه وطنُنا. لكنني اليوم، بإسمِ شعبي، وباسمي شخصياً، أتمنى منكم أنْ تشهدوا للعالم كلِه، بأنّ ثقةَ اللبنانيين ببلدِهم ودولتِهم قد عادت. وأنّ ثقةَ العالمِ بلبنانَ يجب أن تعودَ كاملة".

وختم: "يقولُ الكاتبُ الفرنسي جان جينيه قوله مرة عنا، "إنّ لبنانَ بلدٌ نتعلمُ فيه كيف نعيش. وخصوصاً كيف نموت". اليومَ أقولُ لكم، إننا أنجزنا القسمَ الثاني من هذا التعليم، نهائياً وإلى غير رجعة. ومن الآنَ فصاعداً، نحن طلابُ الحياة لا موت فيها".

ماكرون

من جهته، أكد ماكرون في كلمته "أن فرنسا تقف الى جانب لبنان وتلتزم العمل معه"، معتبرا "أن إنتخاب الرئيس أعاد الامل لهذا البلد".

وتوجه لعون مؤكدا "أن فرنسا تجدد التزامها تجاه اللبنانيين بإنجاح الترتيبات السياسية الجديدة وأنها ستدعم هدفكم بلبنان ذي سيادة. نتطلع لانسحاب كامل للجيش الاسرائيلي وأن يكون السلاح فقط في يد الجيش اللبناني، وسنعمل على تجنيد المجتمع الدولي لمساعدة لبنان في كل المجالات ويجب تعزيز عمل "اليونيفيل" للتتمكن مع انجاز مهمتها، سنستمر في تدريب الجنود اللبنانيين وننوه بتطبيق القرار 1701، وسنعمل معكم لترسيم الحدود على طول الخط الأزرق"، مشددا "على وجوب تشكيل حكومة جديدة سريعا. اعرف ان كل القوى السياسية ستتحرك لمواكبتكم ومواكبة رئيس الحكومة المكلف والجميع مجند الى جانبكم لايجاد الحلول، وسننظم خلال زيارتكم فرنسا بعد بضعة أسابيع مؤتمرا دوليا لحشد التمويل لاعادة إعمار لبنان وفرنسا ستكون الى جانبكم، ونشدد على ضرورة تنفيذ الاصلاحات على الصعيدين القضائي والمصرفي".

لقاء رباعي

وبعد المؤتمر، عُقد إجتماع رباعيّ ضم إلى عون وماكرون رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. بعدها، وقّع ماكرون على السجل الذهبي في قصر بعبدا، وانضم الجميع الى مأدبة الغداء.

اجتماع مع ميقاتي

وصباحا، عقد ماكرون وميقاتي اجتماعا ثنائيا، قال في نهايته ماكرون للصحافيين: "عبّرت عن امتناني وتقديري لميقاتي وللمهمة التي قام بها على مدى سنوات لخدمة الجميع في لبنان لاسيما خلال المرحلة الصعبة جدا بسبب الحرب الاخيرة. وجهت الى ميقاتي رسالة تقدير".

وقال ميقاتي: "بعد الاستقبال، جرى اجتماع تحدثنا فيه عن الاوضاع الراهنة وضرورة المتابعة لدعم لبنان على الصعد كافة، لا سيما اقتصاديا وفي مجال اعادة الاعمار. كما تحدثنا عن التحديات الراهنة، وكان ماكرون متفهما جدا للاوضاع اللبنانية، واعدا بمتابعة العمل والدعم للحكومة الجديدة".

وردا على سؤال عن النية الفرنسية بتأمين الدعم للبنان، قال: "ماكرون وعد بمتابعة هذا الموضوع من خلال عقد اجتماع على غرار الاجتماع الذي حصل في تشرين الفائت في باريس لدعم الجيش واغاثة النازحين. وماكرون على استعداد لدعم لبنان من خلال الصندوق الائتماني الذي تنوي الحكومة القيام به بالتعاون مع البنك الدولي من أجل اعادة اعمار الجنوب"، مضيفا "ان موضوع الخروقات الاسرائيلية تتم متابعته مع لجنة تطبيق القرار 1701، كما يتم تقديم الشكاوى اللازمة، وهناك وعود بان الخروقات ستنتهي مع انتهاء مهلة الستين يوما نهاية الشهر الحالي".

وعما اذا كان الجانب الفرنسي يمكن ان يضمن الانسحاب الاسرائيلي، قال: "لم نتحدث عن هذا الموضوع".

في قصر الصنوبر

ثم انتقل ماكرون إلى مقر السفارة الفرنسية في المتحف، حيث وضع إكليلاً من الزهر على ضريح الجندي المجهول.

وفي كلمة له، أعلن ماكرون، أن "الخطوط الجوية الفرنسية ستعيد تنظيم رحلاتها من وإلى لبنان قريبا".

ولفت الى أنني "واثق من أن الأيام المقبلة ستحمل تشكيل حكومة لبنانية فعالة، ونحن ناضلنا دبلوماسيا من أجل تحقيق وقف إطلاق النار في لبنان"، لافتًا إلى أنّ "لبنان سيكون سياديا وموحدا ومزدهرا ولن نتراجع عن دعمه".

في الجميزة

بعدها، جال ماكرون في منطقة الجميزة في بيروت، يرافقه وزير الخارجية جان نويل بارو والمبعوث الفرنسي الى لبنان جان إيف لودريان والسفير الفرنسي إيرفيه ماغرو، وجالوا في أرجائها واطلعوا على أوضاع المنطقة بعد إعادة ترميم ما تضرر فيها جراء انفجار 4 آب.

واستقبل المواطنون الرئيس الفرنسي بحرارة بعد أن احتشدوا في محطات جولته في المنطقة لالتقاط الصور معه، وقدموا له الفطائر والمعجنات. كما دخل ماكرون الى أحد المقاهي واحتسى القهوة وتحدث إلى الناس، ثم تجوّل في شارع غورو، وزار مقر الصليب الأحمر اللبناني وتحدث الى المتطوعين. كما زار ماكرون مدرسة الثلاثة أقمار والتقى أعضاءها وتحدث إليهم.

الأكثر قراءة

دعم دولي وعربي غير مسبوق وماكرون: مؤتمر دولي للتمويل والإعمار موقف الثنائي بعد الاطلاع على التشكيل والأجواء ايجابية بري لإعلاميين: الأجواء جيدة والأمور نحو الحل