اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تُعتبر بحة الصوت من المشكلات الشائعة التي يعاني منها الكثيرون، وغالبًا ما تكون مؤقتة نتيجة الإجهاد الصوتي أو الإصابة بعدوى بسيطة. إلا أن استمرارها لفترة طويلة أو تكرارها بشكل مستمر قد يكون مؤشرًا على وجود مشكلات صحية أكثر خطورة تتطلب استشارة طبية. فالصوت يعكس صحة الأحبال الصوتية، وأي تغير في نبرته أو جودته قد يكون علامة على اضطرابات في الجهاز التنفسي، أو مشاكل عصبية، أو حتى أمراض مزمنة.

في معظم الحالات، تنتج بحة الصوت عن التهابات الحنجرة الفيروسية، والتي تؤدي إلى التهاب الأحبال الصوتية وتورمها، مما يغير من نبرة الصوت ويؤدي إلى صعوبة في إخراج الحروف بوضوح. كما أن الاستخدام المفرط للصوت، مثل التحدث بصوت عالٍ لفترات طويلة أو الصراخ، يمكن أن يسبب إجهادًا للأحبال الصوتية ويؤدي إلى بحة مؤقتة.

لكن إذا استمرت البحة لأكثر من أسبوعين دون تحسن، فقد يكون ذلك إشارة على أمراض أكثر تعقيدًا مثل الارتجاع المعدي المريئي، حيث تؤدي أحماض المعدة المرتجعة إلى تهيج الحنجرة وتلف الأحبال الصوتية. كما أن الحساسية المزمنة أو التهاب الجيوب الأنفية قد تساهم في تغيرات الصوت بسبب زيادة إفرازات المخاط وتهيج الجهاز التنفسي العلوي.

في بعض الحالات، قد تكون بحة الصوت عرضًا مبكرًا لأمراض أكثر خطورة مثل سرطان الحنجرة، خاصة إذا كانت مصحوبة بأعراض أخرى مثل ألم في الحلق، وصعوبة في البلع، أو فقدان الوزن غير المبرر. يعتبر التدخين وتناول الكحول من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان، ولذلك فإن الأشخاص المعرضين لهذه العوامل يجب أن يكونوا أكثر يقظة عند ملاحظة تغير مستمر في الصوت.

كما أن اضطرابات الغدة الدرقية قد تؤدي إلى بحة الصوت بسبب تأثيرها على الأعصاب المتحكمة في الأحبال الصوتية. فقصور الغدة الدرقية يمكن أن يؤدي إلى تورم في الأنسجة المحيطة بالأحبال الصوتية، مما يسبب تغيرًا في نبرة الصوت.

إضافةً إلى ذلك، قد تكون بحة الصوت ناتجة عن اضطرابات عصبية مثل مرض باركنسون أو السكتة الدماغية، حيث تؤثر هذه الحالات على التحكم في العضلات المسؤولة عن إنتاج الصوت، مما يؤدي إلى تغيرات في قوته ووضوحه.

على الرغم من أن بحة الصوت قد تكون مجرد عرض مؤقت، إلا أن هناك بعض الحالات التي تستدعي استشارة طبية عاجلة، مثل استمرار البحة لأكثر من أسبوعين دون تحسن، أو وجود صعوبة في التنفس أو البلع، أو الشعور بألم في الحلق أو الأذن، أو إذا كانت البحة مصحوبة بتغير في الصوت بدون سبب واضح.

هذا وتعتمد علاج بحة الصوت على السبب الأساسي لها، فإذا كانت ناتجة عن التهاب الحنجرة الفيروسي، فإن الراحة الصوتية وشرب السوائل الدافئة قد يكونان كافيين للعلاج. أما إذا كان السبب الارتجاع المعدي المريئي، فقد يحتاج المريض إلى تغيير نمط حياته وتقليل تناول الأطعمة الحامضية والتوابل.

أما في الحالات الأكثر خطورة، مثل سرطان الحنجرة أو اضطرابات الغدة الدرقية، فإن التدخل الطبي المبكر يلعب دورًا هامًا في تحسين فرص العلاج. ويمكن أن تشمل العلاجات الأدوية، أو العلاج الصوتي، أو حتى الجراحة في بعض الحالات.

إلى ذلك، قد تبدو بحة الصوت مشكلة بسيطة للوهلة الأولى، لكنها قد تكون مؤشرًا على أمراض تتطلب اهتمامًا طبيًا. لذلك، من المهم الانتباه إلى أي تغيرات طويلة الأمد في الصوت، وعدم تجاهل الأعراض المصاحبة. فالتشخيص المبكر للأسباب المحتملة يمكن أن يساعد في الوقاية من المضاعفات وتحسين جودة الحياة.

الأكثر قراءة

نتنياهو يعلن الحرب على السعودية