تتمتم سيدة برفقة اولادها الثلاثة الصغار، وفي عينها دمعة وهي تحدق في ثياب في احد اسواق طرابلس الداخلية، ثم تسأل التاجر عن السعر ، تتململ ثم تمشي بصمت، لانها عاجزة عن تسديد ثمن بدلة واحدة، فكيف بثلاثة؟
تمضي نحو متجر آخر، الاحقها سائلة اياها، تصمت قليلا لتنفجر لاعنة الزمن ومن اوصل البلاد الى درجات تحت خط الفقر، وتقول "زوجي موظف صغير، راتبه 225 دولارا، مصاريف شهر رمضان باهظة، تجار وباعة لا يرحمون، وحتى اللحوم ارتفعت اسعارها دون سابق انذار او مبرر، ولا ارى سوى الجشع والطمع واستغلال الشهر المبارك". عبثا تحاول هذه السيدة تدوير زاوية النفقات لمواجهة اعباء نفقات العيد، فاذا بها، تقف عاجزة عن شراء ثياب العيد...
ارباب السلطة يعيشون منفصلين عن واقع الناس والعائلات الفقيرة، الرواتب متدنية جدا، غير آبهين بمواطنيهم ... وهذه السيدة شاهد حي على واقع مؤلم، ونموذج لعائلات تعيش في مدينة كانت أم الفقير، فباتت مدينة تعيش تحت خط الفقر...
واكثر ما تعيشه المدينة، هو تلك الهوة السحيقة بين احيائها وشوارعها... فشوارع تزدحم بالافطارات والمآدب الفاخرة، وحفلات سحور ومولوية... وعلى المقلب الآخر، طاولات افطار شبه خاوية، وعائلات بالكاد تجد لقمة افطار...
وحسب بعض هذه العائلات ان البطالة في المدينة تزداد، والفقر يتفاقم، والرواتب المتدنية حصدتها الاسعار التي التهمت معظم السلع الغذائية والاستهلاكية، حتى ان صحن الفتوش اليومي على مائدة الافطار تجاوز عشرة دولارات، ومع حلول عيد الفطر السعيد، يعجز رب العائلة عن شراء الثياب لاطفاله، وهي اوضاع باتت السائدة في المدينة.
عدا ذلك، فان ابواب النواب والسياسيين مغلقة امام المساعدات، وخفضت جمعيات ومؤسسات اهلية مستوى خدماتها نظرا الى الاوضاع الاقتصادية، مما فاقم من الضغوط المعيشية المثقلة على اكتاف عائلات، لا تمتلك الحد الادنى من مقومات العيش الكريم، وكل ذلك في ظل دولة غبر مكترثة لشعبها ولا لمقومات عيشه الكريم .
وتشير اوساط شعبية الى ان حركة الاسواق التجارية بدأت تنتعش وتزدحم يوميا لاستقبال العيد، لكن حركة البيع لم تصل الى المستوى الذي يعيد التوازن الى الحركة الاقتصادية في المدينة، ولا يزال الامل منعقدا على الايام قبل حلول العيد، عل الاوضاع تتحسن ما دامت وتيرة الخطة الامنية قد ارتفعت لضمان الامن والاستقرار والاطمئنان من جهة، وانتظار صرف الرواتب رغم تدني قيمتها الشرائية من جهة ثانية.
ومع انطلاقة العهد الجديد والحكومة الجديدة، تشير الاوساط المحلية، انه من المفترض ان تتحرك وزارة الاقتصاد لحماية المستهلك، وتبادر الى ضبط الاسعار ووقف التلاعب والجشع في شهر الصيام، وان تسرع الحكومة الجديدة الى رفع الحد الادنى للاجور، وإلا فان التدهور المعيشي متواصل نحو الهاوية...
طرابلس مدينة عانت ولا تزال تعاني من التهميش والتجاهل، وهي تنتظر قرارات حكومية تبدأ بالافراج عن مشاريع انمائية، وموازنات مالية خاصة بالمدينة منذ سنوات جرت عرقلتها، وادت الى واقعها المعيشي والاجتماعي وما يسودها من فوضى وفلتان امني غير مسبوق...
يتم قراءة الآن
-
معالم الردّ على ورقة برّاك تتبلور... وحزب الله سلّم موقفه إجهاض مُحاصرة «الثنائي» انتخابياً... والمواجهة مفتوحة الأمن العام فكّك خليّة لتنظيم «داعش» تتعاون مع «الموساد»؟!
-
الهجوم على مدرسة» شارل ديغول»: هجوم على «الجسور»؟ أم لإخراج سوريا من هذا الكوكب؟
-
هل انكسرت الجرة بين "التيّار الوطني الحر" وحزب الله؟
-
زمن التسويات الثقيلة: لبنان يستعد لصفقة كبرى على حافة الانهيار؟ القوات تخسر معركة المغتربين... مخاوف من تعطيل المجلس
الأكثر قراءة
-
حسين السلامة بين التطبيع والتصفية: لماذا اختارت تل أبيب قصف قلب دمشق؟
-
المخرج للسلاح بالتوافق بين عون وبري وقاسم وسلام بري لصحافيين :وليد جنبلاط أقرب سياسي لي زعيم المختارة يرفض عزل حزب الله و"الدق" برئيس المجلس
-
المفتي دريان يجتمع مع الشرع السبت... ماذا على الطاولة؟ عريمط لـ "الديار": أهل السنّة في لبنان ليسوا بحاجة لحماية من أحد أياً كان!
عاجل 24/7
-
08:14
هيئة البث الإسرائيليّة: نتنياهو قد يطلب من ترامب ضمانات لشن هجوم على إيران في المستقبل إذا تم رصد تطورات في البرنامج النووي والصاروخي
-
07:53
الاتحاد الأوروبي يعيق محاولات بريطانيا الانضمام إلى التكتل التجاري الأوروبي بحسب "الفاينانشال تايمز"
-
07:48
الأمم المتحدة: نزوح ما لا يقل عن 1500 عائلة من شمال غزة وكذلك من الجزء الشرقي من محافظة غزة.
-
07:47
الأمم المتحدة: العمليات العسكرية الإسرائيلية تكثفت في غزة منذ إصدار أمر النزوح الأخير.
-
07:39
القناة 14 الإسرائيلية عن مصدر سياسي: أي صيغة اتفاق تتناول إنهاء الحرب في غزة سترفق برسالة من الجانب الأميركي
-
07:36
ترامب: سيقدّم القطريون والمصريون الذين عملوا بلا كلل للمساعدة في إحلال السلام، وإنجاز الصياغة النهائية لهذا المقترح
