في واجهة الحدث اللبناني، ظلت جولة رئيس الجمهورية جوزاف عون الخارجية من الرياض الى القاهرة محط اهتمام اللبنانيين، الذين توقفوا باهتمام، عند ما ورد في البيان المشترك من تأكيد على دورالجيش واهمية دعمه. مواقف لا بد ستلقى ترجمة فعلية من خلال الدعم العربي الموعود في زيارة رسمية سيجريها الرئيس عون الى الرياض مجدداً حيث سيوقع اتفاقات في مختلف المجالات، تليها زيارة لولي العهد الى بيروت تلبية لدعوة وجهها اليه الرئيس عون.
زيارة الرياض
وفي قراءة تحليلية لنتائج الزيارة، رأت مصادر سياسية أنها جاءت «كمكافأة» لانجاز الانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة، وفقا لما يرضي المجتمعين العربي والدولي، اذ جاءت كفرصة للبنان للخروج من سنوات العزل الديبلوماسي، وللتأكيد على العلاقة الجيدة والمتينة بين لبنان والمملكة، في مؤشر على الرغبة اللبنانية في تعزيز هذه العلاقة على مختلف الأصعدة، وبالتالي جاءت تجديدا لـ «الشراكة» العربية المشتركة التي تراجعت بسبب تموضع لبنان السابق.
القاهرة
ومن المملكة توجه الرئيس اللبناني الى مصر للمشاركة في اجتماع القمة العربية، حيث كانت له سلسلة لقاءات، على هامشها، مع مجموعة من القادة الحاضرين، ابرزهم، الامين العام للامم المتحدة، الرئيس المصري، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الامين العام لجامعة الدول العربية، امير قطر، ملك الاردن، الرئيس الفلسطيني، الرئيس السوري، الرئيس العراقي، الذي ابلغ باستمرار المساعدة العراقية في مجال الفيول، وامكان رفعها.
وتنعقد القمة في ظل توجه الرئيس دونالد ترامب إلى تغيير الديناميكيات التقليدية الحاكمة للاعراف السياسية والديبلوماسية والعلاقات الدولية، من اوكرانيا الى غزة، حيث تستشعر العديد من الدول العربية خطر النزعة العدوانية والتوسعية الإسرائيلية، ما يثير حالة من الغموض والضبابية بخصوص موقف واشنطن تجاه المنطقة وسلوك إسرائيل المستقبلي فيها، وهو ما ظهر بشكل واضح في المواقف السياسية الصادرة عن دول عديدة خلال القمة العربية، في مقدمتها مصر والأردن والسعودية.
اوساط ديبلوماسية عربية، رأت ان العرب باتوا على قناعة اليوم أنهم جزء أساسي من الصراع، بعد أن بات أمنهم القومي مهددًا في ظل خطة ترامب الرامية إلى تهجير الفلسطينيين على حساب الدول العربية، لذلك فإن الخطة العربية الرامية إلى إعمار غزة دون تهجير سكانها بحاجة إلى قرار عربي واضح رافض للخطة، والمطالبة بوقف الحرب ومنع عودتها من جديد، وضمان تثبيت الفلسطينيين على أراضيهم، ورفض تصفية القضية الفلسطينية برمتها، من هنا «واجب القمة توجيه رسائل واضحة برفض مخطط ترامب».
واشارت الى ان السلاح الأقوى في يد العرب لمواجهة المخططات الأميركية - الإسرائيلية، يكمن في اتخاذ موقف عربي واضح وجلي، والضغط على المجتمع الدولي لتنفيذ حل الدولتين المتفق عليه دوليًا، وضمان وقف الاستيطان والاعتداءات على الضفة الغربية، وضمان وقف مخطط الضم، مبدية خوفها في المقابل من الرد الاميركي، خصوصا ان العديد من الدول العربية تعاني من مشاكل كبيرة، وبحاجة الى المساعدة الدولية، وبالتالي فان موقفها الجامع قد يضعها في مواجهة مباشرة مع واشنطن، تماما كما حصل مع الرئيس الاوكراني.
الوضع الدرزي
من هنا، ترى المصادر ان الامور ذاهبة نحو مزيد من التصعيد في المنطقة، ومن بينها لبنان، وهو ما يقلق الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي يستشعر الخطر المحدق بلبنان وبابناء طائفته في سورية جراء محاولة ترويج الانفصال عن دمشق، ما يضع طائفة الموحدين الدروز في خطر، هو الاكبر منذ عقود.
فبيك المختارة، الذي يتابع الاوضاع عن كثب في سورية، يكشف مقربون منه عن سلسلة اتصالات وتحركات سيجريها في الداخل اللبناني، ومع فعاليات ومشايخ في السويداء من اجل تدارك اي تداعيات سلبية تتعلق بالطروحات الاسرائيلية من جهة والتعاطي مع السلطة السورية الجديدة، من بينها زيارته المرتقبة الى دمشق ولقاؤه الرئيس احمد الشرع المتوقع قبل السادس عشر من آذار، حيث سيكون له مواقف نوعية، حاملا معه مبادرة من دروزالسويداء، وفقا لخطة مواجهة انهى انجازها، وسط المخاوف من تحول الازمة الى ملف «فتنوي» بين ابناء الطائفة في لبنان، في ظل المؤشرات الكبيرة التي تنحو في هذا الاتجاه.
اسرائيل ولبنان
هذا الامر الواقع الذي تحاول اسرائيل فرضه في سورية، تحاول فرضه في لبنان ايضا، اذ مع انقضاء الاول من اذار موعد عودة سكان مستوطنات الشمال الى بلداتهم، رفضت الاكثرية العودة على رغم محاولة تل ابيب طمأنتهم، من خلال تأكيد الجيش على عدم توقفه عن عملياته الهادفة الى القضاء على كل من يهدد امن البلاد.
