اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


على الرغم من انحسار وتيرة الأحداث في الساحل السوري في الأيام الماضية، إلاّ أن تداعيات ما حصل أخيراً ما زالت تتواصل على مستوى حركة النزوح للعائلات السورية واللبنانية من مناطق الساحل إلى شمال لبنان، وبشكل خاص إلى قرى وبلدات عكار ومنطقة جبل محسن في طرابلس. وفي الوقت الذي يستمر فيه تدفق  النازحين عبر الحدود الشمالية، وليس المعابر التي باتت غير سالكة بفعل الإعتداءات الإسرائيلية، تبرز أزمة إيواء النازحين السوريين "الجدد"، في ظل  استعداد نواب وفاعليات المنطقة إلى التحرك باتجاه رئاسة الحكومة من أجل الإحاطة بهذا الملف. ويؤكد عضو تكتل "الإعتدال الوطني" النائب الدكتور أحمد رستم في حديثٍ لـ "الديار"، أن نواب وفاعليات المنطقة قد تحركوا من أجل مواكبة عمليات تأمين الدعم للنازحين، وذلك باتجاه الحكومة، مشيراً إلى أنه عرض ملف النزوح مع رئيس الجمهورية جوزف عون، الذي تمنى "توافر أكبر قدر ممكن من الوعي في منطقة عكار، وأن لا تكون هناك أي بيئة حاضنة لأي شخص قد يخلّ بالأمن في المنطقة".

وإذ يسجل النائب رستم اطمئنانه للوضع الأمني في عكار، وأن غالبية النازحين هم من العائلات، يشير إلى أنه سيزور قائد الجيش الجديد رودولف هيكل، من أجل عرض هذا الموضوع، كما يكشف أن "النزوح يستمر والأعداد تتزايد، ومن غير الممكن تحديد عدد النازحين بسبب وصولهم إلى لبنان عبر معابر غير شرعية، لأن المعابر الشرعية وهي ثلاثة في منطقة الشمال بالعبودية ووادي خالد والعريضة، ما زالت معطلة نتيجة الغارات الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة".

 وبالتالي، يوضح النائب رستم أنه "من الصعب الحديث عن أعداد معينة للنازحين كون الغالبية من هذه العائلات قد لجأت إلى أقربائها في المنطقة ولم يتمّ تسجيلها، ولكن من الثابت أنه وفق إحصاءات البلديات الشمالية، وبالأرقام الرسمية، فإن الرقم بات يزيد عن عشرة آلاف نازح لبناني وسوري، لأن عائلات لبنانية تعيش أيضاً في الساحل السوري، وهذه الحركة لم تتوقف حتى الساعة، مع العلم أن التمنّي دائماً هو بأن تستقرّ الأوضاع في سوريا وتعود هذه العائلات إلى مناطقها، خصوصاً وأن جزءاً منها هو لبناني ويعيشون في سوريا ولديهم أعمال ومصالح هناك".

ورداً على سؤال حول المناطق التي تستقر فيها العائلات النازحة في عكار وطرابلس، وعن مستوى الدعم الرسمي لها، يشير النائب رستم إلى أن "النازحين يتواجدون في أكثر من بلدة في عكار وطرابلس، وتقوم البلدية بتوزيع بعض المساعدات لهم وتسجيل أعدادهم، وقد تمّ التواصل مع الهيئة العليا للإغاثة من أجل مساعدتهم وفق الممكن، والهيئة اتصلت بمحافظ الشمال، ولكن لا تزال المساعدة أقل من المستوى المطلوب، فيما على صعيد المساعدة الطبية، فقد قمت بمساعٍ مع وزير الصحة، من أجل أن يتلقى النازحون المرضى العلاج في مراكز الرعاية الطبية في الشمال".

وعليه، يؤكد النائب رستم، أن "عملية دعم وإغاثة النازحين السوريين حتى اللحظة وبجزءٍ كبير منها، ما زالت تقتصر على المبادرات الفردية"، لافتاً إلى التنسيق بين نواب كتلة "الإعتدال"، من أجل دعمهم "بصرف النظر عن الإعتبارات الطائفية، ولكن وبما أن بعض هذه العائلات من اللبنانيين، فهذا يضع الدولة أمام مهمة تأمين أماكن الإيواء لها".

وانطلاقاً من هذا الواقع، يتمنى النائب رستم أن "تكون معالجة حركة النزوح الجديدة من سوريا سريعة بعد زوال أسباب النزوح، مع العلم أنه من المهم إيجاد الحلول النهائية لأزمة النزوح السوري المتفاقمة في لبنان منذ سنوات، لأن عدد السوريين الكبير فيه يتطلب تواصلاً بين حكومتي البلدين للتوصل إلى حل جذري لأزمة النزوح".

 

الأكثر قراءة

سلام يخسر الكباش الاول مع عون : سعيد حاكما للمركزي رئيس الجمهورية يضع النقاط على الحروف قبل لقاء ماكرون ضمانات سعودية لتنفيذ التفاهمات الامنية بين لبنان وسوريا