اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


في وقت يَستكمل العدو "الإسرائيلي" حربه على لبنان من الجنوب الى البقاع، تَستكمل المقاومة خطّتها بإعادة الإعمار وفق ما أعدّتها، فالدمار يُقابله الإعمار، هكذا يقول المشهد الجنوبي تحديداً حيث يريد العدو قتل الحياة فيه، لكن في كل مرة يقول له الجنوبيون إنهم متجذرون في أرض روَتها دماء أبنائهم ، فلا أحد يستطيع اقتلاعهم منها مهما بلغت الأثمان والتضحيات، ومهما بلغت وحشية "إسرائيل"  وغطرستها وعدوانيتها.

في جنوب لبنان وتحديداً في جنوب النهر، تختلف هذه المنطقة عن غيرها من المناطق التي يتولى حزب الله إعادة ترميمها وإعمارها، باعتبار أنها تتكوّن من ١٢٠ بلدة لم يتم العمل بها في الوقت عينه، لأن ٤٠ بلدة منها هي ضمن الحافة الأمامية التي تأخرت عن غيرها بأكثر من ثمانين يوماً، والتي تُسمى بمهلة الستين يوماً، ومدّدها "الإسرائيلي" فيما بعد من ٢٧ كانون الثاني ٢٠٢٥ الى ١٨ شباط ٢٠٢٥ . وبهذه الفترة وبِحُكم وجود المحتل "الإسرائيلي"، لم يتم العمل فيها، وحتى عندما انتهت المهلة بقيَ "الإسرائيلي" مُحتلاً خمس نقاط، وفق ما أعلن وواقعاً يمكن تسميتها منطقة عازلة، فهناك قرى يمكن الدخول الى جزء منها والجزء الآخر تحتله "إسرائيل" مثل كفركلا. فأمام هذا الواقع يمكن القول إن مهمة فريق المسح الميداني ليست سهلة، خاصة أنهم تعرّضوا سابقاً لإطلاق نار من قبل الصهاينة، وأصيب مهندس منهم، لكن رغم ذلك يَصلون الى حيث يَستطيعون من أجل إنجاز مهمتهم.

يقول منسِّق "جهاد البناء" جنوبي النهر المهندس هيثم زيّات إنه حتى اللحظة تم مسح الأضرار في مناطق الحافة الأمامية بنسبة 90% ، وهذه البلدات التي باستطاعتهم الدخول إليها، أما ما تبقّى فتُعتبر أماكن غير آمنة مثل جزء من كفركلا، القوزح، يارين، الضهيرة، البستان، وجزء من راميا، بالإضافة الى المرافق الحدودية المكشوفة التي هناك حذر بالدخول إليها وتحتاج الى إذن من الجيش اللبناني، وهناك أيضاً مناطق حصل تأخير بالدخول إليها، ولكن تم إنهاء مسح الأضرار فيها فيما بعد، مثل الخيام وكذلك حولا التي تُعتبر قيد الإنجاز أيضاً.

خلال عملية المسح بمناطق الحافة الأمامية، تبيّن حجم الضرر الكبير فيها، وفق ما يقول زيّات، فعيتا الشعب مثلاً نسبة البيوت المهدَّمة فيها كلياً حوالى 90% ، فهناك 1480 مبنى للهدم من أصل 1678 مبنى، ما يعني أن الباقي ترميم، ومن الممكن بعد الفحص الإنشائي لعدد من المباني أن يُضافوا الى خانة الهدم فترتفع نسبتهم. ففي هذه البلدات الـ 40، الآلية مختلفة عن البلدات الـ 80 في ما يتعلق بالتعويض المُقسَّم بين ترميم وإيواء وأثاث، فسكان الحافة الأمامية الأولوية عندهم دفع تعويض الإيواء والأثاث قبل الترميم، باعتبار أنهم يَسكنون ببلدات مجاوِرة لبلداتهم منذ إعلان وقف إطلاق النار، أما البلدات الأخرى فدفع تعويض الترميم هو أولوية لإعادة الناس الى بيوتها والاستقرار فيها.

حتى اللحظة تم إنجاز 110000 استمارة وصدرت جداول منهم للقرض الحسن، لتحويلهم الى شيكات بنسبة 85% يقول زيّات، ومن المفترض أنه حتى آخر هذا الشهر يتم إنجاز الترميم دون الحافة الأمامية، لكن رغم ذلك تبقى هناك أمور قيد المتابعة والمعالجة ليتم إنجازها:

١-  تجديد بدل الإيواء للحالات التي حصلت على دفعة لمدة ثلاثة أشهر، أي تقدير مدة الإنتهاء من ترميم منزلها، ففي حال احتياج بيتها للمزيد من الوقت لإنجازه، يتم تجديد الإيواء الى أن تنتهي عملية الترميم، وأيضاً مَن لم يحصل على مبلغ للإيواء من الأساس يتم إعطاؤه بدل إيواء مع مفعول رجعي.

٢- بمنطقة صور وتحديداً صور المدينة والحوش، جرت عملية إحصاء المصاعد المتضررة والتي بلغت 150 مصعداً، فتم تلزيمها وبدأ العمل بها ، وحتى اللحظة أُنجز حوالى 20% منها.

٣-  في ما يتعلق بالأقسام المشتركة والتي عددها ألف مبنى، تُقسَم الى قسمين:

- الأول: في حال يعود المبنى لعدة مالكين، يتم تلزيم الأقسام المشتركة من الجهة المسؤولة، وليس من المالكين لإتمام عملية إصلاحها.

- الثاني: في حال يعود المبنى لمالكين من العائلة نفسها،’ يتم دفع التعويض ليقوم أصحاب المبنى بإصلاح الأقسام المشتركة.

وبما أن هناك أقساما داخلية وأقساما خارجية، الأولوية حالياً للداخل من كهرباء واشتراك ودرج و.. أما الشكل الخارجي فهو مؤجل لمرحلة لاحقة، وفق ما يؤكد زيّات.

٤-  ملف الاعتراضات الذي وصل الى 7000 ملف، حيث تم الكشف عن 5000 منها ودفع 1500 حتى اللحظة.

إذاً، في منطقة ما زالت تعيش حالة حرب في جنوب لبنان، تسير المقاومة بإعادة إعماره وفق ما خَطَّطت له، تُعالِج المشاكل وتَجد الحلول، والأهم من كل ذلك أنها تقف الى جانب الناس كما وعدتهم، وتُثبت مُجدَّداً أنها منهم بوجه مَن عليهم، تُواجِه التحديات في حرب إعادة الإعمار، تماماً كما واجهت كل التحديات وكسبت معركة ثقة شعبها، التي تترسّخ كلما زاد العدو عدوانية وحصاراً...

الأكثر قراءة

ترقب لمزيد من الضغوط الأميركيّة... أورتاغوس تنتقد الجيش؟! القوانين الانتخابيّة الى «مقبرة اللجان»... والبلديّات في أيار خطة أمنيّة لطرابلس وعكار... ووزير الدفاع في دمشق غداً