اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

سواء في القصر الجمهوري ام في عين التينة ام في السراي الحكومي، هناك توجس من مخطط العدو الاسرائيلي بابقاء منطقة عازلة جنوب لبنان تحت احتلاله وسيطرته على غرار المنطقة التي اقامتها «اسرائيل» على الحدود السورية. ذلك ان تدمير الكيان الصهيوني لعدد كبير من البلدات اللبنانية الحدودية، اثار تساؤلات كثيرة بامكانية قيام الدولة اللبنانية باعادة اعمارها، في وقت نرى ان ما يحدث في الجنوب السوري يظهر ان «تل ابيب»تريد لذلك الشريط المدمر ان يتكرس منطقة عازلة والتي تبدو انها في طريق الاتساع اكثر فاكثر لاحداث واقع جديد في سوريا تحت ذريعة التخوف من تسلل مجموعات متطرفة من خطوط التماس المستحدثة والتي تجاوزت بكثير الحدود التي ارساها اتفاق فض الاشتباك في كانون الثاني 1974.

وقد علم الرؤساء عون وبري وسلام من حكومات اوروبية صديقة للبنان هذه المعلومات والتي كشفت لهم ان الاعمار سيكون له اثمان وشروط الى جانب تلويح الادارة الاميركية الى اكثر من جهة حليفة لها في المنطقة بانها على استعداد للدفع نحو «مشروع مارشال عربي- دولي» مقابل ارساء السلام. ولكن اي سلام تتحدث عنه واشنطن وهي ترى ازمة الشرق الاوسط بعين واحدة؟

وفي النطاق ذاته، تعتبر اوساط سياسية في حديثها للديار ان الاسرائيليين يدركون ان الوضع الذي احدثته الحرب والذي اقترن بالتغيير في سوريا، قد ازال اي احتمال لتفجير الخط الازرق، حتى ان حزب الله ترك للدولة مهمة القيام بالجهود الديبلوماسية اللازمة لازالة الاحتلال الاسرائيلي من النقاط الخمس. وعليه، تشير الاوساط ان الاسرائيليين يضغطون تكتيكيا لنزع سلاح حزب الله في حين ان الهدف الاستراتيجي لحكومة العدو برئاسة بنيامين نتنياهو قد يكون فتح الابواب بين لبنان و»اسرائيل».

تزامنا، ابلغت جهات لبنانية مسؤولة قيادات عربية وفقا لمصدر مطلع ان الوضع الاقليمي الحالي لا يزال ضبابيا بشكل كبير وبالتالي لا يمكن التكهن بالمسار الذي يمكن ان يأخذه، وهو ما يجعل اي بحث بمسألة سلاح حزب الله حاليا يرتطم بعدة عوائق داخلية فضلا ان مصلحة الدولة اللبنانية تكمن بعدم تعرضها لاي هزة سياسية او امنية بوجود تطمينات من حزب الله بالانخراط السياسي في الدولة ما يمهد بالانخراط العسكري في الوقت المناسب.

الثنائي الشيعي: الاستقواء لا ينفع معنا

من جهة الثنائي الشيعي وتحديدا حزب الله فهو يقوم باعادة ترتيب وضعه ليستجمع قواه شيئا فشيئا الى جانب ان الحزب يتواصل مع القوى الاخرى غير الشيعية على غرار الحزب السوري القومي الاجتماعي والحزب الشيوعي والمرابطون بهدف الحفاظ على روح المقاومة في لبنان.

اما التصريح الذي اعطاه الرئيس نبيه بري لـ«الديار» منذ يومين حول رفض الثنائي الشيعي ربط اعادة الاعمار بتسليم السلاح، فهذا الامر يصب في خانة التحذير للقوى اللبنانية الاخرى وللقوى الخارجية وفقا لمصدر مطلع بأنه لا ينفع الاستقواء على الثنائي الشيعي الذي لا يريد استخدام السلاح داخليا انما قادر على احباط اي طرح او محاولة او معادلة تكون ظالمة بحق الطائفة الشيعية. وتابع المصدر انه عندما تتعرض طائفة في لبنان الى نكسة، تجري اجتماعات او حوار لاعادة رسم التوازنات على غرار اتفاق الدوحة وقبله اتفاق الطائف وقبله اتفاق الرئيس فؤاد شهاب مع الرئيس الراحل عبد الناصر عام 1958.

كلمة الرئيس عون وضعت لبنان بمرتبة رفيعة في القمة العربية

بموازاة ذلك، كانت كلمة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون كلمة وطنية استراتيجية تعبر عن عزة النفس التي يتحلى بها الشعب اللبناني كما انها تؤكد موقف لبنان المطالب بسيادته وبالاسرى في السجون الاسرائيلية . كلمة عون رائعة وطنيا وقد جاءت في مكانها من منبر القمة العربية حيث وضعت لبنان في المرتبة الاولى في المواقف العربية المناهضة للمخططات الاسرائيلية واكدت على فخر لدى الرئيس عون بشهداء الشعب اللبناني.