فاسرائيل التي تحاول تأكيد سيطرتها على كل الجبهات، ساعيةً الى فرض منطقة عازلة جنوب لبنان، اعطت الاوامر لجيشها، وفقا لتقارير اممية، باستخدام النار ضد كل من يكون موجودا في ما اسمتها تل ابيب المناطق القريبة من الحدود، حتى من دون تشكيل اي خطر محدق، وهذه المناطق اصبحت امرا واقعا في الجنوب اللبناني وسورية وقطاع غزة.
رفع الحظر
وفي خطوة لافتة في التوقيت، وفيما يتحضر الكونغرس الاميركي لسلسلة قوانين تتناول الضغط على السلطة في لبنان، ذكر موقع «أكسيوس» عن مسؤولين أميركيين، ان الخارجية الأميركية قررت رفع التجميد عن 95 مليون دولار من المساعدات العسكرية للبنان، والتي حولت سابقا من حصة مصر، وتحتاج الى قرار من الكونغرس لتصبح نافذة، معتبرين، ان المساعدات للبنان جزء من استراتيجية للتأكد من استمرار وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
الترشيحات والتعيينات
في غضون ذلك، يعقد مجلس الوزراء أول جلسة عملية له في الحادية عشرة قبل ظهر الخميس المقبل في قصر بعبدا، وعلى جدول أعمالها 25 بندًا، أبرزها ما يتعلق بموضوع موازنة 2025 التي أقرتها الحكومة السابقة ورفعتها إلى مجلس النواب الذي لم يناقشها، والتي يتوقع ان تصدرها بمرسوم، كذلك موضوع تعيين سفراء من خارج الملاك في السلك الخارجي في الوزارة، في عواصم دول القرار، إضافة إلى أمور تنظيمية، منها رحلات سفر إلى الخارج.
مصادر سياسية رأت ان عيون الكل في الداخل والخارج، ترصد اداء الحكومة السلامية، التي يدرك رئيسها ان أدء مجلس الوزراء، سيكون تحت المجهرين المحلي والدولي. من هنا، اصراره في كل اطلالاته ومواقفه على توجيه رسائل الى الداخل والخارج، تتحدث في شكل اساس عن «استعادة الثقة»، وتعد بأداء جديد.
وفي هذا الاطار سرب ان جلسة الحكومة الخميس قد تشهد مجموعة من التعيينات، في حال انجز الاتفاق حولها، تشمل بعض المواقع الامنية والعسكرية، فضلا عن حاكم مصرف لبنان ونوابه، حيث تكشف المعطيات ان ثمة اتفاقا بين «الترويكا الرئاسية» على آلية محددة تقضي برفع ثلاثة اسماء من الاكفأ الى مجلس الوزراء، على ان يصار الى انتخاب احدها، نافية وجود اي خلاف بين بعبدا وعين التينة.
وتكشف المصادر ان معركة حاكمية مصرف لبنان، تشهد معركة «شرسة»، عنوانها الاساس «اموال المودعين» وكيفية التعامل معها، بعدما باتت المنافسة محصورة بين كريم سعيد، شقيق النائب فارس سعيد، والذي يتحدث مقربون منه عن علاقته الممتازة بمجموعة «كلنا ارادة»، وتأييد جهات داخلية له، فضلا عن دعم اميركي – سعودي يحظى به، هو الذي يتبنى كخطة عمل، وفقا لتصريحاته، تقرير مجموعة «growth lab « في جامعة «هارفرد» الصادر في شهر تشرين الثاني 2023، والذي وضع «استراتيجية للتعافي المالي والاقتصادي في لبنان»، تقوم على شطب الودائع، حيث كان ضيفا لحلقة نقاشية في الجامعة في حضور نسيب غبريل.
اما الاسم الثاني المتقدم، فهو الوزير السابق جهاد ازعور، المدعوم من قبل الصناديق الدولية والدول المانحة، والتي ترتكز خطته على تلك التي وضعها صندوق الدولي، والتي كان له الدور الاساس في صياغتها، وفي تعديل بعض نقاطها الاساسية.
وليس بعيدا، يبدو ان الحكومة، وبناء على توصية من وزير العدل، قد تعمد الى اجراء تعيينات قضائية جزئية في بعض المواقع لتسيير عمل بعض الملفات الاساسية، الى حين انجاز تشكيلات قضائية كبيرة، يتردد انها ستكون الاكبر في تاريخ الجسم القضائي اللبناني.
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:33
الشرع لـ السيسي: حريصون على بدء صفحة جديدة من العلاقات مع الدول العربية وخاصة مصر
-
23:33
رويترز: السيسي يدعو إلى إطلاق عملية سياسية شاملة تشمل جميع أبناء الشعب السوري خلال لقائه مع الشرع
-
23:02
الرئيس عون ملتقياً السيسي: سألبي لاحقاً الدعوة لزيارة جمهورية مصر العربية وسأستمر في الاتصالات من أجل تنفيذ إسرائيل للاتفاق الأخير في ٢٧ تشرين الثاني الماضي
-
22:59
تحليق للطيران الحربي المعادي في أجواء البقاع على علو منخفض
-
22:57
وزير خارجية مصر: تم الاتفاق على أسماء أعضاء اللجنة التي ستدير غزة لـ 6 أشهر
-
22:08
حماس ترحب بدعوة الرئيس الفلسطيني لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية وبخطة إعادة الإعمار التي اعتمدتها القمة العربية في بيانها الختامي
