اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

كما كل معركة مع العدو «الإسرائيلي»، كنا ننتظر بعد انتهائها احتفال النصر لتُطِل علينا من منبركَ وتخاطبنا «يا أشرف الناس»، ونحن نرد عليكَ بالقول: «لبيك يا نصرالله». لم نكن نتوقع يوماً من الأيام أن ينقلب المشهد الى هذا الحد ، ويتحوّل مهرجان نصركَ الى تشييعكَ، نسير به على جمر قلوبنا المحترقة على غيابكَ ولحظة وداعكَ. هذه اللحظة التي كان ثقلها ثقل الجبال وعمقها عمق البحار والمحيطات، كيف لا وأنتَ السيد القائد الأب الذي احتضن أبناءه بقلبه وعقله ، وسار بهم الى زمن الانتصارات والعزة والكرامة الذي تجسّد بحضوركَ...

إنه يوم الحقيقة الذي لم يعد ينفع بعده إنكار ولا وهم ولا رفض... لقد أصبح استشهادكَ حقيقة رأيناها بأعيننا، لحظة رفع نعشكَ الى السماء، ورغم ذلك لم ترَ قلوبنا نعشاً، رأتكَ كعادتكَ تمشي بيننا في مسيرة عاشورائية، أو تُطل علينا من منبركَ في لحظة انتصار، نسمع صوتكَ ونراكَ تحدثنا عن المقاومة والصمود والإرادة والوفاء والنصر النهائي، ذلك النصر الذي حلمنا أن نسير معكَ إليه.

في الحرب كان الله في الساحة، وفي تشييعكَ كانت يد الله على قلوبنا كي تُساعدنا على تحمّل لحظة لم تمر يوماً في مخيِّلتنا، لكن ورغم ذلك لقد كانت لحظة لم نشعر بوجع قبلها ولا بعدها، لحظة تحمل معها سكوناً وغضباً في آنٍ معاً، لحظة مليئة بالتناقضات والتخبّطات الداخلية، لحظة إستثنائية تمر مرة واحدة في عُمر الإنسان تماماً مثلكَ، فأنتَ وحدكَ لا شبيه لكَ، سيذكركَ التاريخ كما لم يذكر أحداً من قبلكَ...

هذه المرة لم تقل لنا كعادتكَ «بيّض الله وجوهكم» على حضورنا في ختام كل لقاء بيننا، هذه المرة نحن مَن قلنا لك: «انشالله نكون بيّضنا وجنا قدامك يا سيّد بحضورنا قبل ما نبيّض وجّك» فهذا بعض من وفاء وإخلاص وحب...

كنا دائماً نقول لكَ «معكَ حتى آخر النهايات»، لكن حتى بنهاية مشواركَ معنا في الدنيا، لا نهايات معكَ، ستبقى معنا وسنبقى معكَ... سنبقى ننتظركَ حتى آخر النهايات... فسلام عليكَ أينما كنتَ...


الأكثر قراءة

هدوء نيابي غير مألوف... بري يضبط الإيقاع البرلماني وارتياح رئاسي لموقف الحزب سبعة اسماء تتسابق لمركز حاكم المركزي... فلمن اللقب؟ هذا ما سيبحثه عون في الرياض... والتفاصيل لسلام