كشف العدو "الاسرائيلي" عن خطته لاقامة احزمة امنية تحمي كيان الغاصب التوسعي الاستيطاني، وهو يعمل على ذلك منذ انشائه، فسعى الى ذلك مع افراد او مجموعات في طوائف ومذاهب، تحت عنوان "تحالف الاقليات وحمايتها"، وهذا ما حاوله مع الطائفة الدرزية بتشغيله عملاء له، وبدأ في مخططه منذ ثلاثينات القرن الماضي، فتعامل معه كل من يوسف العيسمي ولبيب ابو ركن اللذين روجا لمشروع اقامة "دولة درزية" في جنوب سوريا تمتد الى لبنان، لكن سلطان باشا الاطرش تصدى لهما، وهو احد ابطال "الثورة السورية الكبرى" التي كانت تقاوم الاحتلال الفرنسي، وتدعو الى وحدة سوريا وبلاد الشام كلها، فانكفأ المشروع الصهيوني الذي لاقى له تأييدا من الشيخ امين طريف تحت عنوان "حماية الدروز" في فلسطين المحتلة، فصدر قانون عن "الكنيست الاسرائيلي" يلزم الشبان الدروز الخدمة في الجيش "الاسرائيلي" والتطوع فيه ، فدخل اليه ايضا الشركس والبدو.
فلم يتوقف العدو "الاسرائيلي" عن مشروعه تقسيم المشرق العربي، وقيام اقتتال طائفي ومذهبي وعرقي فيه، بما يخدم احتلال الارض والتوسع فيها حتى تقوم "اسرائيل الكبرى"، وما اعلنه رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو عن اقامة مناطق منزوعة السلاح في كل من جنوب لبنان وسوريا، يكشف عن انه يعمل "لحزام امني" يبدأ على طول الشريط الحدودي من الجنوب مع فلسطين المحتلة ويتصل بجبل الشيخ ، والذي احتله الجيش "الاسرائيلي"، ويمتد الى جنوب سوريا وصولا الى شمالها وشرقها في منطقة الجزيرة عند الحدود العراقية – السورية، بما يؤمن تواصلا مع "دويلة الحكم الذاتي الكردي" في شمال وشرق سوريا، الذي تقوده "قسد" المدعومة من اميركا وتحالفها الدولي.
فما حصل في شمال وشرق سوريا بدأ يظهر في جنوبها، فتم الاعلان عن تشكيل "مجلس عسكري في محافظة السويداء" يقوده العقيد طارق الشوفي، وهو ضابط منشق عن الجيش السوري في عهد النظام السوري السابق ، اذ اعلن انه لن يسلم السلاح الى الحكم الجديد في سوريا برئاسة احمد الشرع، قبل ان تقوم دولة ديموقراطية علمانية لا مركزية تحقق المواطنة المتساوية وحقوق الانسان وحماية المجتمع والامن الوطني والاقليمي والحدود الجنوبية".
فهذه الحالة تزامنت مع اعلان نتانياهو بانه لن يتسامح مع "اي تهديد للطائفة الدرزية"، وان المنطقة ستكون منزوعة السلاح تحت الاحتلال "الاسرائيلي"، فقام الجيش بعد سقوط النظام السوري واستيلاء "هيئة تحرير الشام" على السلطة، بتدمير كل الترسانة العسكرية للجيش السوري من طائرات ودبابات وصواريخ ومدافع ومخازن اسلحة وثكنات ومراكز ابحاث عسكرية ومصانع، في وقت كانت السلطة الجديدة في سوريا تحل الجيش السوري، وتسرّح ضباطه وجنوده ، واغتيال الكثير ممن وصفوا "بفلول النظام السوري السابق".
فما يجري في جنوب سوريا من تدخل عسكري "اسرائيلي" مباشر، برره محلل الشؤون الديبلوماسية في صحيفة "اسرائيل هيوم" ارييل كلهانا بان "اخلاء جنوب سوريا من قوات النظام (برئاسة الشرع) في درعا والسويداء والقنيطرة، يتمثل في التوترات والعداوات الداخلية بين الطوائف سوف تندلع، وكذلك الكراهية البنيوية لاسرائيل".
وهذا يكشف بان العدو يلعب لعبة طائفية، وان اعلان نتانياهو حماية الدروز يقع ضمن الخطة الصهيوينة القديمة – الجديدة باقامة احزمة امنية طائفية، وسبق للعدو "الاسرائيلي" ان اقام حزاما امنيا في جنوب الليطاني بعد احتلاله في آذار 1978 ، وسلم المنطقة الى الرائد في الجيش اللبناني سعد حداد، ومنع الجيش الذي ارسلته قيادته في اليرزة من الانتشار وفقا للقرار 425 ، وسميت المنطقة "الحزام الامني"، وهو ما بدأ يظهر في جنوب سوريا وتحديدا في السويداء التي قام فيها "مجلس عسكري".
