اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

انتهى سوق الانتقالات الشتوية دون أن يقوم ريال مدريد أو برشلونة بأي تعاقدات جديدة، في خطوة أثارت الكثير من التساؤلات حول الأسباب التي دفعت الناديين إلى تبني هذا النهج، ومدى تأثيره على ما تبقى من الموسم.

يأتي ذلك في الوقت الذي عززت فيه بعض الفرق الأوروبية صفوفها، فضّل العملاقان الإسبانيان الاعتماد على القوائم الحالية دون ضخ دماء جديدة.

استراتيجية بيريز

يرفض ريال مدريد تحت رئاسة فلورينتينو بيريز فكرة التدعيم خلال سوق الانتقالات الشتوية في السنوات الأخيرة، ضمن استراتيجية جديدة انتهجها الميرنغي.

ورغم تعرض دفاع الفريق لأزمة حقيقية في ظل إصابات الصليبي لكارفاخال وإيدير ميليتاو، إلا أن إدارة ريال مدريد قررت عدم اللجوء إلى صفقات طارئة في الشتاء.

ويعود هذا القرار إلى عدة عوامل، أبرزها التزام الملكي بسياسة تعاقداته، والتي تركز على الانتظار حتى الصيف للحصول على أهداف رئيسية بدلًا من التسرع في جلب لاعبين قد لا يكونون ضمن الخطة طويلة المدى.

وأحد الأسماء التي كانت قيد الدراسة ترينت ألكسندر-أرنولد، الظهير الأيمن لليفربول، لكن إدارة الريدز رفضت الاستغناء عنه في منتصف الموسم، ما أدى إلى تأجيل فكرة التفاوض حتى الصيف.

كما أن إدارة الميرينغي لم ترغب في إنفاق مبالغ كبيرة على مدافع قد يكون حلًا مؤقتًا، خصوصا مع وجود إمكانية تأهيل ميليتاو قبل نهاية الموسم.

إضافة إلى ذلك، يثق كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد، في قدرته على التعامل مع النقص الدفاعي عبر حلول داخلية، مثل إشراك تشواميني في مركز قلب الدفاع، وهو ما ظهر في عدة مباريات بالفعل، بجانب الاعتماد على الشاب راؤول أسينسيو الذي تم تصعيده في الأسابيع الأخيرة.

لكن المشكلة الأكبر تكمن في الإرهاق البدني المتوقع للمدافعين المتاحين، خصوصًا مع ضغط المباريات الأوروبية والمحلية.

في المقابل، فإن خط الهجوم والوسط لا يعانيان من مشاكل كبيرة، ما يعني أن التأثير السلبي قد يكون محصورًا في الجانب الدفاعي فقط.

أزمة برشلونة

لم تتمكن إدارة نادي برشلونة من إبرام أي صفقات جديدة، ويعود ذلك بشكل أساسي إلى الأزمة المالية المستمرة التي يعاني منها النادي.

وتُعزى هذه الأزمة إلى التزامات النادي بالامتثال لقواعد اللعب المالي النظيف التي تفرضها رابطة الدوري الإسباني، مما حدّ من قدرته على تسجيل لاعبين جدد.

بالإضافة إلى ذلك، لم يتمكن النادي من تخفيض فاتورة الأجور المرتفعة، حيث لم يوافق بعض اللاعبين على مغادرة الفريق وعلى رأسهم أنسو فاتي الذي يُعتبر صاحب ثالث أعلى راتب في الفريق بعد ليفاندوفسكي وفرينكي دي يونغ، ما زاد من تعقيد الوضع المالي.

وعلى الرغم من تصريحات خوان لابورتا رئيس برشلونة، التي أشعلت التكهنات في الساعات الأخيرة قبل نهاية السوق حول اقتراب النادي من إتمام "عملية" إلا أنه أوضح لاحقًا أن الأمر يتعلق بعمليات مالية وليس بتعاقدات لضم لاعبين.

وفي ظل المنافسة القوية على المراكز الأولى في الليجا، فإن عدم تدعيم الفريق قد يترك برشلونة في موقف صعب، خصوصًا إذا استمرت الفجوة في الأداء بين الفريق ومنافسيه.

لا يمكن أيضًا تجاهل أن الفريق قد يعاني في الأدوار الإقصائية من دوري أبطال أوروبا، حيث تتطلب تلك المباريات قائمة أكثر عمقًا وخبرة.

عقبات منتظرة

قرار ريال مدريد وبرشلونة بعدم إبرام أي صفقات خلال فترة الانتقالات الشتوية قد يترتب عليه عدة آثار سلبية تؤثر على أداء الفريقين في ما تبقى من الموسم.

بالنسبة لريال مدريد، يعاني الفريق من نقص في الخيارات الدفاعية بسبب الإصابات المتكررة لمدافعيه الأساسيين.

وينتظر ريال مدريد فترة حاسمة، إذ سيخوض منافسات الملحق المؤهل لدور الـ16 لدوري أبطال أوروبا ضد بطل البريميرليغ مانشستر سيتي في مواجهة نارية، وسيسبق تلك المباراتين، مواجهة حاسمة ضد ليغانيس بكأس الملك، ولقاء حاسم ضد أتلتيكو مدريد في الليغا.

ولا بديل عن الفوز للميرنغي للحفاظ على فرصه في البطولات الثلاث، والتي يأمل في التتويج بها جميعا.

