سرعة القذف: مشكلة جنسيّة قد تشير الى أمراض أخرى

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

سرعة القذف هي من أكثر المشكلات الجنسية شيوعًا بين الرجال، وتؤثر في جودة الحياة الزوجية والصحة النفسية بشكل عام. تُعرف هذه الحالة بالقذف المبكر، حيث يحدث القذف خلال فترة قصيرة جدًا بعد بدء العلاقة الحميمة، مما يؤدي إلى عدم الرضا للطرفين. وعلى الرغم من أنها تُصنَّف غالبًا كمشكلة جنسية منفصلة، إلا أن الدراسات الحديثة أثبتت وجود علاقة وثيقة بين سرعة القذف وبعض الأمراض الجسدية والنفسية، مما يجعلها مؤشرًا مهمًا على صحة الرجل العامة.

تشير الأبحاث إلى أن بعض الأمراض المزمنة تؤدي دورًا كبيرًا في حدوث سرعة القذف، حيث تؤثر في الأعصاب، الأوعية الدموية، والهرمونات المسؤولة عن التحكم في القذف. على سبيل المثال، يُعد داء السكري أحد الأسباب الشائعة، إذ يؤثر في الأعصاب الطرفية والدورة الدموية، مما يؤدي إلى خلل في الاستجابة العصبية المرتبطة بالقذف. وبالمثل، تؤثر أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم في تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية، مما قد يؤدي إلى ضعف السيطرة على القذف بالإضافة إلى ضعف الانتصاب. كما يمكن أن يؤدي قصور الغدة الدرقية أو فرط نشاطها إلى اضطراب التوازن الهرموني، مما ينعكس على الأداء الجنسي ويسبب سرعة القذف.

لا تقتصر أسباب سرعة القذف على المشكلات الجسدية فقط، بل تؤدي العوامل النفسية دورًا أساسيًا في ظهور هذه المشكلة. التوتر والقلق، خاصة المرتبط بالأداء الجنسي، يؤديان إلى استجابة مفرطة في الجهاز العصبي، مما يُسرِّع القذف قبل الوقت المناسب. كما أن الاكتئاب يُضعف التحكم في المشاعر والاستجابة العصبية، ما يؤدي إلى اختلال في التوازن العصبي والهرموني. علاوة على ذلك، فإن الرجال الذين يعانون من الاضطرابات النفسية مثل الوسواس القهري أو اضطراب القلق العام أكثر عرضة لسرعة القذف بسبب التوتر المستمر وعدم القدرة على الاسترخاء خلال العلاقة الجنسية.

هذا ويرتبط ضعف الانتصاب بشكل وثيق بسرعة القذف، حيث يعاني العديد من الرجال من الحالتين معًا. في بعض الحالات، يكون ضعف الانتصاب سببًا مباشرًا لسرعة القذف، حيث يحاول الرجل إنهاء العلاقة بسرعة خوفًا من فقدان الانتصاب. كما أن المشاكل الوعائية والأعصاب المشتركة بين الحالتين تجعل من الصعب الفصل بينهما.

كما تُعتبر بعض الأدوية سببًا غير مباشر لسرعة القذف، خاصةً تلك التي تؤثر في الجهاز العصبي المركزي. على سبيل المثال، تُسبب بعض مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان تغيرات في الاستجابة العصبية، مما قد يؤدي إلى اضطرابات في التحكم بالقذف. من ناحية أخرى، يؤدي الإفراط في تناول الكحول أو تعاطي المخدرات إلى اضطرابات عصبية وهرمونية تؤثر في الأداء الجنسي بشكل عام.

إلى ذلك، إنّ سرعة القذف ليست مجرد مشكلة مستقلة، بل قد تكون علامة على أمراض كامنة تؤثر في صحة الرجل الجسدية والنفسية. لذلك، من الضروري عدم تجاهلها والتوجه إلى الطبيب لتحديد الأسباب المحتملة وعلاجها بطريقة فعالة. وبما أن العوامل المسببة تشمل الأمراض المزمنة، والاضطرابات الهرمونية، والمشكلات النفسية، فإن العلاج غالبًا ما يكون متعدد الجوانب، يجمع بين العناية بالصحة العامة والعلاج النفسي والعلاجات الدوائية عند الحاجة.