اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الاورثوذكس المطران الياس عودة القداس الالهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس وسط بيروت، وألقى عظة قال فيها: "البرص العشرة الذين التقاهم الرب يسوع، كان تسعة منهم يهودا، وواحد سامريا. لم يكن اليهود يخالطون السامريين لخلاف ديني وعقائدي بينهم، لذلك كان اليهود يعتبرون السامريين أنجاسا. ولأن الكاهن بحسب الشريعة هو الذي يحكم بطهارة الإنسان أو نجاسته (لا 13: 2-8) أمرهم الرب بالذهاب إلى الكهنة ليحكموا بطهارتهم من البرص. البرص العشرة آمنوا بكلمة الرب فطهروا جميعهم، لكن واحدا فقط عاد وشكر فنال الخلاص. الإيمان قاد إلى شفاء الجسد أما الشكران والسجود فقادا إلى شفاء النفس وخلاصها. هذا الشفاء الروحي هو هدف صلوات الكنيسة للمرضى وهو أهم من الشفاء الجسدي الذي إن حصل يكون "نعمة فوق نعمة" (يو 1: 16)".

أضاف "غالبا ما يشبه سلوكنا سلوك البرص التسعة. عندما نمرض أو يصيبنا مكروه نهب طالبين معونة الله، سائلين شفاعة والدة الإله وجميع القديسين، وقد نذهب إلى حد نذر النذور. وعندما نشفى وتتحسن ظروفنا ننسى تعهداتنا ونتابع حياتنا وكأن شيئا لم يكن، ظانين أن الشفاء واجب على الله. حتى إننا لا نشكره على العطايا التي منحنا إياها. كان في سؤال الرب يسوع: «أليس العشرة قد طهروا؟ فأين التسعة؟ ألم يوجد من يرجع ليمجد الله إلا هذا الأجنبي؟» شيء من التعجب من موقف الذين لم يأتوا ليشكروا بعدما نالوا طلبهم. لم يكن لديهم أي إحساس بالامتنان أو عرفان بالجميل. كانوا ناكري جميل فنالوا الشفاء من دون الخلاص الذي هو المبتغى".

وتابع "في هذا الزمن المبارك، تعلمنا الكنيسة أن الشكر واجب، لا بل هو فرض علينا تقديمه لله. نحن نشكر أي إنسان يقدم لنا معروفا كبيرا أو صغيرا، ونبقى شاكرين له على مر السنين، فكيف بالحري ربنا يسوع المسيح الذي افتدانا بدمه الكريم على الصليب ومات من أجلنا لننال الخلاص وشفاء النفس؟! الله لا يحتاج شكرنا، لكن شكرنا إقرار منا واعتراف بأنه مصدر كل خير وشفاء ونعمة. ولأن الشكر واجب، لنشكر الله، نحن اللبنانيين، لأنه استجاب طلباتنا فدبت الحيوية في صفوف نوابنا، وانتخبوا رئيسا للجمهورية، وسموا رئيسا لمجلس الوزراء، نأمل أن يشكل حكومة تعمل بتناغم وعلم وجدية على إخراج البلد من النفق المظلم إلى رحاب الحرية والديموقراطية الحقيقية والحرية والمساواة والمواطنة والتطور، متمنين لهم التوفيق والنجاح".

وختم: "واجبنا أن نشكر الله كل حين، إن حصلنا على ما نريده أو لم نحصل، لأن الله يعرف الصالح لنفوسنا والنافع لخلاصنا".

الأكثر قراءة

دعم دولي لولادة حكومية قيصرية بثقة متواضعة الدوحة تعود الى بيروت من جديد... دعم للمؤسسات ونفط وغاز واشنطن لنتنياهو: لاستبعاد خيار تجدد المعارك في لبنان