القمة العربية في القاهرة: الخطة المصرية لاعادة اعمار غزة اعتمدت خطة عربية

في غضون ذلك، التأمت القمة العربية في القاهرة حول القضية الفلسطينية وامامها صورة واضحة متعلقة بما حصل بين الرئيس الاميركي ترامب والرئيس الاوكراني زيلينسكي، ورأت بام العين بان الولايات المتحدة الاميركية اذا وضعت سقف لقضية ما فمن الصعب تجاوزه ما دفع بزيلينسكي الى التجاوب مع المسعى الاميركي. ورغم ذلك، قررت القمة العربية رفع السقف عاليا في الظاهر حيث شددت على معادلة «السلام مقابل الارض» رافضة تهجير سكان غزة من القطاع ومشروع الرئيس الاميركي عن الريفييرا الغزاوية . وبمعزل اذا كانت مقررات هذه القمة ستنجح او ستنفذ، ارادت الدول العربية المركزية وهي السعودية ، مصر والاردن البعث برسالة للاميركيين بأن العرب هم رواد السلام الا ان هذا الهدف لا يتحقق عبر ريفيرا الشرق الاوسط التي طرحها ترامب لان هذا المشروع لو وضع له حماية مشددة فسيأتي وقت ويعاد تفجيرها. ولذلك اعتمدت الخطة المصرية الفلسطينية لاعادة اعمار غزة «الخطة عربية» بعد اقرارها في قمة القاهرة.

من جهة اخرى، رأى مسؤول عربي رفيع المستوى ان مقررات القمة العربية التي انعقدت في القاهرة حول المسألة الفلسطينية لم تنتج سوى مقررات فولكورية على غرار المبادرة العربية التي انعقدت في بيروت عام 2002 والتي ذهبت جميع مقرراتها مع ادراج الرياح. وقصارى القول ان زعماء العرب اختاروا رفع السقف عاليا في الظاهر للتفاوض على ادنى سقف في الكواليس مع ادارة ترامب حول فلسطين.

وفي سياق متصل، قال ديبلوماسي مخضرم انه لن تتبلور الامور بشكل جدي اذا لم تترتب اوضاع سوريا التي تشكل المعضلة اساسية من الازمات التي تعصف بالمنطقة. وبمعنى اخر، يرى الديبلوماسي انه اذا انفجرت الامور في سوريا فسيؤدي ذلك الى تفاقم ازمات الشرق الاوسط اما اذا وصل المعنيون الى حل في سوريا فهذا سينطلي على باقي الدول المجاورة وغير المجاورة لبلاد الشام.

«اسرائيل» ترفض مقررات القمة العربية

رفضت وزارة الخارجية «الاسرائيلية» خطة الدول العربية للتعامل مع غزة معتبرة ان بيان القمة لم يتناول حقائق الوضع بعد 7 تشرين الاول 2023 ولم يدين هجوم حماس على غلاف غزة. وتابعت ان بيان القمة العربية يظل متجذرا في وجهات نظر عفا عليها الزمن حيث ان الزعماء العرب اعتمدوا على السلطة الفلسطينية التي اثبتت فسادها.

نتائج زيارة الرئيس عون للسعودية

من جهة اخرى، وبعد زيارة الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون للرياض ضمن مراسم استقبال عالية المستوى لعون ومن ثم لقائه ولي العهد الامير محمد بن سلمان، قال مصدر سعودي مخضرم ان هذه الزيارة رمزية وهي لاعادة اللحمة بين المملكة العربية السعودية ولبنان واعادة احياء التواصل بين البلدين.

اما عن قرار رفع حظر السفر عن السعوديين الى لبنان، فقد لفت المصدر السعودي ان هذا الامر يتطلب من الدولة اللبنانية اتخاذ تدابير امنية وقانونية لحماية حقوق السعوديين.

وعلى صعيد التجارة بين لبنان والسعودية، اعتبر المسؤول السعودي ان الدولة اللبنانية مطالبة بالحرص على عدم تصدير الكبتاغون الى السعودية على غرار ما حصل في مرات سابقة من اجل اعادة العلاقات التجارية اللبنانية-السعودية الى مجراها الطبيعي.

روسيا تتوسط بين اميركا وطهران

الى ذلك، قالت اوساط ديبلوماسية اروروبية ان موسكو ابدت عزمها للوساطة بين واشنطن وطهران للتوصل الى صفقة شاملة بين الدولتين تفتح الطريق امام حل تدريجي لكل التعقيدات التي تعترض تحقيق السلام في الشرق الاوسط.


الأكثر قراءة

شرط ترامب لمشروع مارشال عربي ــ دولي للبنان: فما هو الثمن السياسي؟ توجس لبناني من «اسرائيل» حول ابقاء منطقة عازلة جنوبا