وقامت بعض المجموعات المسلحة في محافظة السويداء بالاعلان عن انضمامها "للدولة الاسرائيلية"، وتلقي تعليماتها من رئيس الهيئة الروحية للطائفة الدرزية في فلسطين المحتلة موفق طريف، الذي تربطه علاقة قوية مع نتانياهو، الذي استضافه طريف في منزله على مأدبة ، وزار معه بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، معزيا بمن قتلوا في قصف على احد ملاعبها، حيث اتهم العدو حزب الله بالعملية ، لخلق فتنة درزية – شيعية في لبنان تصدى لها الرئيس السابق للحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، الذي حذر طريف من اللعب بالنار، وان الدروز هم طلائع حركات المقاومة ضد الاستعمار في كل اشكاله على مدى قرون.
فالمشروع "الاسرائيلي" الذي لم يتوقف، يلاقي رفضا دينيا وسياسيا وشعبيا لدى طائفة الموحدين الدروز المنتشرة في لبنان وسوريا وفلسطين والاردن.
وصدرت مواقف في لبنان تدين كل من يعمل لخدمة العدو ، واتفق زعماء الطائفة في لقاء لهم في بلدة بعدران – الشوف على دعم المقاومة في لبنان وفلسطين، ورفض المشاريع "الاسرائيلية"، وان الاتصالات واللقاءات مستمرة بين جنبلاط ورئيس الحزب "الديموقراطي اللبناني" طلال ارسلان، في ان تبقى الطائفة الدرزية في موقعها على ما هو تاريخها القومي والوطني المقاوم.
وفي جنوب سوريا تصاعد الرفض لاي مشروع انفصالي عن الدولة السورية، ونظمت وقفات احتجاج في السويداء (ساحة الكرامة) ودرعا (ساحة 8 اذار) ودوار خان ارنبة في القنيطرة، التي اجتاحها الجيش "الاسرائيلي" مع ريفها، ووصل الى مسافة قريبة من دمشق والطريق الى بيروت، فوضع هذا العدوان القيادة السورية برئاسة الشرع امام امتحان وتحد ، لا سيما بعد ان صدرت مواقف عن النظام السوري الجديد تدعو الى تحييد سوريا عن الصراع مع "اسرائيل"، والعمل باتفاق عام 1974 ، الا ان المسألة باتت مرتبطة باحتلال "اسرائيلي" دائم، وتوسعه ربما نحو شمال سوريا وشرقها، وفق ما جاء في التوراة بان هذه المنطقة كانت "مملكة يهودية"، كما في الضفة الغربية المسماة في التوراة "يهوذا والسامرة".
ان ما يجري في جنوب لبنان من بقاء للاحتلال "الاسرائيلي" في خمس نقاط لاجل غير مسمى، واحتلال جنوب سوريا، انما يقع ذلك في عنوان امن "اسرائيل"، ورفع التهديد عنها وتوسعها.
يتم قراءة الآن
-
لماذا آثر نصرالله أن يستشهد ؟
-
عودة الرعاية الخليجية للبنان وموسم سياحي واعد صناديق الشمال على موعد مع التغيير أو تثبيت التوازنات؟! وساطة عربية بين دمشق و«تل ابيب»: ماذا يُحضَّر؟
-
رفع الحدّ الأدنى للأجور إلى 28 مليوناً مع زيادة التقديمات العائلية الضعفين والتقديمات المدرسية ضعفين ونصف
-
سعيد لـ "الديار": نتائج جبل لبنان أثبتت أن العائلات تتمتع بوزن أكبر من الأحزاب
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:47
فوكس نيوز عن نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس: لن ننخرط في حرب لا شأن لنا بها ولا نطلب من الهند أو باكستان إلقاء السلاح.
-
23:46
فوكس نيوز عن نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس: سنواصل السعي لإنهاء الحرب بأوكرانيا حتى نوقن أنه لا يمكن إحراز تقدم إضافي، وسننسحب من الوساطة إذا تبين لنا أن روسيا ليست منخرطة في التفاوض بحسن نية.
-
23:46
فوكس نيوز عن نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس: قلقون مما يحدث بين الهند وباكستان ولا نعتقد أن الأمر سيتحول إلى صراع نووي، وسنواصل السعي لخفض التصعيد بين الهند وباكستان عبر القنوات الدبلوماسية.
-
23:45
فوكس نيوز عن نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس: أعتقد أن هناك تقدما نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا، وأعتقد أننا حققنا اختراقات دبلوماسية وعرض الروس خطة سلام يعد إنجازا كبيرا.
-
23:18
يسرائيل هيوم عن مقربين من ترامب: يمكننا القول بوضوح إن العلاقة بين ترتمب ونتنياهو وصلت لأدنى مستوياتها.
-
23:18
يسرائيل هيوم عن مسؤول "إسرائيلي": ما نفكر فيه حقا الآن هو أن ترامب يهمش نتنياهو حتى يعود للمسار الصحيح.
