"باستطاعتكم أن تسألوا الشيطان، فقط، ما في رأس بنيامين نتنياهو". كلام مسؤول فرنسي ينقله الينا زميل من هناك. أكثر من ذلك. واشنطن توحي بأنها تشق الطريق أمام لبنان بالورود، وتل ابيب تقول علناً انها تريد أن تقطع عليه الطريق بالنيران.
هكذا تنفيذ اتفاق وقف النار، بالغارات الجوية، والاصرار على البقاء فوق الأرض اللبنانية، ما دامت اسرائيل قد احترفت القاء المواثيق، والقرارات، الدولية في سلة المهملات. ولقد رأيناها كيف تتعامل مع الرئيس الانتقالي في سورية أحمد الشرع الذي قال أمام الملأ "اسرائيل ليست عدوتنا"، وتقدم نحوها بغصن الزيتون، دون أن يتفوه بكلمة واحدة اعتراضاً على احتلالها اليومي للأراضي السورية، لتغدو دباباتها على أبواب دمشق.
بعدما وجه وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس، بالغطرسة اياها، وبالفظاظة اياها، رسالة من قمة جبل الشيخ" الى الشرع "نحن نراقبك من هنا"، بعث اليه برسالة أخرى، اثر الغارة على دمشق، "أينما يوجد تنظيم ارهابي ضد اسرائيل، سيجد زعيم الجماعة الاسلامية المتطرفة طائراتنا تحلق في السماء، وتهاجم الأهداف الارهابية". ما الذي يمنع كاتس من اعتبار "قصر الشعب" هدفاً ارهابياً وتقوم الطائرات بضربه ؟ هذا ليس سؤالاً في الخيال.
الكلام الاسرائيلي الى الشرع، وهو الوالي العثماني، أم الى رجب طيب اردوغان الذي يزمع اقامة قاعدتين عسكريتين في البادية السورية، وترابط فيه 40 طائرة بحجة الدفاع عن سورية كما لو أنه لا يرى كيف سقطت سورية عسكرياً بيد ايال زامير.
كل الاحتمالات (الخطرة) واردة، ما دام نتنياهو قد قال، علناً، انه ينفذ على الأرض ما قضت به التوراة. ما يستشف من التعليقات الاسرائيلية ان أركان الائتلاف خائفون من أن يجرهم دونالد ترامب الى المسار الأميركي الذي قد لا يتطابق مع المسار التوراتي. مصادر أوروبية تتحدث عن أن الأوامر أعطيت الى وكالة الاستخبارات المركزية، والأجهزة الاستخباراتية الأخرى، بمراقبة أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية، بالرغم وجود تنسيق، وعلى كل المستويات، بين أجهزة الجانبين.
هل ثمة خوف أميركي على حياة ترامب، وبعدما كان مسؤولون سابقون في مكتب التحقيق الفديرالي (FBI ) قد ألمحوا الى مسؤولية الموساد في اغتيال الرئيس جون كنيدي (تشرين الثاني 1963 ) لأنه أمر بايفاد بعثة الى اسرائيل للتفتيش على برنامجها النووي، أي عشية بدء العمل بمفاعل ديمونا.
لبنان في الوقت الصعب، وفي المفترق الصعب. المفارقة المثيرة هنا أن الحكومة الاسرائيلية ضد التطبيع الذي يراهن عليه ترامب (رهان مقدس) لاحتواء الشرق الأوسط باعتباره الخاصرة الرخوة بالنسبة الى الولايات المتحدة في الصراع الكبير حول الشرق الأقصى، وقد لوحظ أن الأبحاث الأميركية عادت الى التساؤل حول ما اذا كانت الصين، وبعد أن تستكمل ترسانتها العسكرية "ستقفل أبواب الباسيفيك في وجهنا"، وهذا ما كان اليابانيون يفكرون فيه، وكان عقابهم قنبلة هيروشيما. اي قنبلة الآن لمعاقبة التنين؟
عسكرياً، وأمنياً، لبنان في نقطة الخطر. لهذا تم اختيار قائد للمؤسسة العسكرية، كما قادة المؤسسات الأمنية، بمنتهى الدقة وعلى أساس الكفاءة والفاعلية. لا نعرف قائد الجيش العماد رودولف هيكل. الكثيرون يتحدثون عن مناقبيته العسكرية وعن كونه من ألمع ضباط الميدان (وهذا ما يركز عليه الاسرائيليون لدى اختيارهم رؤساء الأركان).