أما برشلونة فيسعى لاستعادة صدارة الليغا من جديد، بعدما قلص الفارق إلى 4 نقاط مع الغريم التقليدي والمتصدر ريال مدريد.

كما أن الفريق الكاتالوني، سيخوض مواجهة ليست سهلة ضد فالنسيا في ربع نهائي كأس ملك إسبانيا، حيث سيسعى الخفافيش لتعويض الهزيمة الثقيلة بسباعية ضد البارسا في الليغا.

وسينتظر برشلونة، لمعرفة منافسه في دور الـ16 لدوري الأبطال، بعد نهاية مواجهات الملحق.

قرار عدم إبرام صفقات مدفوعًا بأسباب مالية وإستراتيجية، إلا أنه يضع ريال مدريد وبرشلونة أمام اختبار حقيقي لقدرة تشكيلتيهما الحالية على الصمود والتألق في ظل التحديات المتزايدة خلال ما تبقى من الموسم.

تقشف برشلونة يثير التفاؤل في الميركاتو الصيفي

يتمتع مسؤولو برشلونة بنظرة تفاؤل تجاه وضع النادي في الميركاتو الصيفي المقبل.

ووفقا لصحيفة "سبورت" الإسبانية، أجبرت سياسة برشلونة في الموسمين الماضيين النادي على تقليل الإنفاق على التعاقدات، مع تعزيز الاعتماد على لاعبي الأكاديمية.

كما أن وصول المدرب هانز فليك أعطى دفعة حاسمة لهذه الاستراتيجية، حيث شهد الفريق بروز مواهب محلية مثل مارك بيرنال ومارك كاسادو، وصعود جيرارد مارتين إلى الفريق الأول.

وفي الميركاتو الشتوي المنصرم، واصل ديكو المدير الرياضي لبرشلونة سياسة الإنفاق المنخفض، بعيدا عن الصفقات الضخمة التي أبرمتها أندية مثل مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان.

وكان اسم ماركوس راشفورد مطروحا على طاولة برشلونة، لكن الصفقة كانت مشروطة بعوامل معينة، ولم يكن هناك أي عجلة داخل برشلونة لإتمامها.

وأشارت إلى أن برشلونة نجح أخيرا في العودة إلى قاعدة "1:1"، التي تسمح له بإجراء التعاقدات دون قيود، بعد سنوات من المعاناة المالية.

ومن المتوقع أن تسهم الإيرادات المنتظرة من ملعب "سبوتيفاي كامب نو" الجديد، إلى جانب سياسة التقشف الحالية، في تمكين النادي من منافسة الكبار في سوق الانتقالات الصيفية المقبلة، إذا قرر فليك وديكو ذلك.

ويحتل برشلونة المركز 56 عالميا من حيث الإنفاق على التعاقدات خلال الموسمين الماضيين (91.1 مليون يورو)، متأخرا عن أندية مثل كومو الإيطالي، شتوتجارت الألماني، فيورنتينا الإيطالي وكروز أزول المكسيكي.

وخلال نفس الفترة، بلغت إيرادات برشلونة من بيع اللاعبين 137.3 مليون يورو، مما يعني تحقيق رصيد إيجابي بقيمة 46.2 مليون يورو.

تغيير خطة بشأن "كامب نو"

يدرس برشلونة تغيير خطته الخاصة بتطوير ملعب "سبوتيفاي كامب نو" خلال الصيف المقبل.

ووفقا لصحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية، يقترب برشلونة من اتخاذ قرار بتأجيل تركيب سقف ملعب سبوتيفاي كامب نو لمدة عام، ليكون في صيف 2026 بدلا من 2025.

وأشارت إلى أن إدارة برشلونة لا تزال تسعى لخوض مباريات على الملعب الجديد خلال شهر أيار المقبل، وتعتقد أن تغيير ترتيب مراحل العمل سيحسن فرص ذلك.

وكان من المقرر في الخطة الأصلية رفع السقف هذا الصيف، وهي عملية تستغرق ما لا يقل عن 3 أشهر من العمل الحصري على تركيب الكابلات، ما يعني توقف باقي الأعمال خلال هذه الفترة.

ولتنفيذ رفع السقف، يجب أن تكتمل هياكل المدرج الثالث، والذي يفترض أن يكون جاهزا في غضون الأشهر الـ3 المقبلة.

وبحلول شهر أيار، سيتعين تهيئة الملعب لاستضافة المباريات، وهو ما سيؤدي إلى تباطؤ كبير في وتيرة الأعمال.

وبناء على ذلك، فإن فكرة تأجيل رفع السقف تكتسب زخما، حيث سيتم إكمال بناء المدرج الثالث أولا، ثم تثبيت السقف في صيف 2026.

وهذا التغيير لا يعني تأخير افتتاح سبوتيفاي كامب نو للجماهير، بل يساعد في تحقيق هدف إعادة فتحه بنسبة 60% من السعة الاستيعابية، لكنه يأتي مع العيب الكبير المتمثل في بقاء المقاعد، بما في ذلك المقصورة الرئيسية بدون غطاء يحميها من الأمطار حتى موسم 2026-2027. 

الأكثر قراءة

الحدود الجنوبية والشرقية «قنبلة» موقوتة في طريق الحكومة اسرائيل تروّج لتأجيل جديد ولبنان ينتظر الموقف الاميركي! الجيش يرفع جهوزيته بقاعا وتهجير للبنانيين من داخل سورية