اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


منذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الاسد في 8 كانون الاول، تتفاعل قضية اللبنانيين الشيعة في القرى الثلاثين الخاضعين للسيادة السورية، وهي قرى لبنانية سلخها اتفاق "سايكس بيكو" في العام 1916 وضمها الى سورية.

وتعود ملكية اراضي هذه القرى الى سكانها اللبنانيين ومن الطائفة الشيعية، وفي غالبيتهم من آل حمادة من الهرمل، وهي تضم ما يقارب الـ27 الف نسمة تهجّر غالبية سكانها بعد سقوط النظام السوري، ومكثوا في الهرمل في مخيمات ولدى اقارب لهم وفي مدارس وبيوت، في انتظار عودة الامن الى الجانب السوري. وبقي سكان اربع قرى هي: حاويك وجرماش ووادي العرايش وأكوم معيان.

هذه المعطيات التي تكشفها اوساط عشائرية من الهرمل لـ "الديار"، تنطلق منها لتؤكد ان ما يجري في القرى الاربع، التي بقي سكانها فيها اي (حاويك وجرماش ووادي العرايش وأكوم معيان) له بُعد "ظاهر" جنائي وامني، اذ يصر الجانب السوري اليوم بإدارة "هيئة تحرير الشام" على ان سبب الاشتباكات هو القبض على مطلوبين بتهم جنائية وتجار مخدرات، ولا سيما كبتاغون، كما يشار الى وجود معامل كبتاغون في هذه المنطقة بكثافة.

في المقابل، تؤكد الاوساط نفسها، ان الاهالي يقولون ان هناك محاولة من الجانب السوري الجديد لإعادة السيطرة على المنطقة، بعد حل الجيش السوري ومفارز الهجانة والمخابرات، التي كانت تضبط الامن بين لبنان وسورية.

وتضيف الاوساط  هناك شعور من الاهالي ان هناك نفس مذهبي وطائفي وراء الحملات. ومن حق الناس ان يخشوا على مستقبلهم، في ظل وجود تجاوزات طائفية ضد العلويين والمسيحيين وعدد من السنة، من الذين كانوا يوالون النظام السابق. بالاضافة الى ان ما يجري اليوم مع شيعة هذه القرى الذين غادروا، هو عدم رغبتهم في مواجهة هذه القوى التابعة لـ "هيئة تحرير الشام" عسكرياً ، بعد حل الجيش السوري وحلول الفوضى في هذه المنطقة.

وتكشف الاوساط ايضاً ان الاهالي والعشائر هم من يواجهون في هذه القرى، ولا وجود للدولة اللبنانية بل عشائر، وسكان هذه القرى ومجموعات امنية تابعة للسلطة الجديدة في سورية. وتشير الاوساط الى وجود قتلى وجرحى واسرى باكستانيين ومن جنسيات اخرى في مستشفيات الهرمل، وهم عناصر في القوة السورية التي دخلت حاويك امس.

وفي الملف السياسي لمعالجة الاحداث، تؤكد الاوساط ثقتها بالدولة اللبنانية والجيش اللبناني، الذي يمسك بالجانب اللبناني من الحدود، ولكن المشكلة هي في الداخل السوري.

وتكشف الاوساط عن مساع قام بها وجهاء عشائريون لحل الامر بين حكومتي لبنان وسورية، وكلفوا شخصية لبنانية عشائرية من الهرمل ومقبولة من الجانب السوري، حيث تواصلت مع مكتب الرئيس نجيب ميقاتي، وحمّلته رسالة خلال زيارته الى سورية منذ عدة اسابيع، وبحث في إعادة اللبنانيين الى الداخل السوري والقرى الثلاثين، وتأمين الامان والحماية لهم مع الرئيس السوري احمد الشرع،  والذي وعد بمتابعة الامر من خلال حكومتي البلدين.

وتكشف الاوساط ايضاً عن تواصل مع عشائر سنية في سورية لحل الامر، علماً انه كان هناك دور للعشائر الشيعية في المصالحات، وإعادة السكان السنة الى قرى حدودية محاذية للهرمل، خلال الفترة التي قام بها النظام السوري بمصالحات حدودية وعشائرية. كما تكشف الاوساط ايضاً عن جولة قامت بها العشائر على عدد من المرجعيات الدينية، وهي زارت لهذه الغاية كلاً من البطريرك الماروني بشارة الراعي، وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي ابي المنى.

ومن المقرر ان يلتقي وفد عشائري ايضاً نائب رئيس المجلس الشيعي الاعالى الشيخ علي الخطيب، لبحث الامر نفسه وتحريك الملف من خلال الدولة، وبحثه بشكل رسمي ومعالجته بالطرق الصحيحة، بعيداً من اية حساسيات طائفية او حزبية او مذهبية بين البلدين.    

 

   

الأكثر قراءة

تعثر ولادة الحكومة... «شياطين» اميركية او عناد داخلي؟ سلام يُجهض توافق عون وبري على «الشيعي» الخامس اورتاغوس في بيروت ومواجهات خطيرة على الحدود الشرقية