هذا ما ينطبق على مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبدالله الذي أثنى عليه زملاؤه الضباط، وأقرباؤه الذين تجمعني بالعديد منهم صداقة قديمة، كرجل مترفع، وفاعل، ومتميز، أيضاً مدير عام أمن الدولة اللواء ادغار لاوندس، كضابط بيدين نظيفتين ويمارس مهماته بمنتهى الاتقان. ثم نائبه العميد مرشد الحاج سليمان الذي عرفت من زملائه ومن أقربائه، وبالحرف الواحد، "عمق شخصيته" التي لم يتوقف يوماً عن تطويرها بالقامة المنتصبة.
ليبقى المدير العام لأمن الدولة اللواء حسن شقير ونائبه العميد رمزي الرامي، ابن الجارة البقاعية تربل، والذي اعترف بتقصيري تجاهه، وهو الانسان الحقيقي، والضابط المحترم. الآن بوجود رجل على رأس المديرية العامة، الصديق الرائع، الذي يعتبر مثالاً في الرقي الأخلاقي وفي فاعلية الأداء.
اللواء شقير البعيد عن الهاجس السياسي، وعن اللوثة (والتبعية) السياسية التي أغرقت الكثيرين في لعبة الوحول. أيضاً البعيد عن الضوء منذ أن كان في مديرية المخابرات كنموذج للدماثة، وللفاعلية، ليضطلع بدور بالغ الحساسية في مجال مكافحة الارهاب. باختصار، رجل المهمات الصعبة. أحياناً رجل المهمات المستحيلة. نعرف الكثير عن هذه المهمات، والى حد تكليفه بمهمات معقدة خارج البلاد وذات منحى اقتصادي وخدماتي واجتماعي، لينجزها بنجاح وخارج الضوء والضوضاء.
هؤلاء القادة يدركون مدى دقة المرحلة. مرحلة التحولات، وربما المفاجآت، الكبرى، على مستوى الشرق الأوسط. عندما يكون لبنان، كنقطة تقاطع بين لعبة الأمم ولعبة القبائل (وحتى لعبة الطوائف)، في مهب الاحتمالات بوجود رجل على الجانب الآخر من الحدود سقط، للتو، من سروال يهوذا...
يتم قراءة الآن
-
مقتضيات «الوحدة الوطنية» تنتج التعيينات الامنية والعسكرية اجماع على رفض التطبيع... ونتانياهو: لن ننسحب من لبنان «القوات» تستعجل طرح ملف السلاح... والرئيس مع التريث!
-
الهيكل الثالث بعظام اللبنانيين
-
عسكريّون وأمنيّون للأوقات الصعبة
-
الاسواق التجارية في بيروت تستعد لافتتاح اكبر عدد من العلامات التجارية العالمية قصعة :اليوم هناك نفس ايجابي نحاول تعميمه في البلد
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
22:41
ترامب: أوكرانيا وافقت على وقف إطلاق النار ونحاول إقناع بوتين لكن الأمر ليس سهلا
-
22:40
ترامب: أعتقد أننا في وضع جيد جدا مقارنة بما كنا عليه من قبل لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وبايدن سمح باندلاع الحرب في أوكرانيا ونعمل على اتفاق لوقف إطلاق النار، ونسعى الآن إلى موافقة روسيا على وقف إطلاق النار وأجرينا محادثات جيدة جدا بشأن هذا الموضوع.
-
22:37
الرئيس الأميركي دونالد ترامب: أجرينا اليوم اتصالات جيدة جدا مع روسيا وأوكرانيا من أجل إنهاء الحرب التي كانت تأخذنا باتجاه حرب عالمية ثالثة لا مثيل لها بسبب الأسلحة النووية، وليس سهلا العمل لإنهاء حرب أوكرانيا لكنني أعتقد أننا نحقق نجاحا.
-
22:12
وول ستريت جورنال عن وزارة الأمن الداخلي الأميركية: طالب بجامعة كولومبيا غادر البلاد قبل أيام بعد إلغاء تأشيرته.
-
22:11
وول ستريت جورنال عن مسؤولين مطلعين: المسؤولون البريطانيون والفرنسيون شجعوا زيلنسكي على الاعتذار لترامب.
-
22:10
الرئيس الأميركي دونالد ترامب: الإدارة الأميركية السابقة استوردت القتلة وتجار المخدرات من كل أنحاء العالم في حين حاكمت المسيحيين المسنين، وأسقطت التهم عن مؤيدي حماس في حين وصفت الكاثوليك التقليديين بالإرهابيين المحليين.
