حساسية البرد، أو ما يُعرف بـ "الشرى البارد"، هي حالة مرضية شائعة تصيب الجلد عند تعرضه لدرجات حرارة منخفضة. يمكن أن تظهر الأعراض فور التعرض للبرد أو بعده بوقت قصير، وتشمل احمرار الجلد، الحكة، التورم، وحتى صعوبات التنفس في الحالات الشديدة. لفهم هذه الحالة بشكل أفضل، من المهم التعمق في الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى ظهورها.
السبب الرئيسي لحساسية البرد هو استجابة مناعية غير طبيعية للجسم. عندما يتعرض الجلد للبرودة، تقوم الخلايا المناعية، وبخاصة الخلايا البدينة، بإطلاق كميات كبيرة من الهيستامين، وهي مادة كيميائية مسؤولة عن التورم والحكة. هذا التفاعل غالبًا ما يكون مفرطًا وغير مبرر، مما يؤدي إلى ظهور الأعراض بسرعة.
تلعب الوراثة دورًا مهمًا في الإصابة بحساسية البرد. إذا كان أحد الوالدين يعاني من الحساسية أو من اضطرابات مناعية أخرى، فقد يكون الأطفال أكثر عرضة لتطوير حساسية البرد. الدراسات تشير إلى أن وجود تاريخ عائلي للإصابة بحالات الحساسية المختلفة يزيد من احتمالية ظهور حساسية البرد.
قد تكون العدوى الفيروسية أو البكتيرية أحد المحفزات لتطوير حساسية البرد، خاصة إذا كانت العدوى تؤثر في الجهاز المناعي. التهابات الجهاز التنفسي العلوي مثل نزلات البرد أو الأنفلونزا يمكن أن تضعف الجسم، مما يجعله أكثر حساسية للبرد.
ترتبط حساسية البرد أحيانًا بوجود اضطرابات مناعية مزمنة، مثل الذئبة أو التهابات الأوعية الدموية. في هذه الحالات، يكون الجهاز المناعي مفرط النشاط أو غير متوازن، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للاستجابة غير الطبيعية عند التعرض لدرجات حرارة منخفضة.
كما تلعب الحالة النفسية دورًا غير مباشر في تفاقم أعراض حساسية البرد. التوتر المزمن أو القلق يمكن أن يؤثر سلبًا في الجهاز المناعي، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للحساسية بشكل عام، بما في ذلك حساسية البرد. الحالة النفسية المتوترة قد تزيد أيضًا من شدة الأعراض وتكرارها.
وقد تؤدي العوامل البيئية، مثل التعرض المباشر لدرجات حرارة منخفضة أو المياه الباردة لفترات طويلة، إلى تفاقم الأعراض لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية البرد. هذا يشمل السباحة في المياه الباردة أو الوجود في مناطق شديدة البرودة دون حماية كافية.
بالإضافة إلى بعض الأمراض المزمنة، مثل سوء التغذية أو نقص فيتامينات معينة كفيتامين "د"، التي قد تزيد من حساسية الجسم للبرد. الفيتامينات والمعادن تؤدي دورًا مهمًا في دعم وظائف الجهاز المناعي، وأي نقص فيها قد يجعل الجسم أكثر عرضة للتفاعلات غير الطبيعية.
إنّ حساسية البرد هي حالة معقدة يمكن أن تنتج عن مجموعة متنوعة من العوامل، بدءًا من الوراثة وحتى التأثيرات البيئية والصحية. التوعية بأسباب هذه الحساسية تساعد في تجنب المحفزات والسيطرة على الأعراض بشكل فعال. يُنصح دائمًا بمراجعة الطبيب لتشخيص الحالة ووضع خطة علاج مناسبة تشمل الحماية من البرد، وتناول مضادات الهيستامين عند الضرورة، ومعالجة أي اضطرابات صحية أساسية قد تسهم في ظهور الأعراض.
يتم قراءة الآن
-
تصعيد «اسرائيلي» يسقط ضمانات واشنطن... وخيبة امل في بعبدا لا تعديل للقانون... هل تحصل الانتخابات في بيروت؟ «هواجس» من مفاجآت ترامب... وقلق في «اسرائيل»
-
أردوغان يُقدّم الشرع هديّة لنتنياهو
-
أزمة العلاقات بين الله والقادة المسيحيين
-
التصعيد «الإسرائيلي» مُستمرّ... والرئيس عون يُواجه «ضغوط السلاح» بالحوار بيروت بلا ضامن للشراكة... وفي زغرتا وطرابلس تحالفات تُشعل المعركة
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
07:39
الجيش الهندي: باكستان تواصل "تصعيدها السافر" بالهجوم بطائرات مسيرة وذخائر أخرى على طول الحدود الغربية الهندية
-
07:39
شرطة كشمير الهندية: مقتل 5 أشخاص في منطقة جامو الهندية في هجمات شنتها باكستان صباح اليوم
-
07:38
الجيش الهندي: رصدنا العديد من المسيرات الباكستانية المسلحة تحلق فوق مدينة أمريتسار حيث دمرتها وحدات دفاعاتنا الجوية
-
07:38
الجيش الهندي: محاولة باكستان لانتهاك سيادة الهند وتعريض المدنيين للخطر غير مقبولة وقواتنا ستحبط مخططاتها
-
07:37
وزارة الخارجية الأمريكية: روبيو واصل حث باكستان والهند على إيجاد سبل لخفض التصعيد
-
07:37
الخارجية الأميركية: الوزير روبيو عرض مساعدة أميركا في بدء محادثات بناءة بهدف تجنب صراعات مستقبلية
