تُعد الكدمات من الإصابات الشائعة التي يتعرض لها الجميع في حياتهم اليومية، وغالبًا ما تكون نتيجة اصطدام بسيط أو سقوط غير ملحوظ. ومع ذلك، هناك حالات تظهر فيها كدمات على الجسم دون سبب واضح، مما يثير القلق بشأن وجود مشكلة صحية أساسية تتطلب الانتباه. قد تكون هذه الكدمات علامة على اضطرابات صحية خفية تتراوح بين نقص الفيتامينات ومشاكل تخثر الدم، وصولًا إلى الأمراض المزمنة والخطرة.
في بعض الأحيان، قد يلاحظ الشخص ظهور كدمات زرقاء أو بنفسجية على جلده دون أن يتذكر التعرض لأي إصابة مباشرة. يمكن أن تعود هذه الحالة إلى عدة أسباب، من بينها هشاشة الأوعية الدموية التي تجعلها أكثر عرضة للتمزق حتى مع أقل ضغط. كما أن نقص الفيتامينات، مثل فيتامين C وK، يمكن أن يضعف قدرة الجسم على التئام الأنسجة وإيقاف النزيف الداخلي، مما يؤدي إلى ظهور كدمات غير مبررة.
من ناحية أخرى، قد يكون تناول بعض الأدوية، مثل مميعات الدم (الأسبرين والوارفارين) أو الكورتيزون، سببًا رئيسيًا في زيادة احتمالية التعرض للكدمات، حيث تؤثر هذه الأدوية على قدرة الدم على التجلط، مما يسمح بتسرب الدم إلى الأنسجة بسهولة أكبر. كما أن بعض الحالات المرضية، مثل اضطرابات تخثر الدم (مثل الهيموفيليا أو مرض فون فيليبراند)، قد تجعل الجسم غير قادر على وقف النزيف، ما يؤدي إلى ظهور الكدمات بشكل متكرر.
في معظم الحالات، لا تشكل الكدمات خطرًا على الصحة وتختفي تلقائيًا خلال أيام أو أسابيع. لكن في بعض الحالات، قد تكون مؤشرًا على مشاكل أكثر خطورة تتطلب استشارة طبية عاجلة. على سبيل المثال، إذا كانت الكدمات تظهر بكثرة ودون سبب واضح، أو إذا كانت تصاحبها نزيف غير طبيعي من اللثة أو الأنف، فقد يكون ذلك علامة على اضطراب في تخثر الدم أو مرض في الكبد.
كما أن الكدمات الكبيرة والمؤلمة التي تظهر فجأة دون أي إصابة قد تشير إلى مشاكل في الأوعية الدموية أو اضطرابات مناعية، مثل فرفرية نقص الصفيحات المناعية (ITP)، وهي حالة يهاجم فيها الجهاز المناعي الصفائح الدموية المسؤولة عن تخثر الدم. وإذا ترافقت الكدمات مع إرهاق مستمر أو فقدان غير مبرر للوزن أو شحوب في الجلد، فقد يكون ذلك علامة على أمراض أكثر خطورة مثل سرطان الدم (اللوكيميا).
هذا ويعتمد علاج الكدمات على السبب الكامن وراء ظهورها. في الحالات البسيطة، يمكن وضع كمادات باردة على المنطقة المصابة خلال الساعات الأولى لتقليل التورم وتخفيف النزيف تحت الجلد. كما يُنصح برفع المنطقة المصابة لتقليل تدفق الدم إليها، مما يساعد في سرعة التئام الكدمة.
أما إذا كان سبب الكدمات ناتجًا من نقص الفيتامينات، فمن الضروري تحسين النظام الغذائي وتناول الأطعمة الغنية بفيتامين C مثل البرتقال والفراولة، والأطعمة الغنية بفيتامين K مثل السبانخ والبروكلي. في حال كان الشخص يتناول أدوية مميعة للدم، يجب استشارة الطبيب لمعرفة ما إذا كان من الضروري تعديل الجرعة أو البحث عن بدائل.
في المقابل، إذا استمرت الكدمات في الظهور دون مبرر، أو كانت مصحوبة بأعراض أخرى مثل النزيف الحاد أو الألم الشديد، فمن الضروري مراجعة الطبيب لإجراء فحوصات شاملة، مثل تحاليل الدم واختبارات تخثر الدم، للكشف عن أي اضطرابات كامنة قد تكون وراء هذه الظاهرة.
يتم قراءة الآن
-
إنتظروا جثة دونالد ترامب
-
يوم سقوط نتنياهو؟
-
عون يتصدى لمحاولات الفتنة: لملاقاة ايجابية حزب الله المقاومة تحدد الاولويات وملتزمة استراتيجية الدفاع الوطني انقسامات حكومية حول آلية بحث السلاح وجعجع: لا للحوار
-
أنظار العالم نحو مسقط... هل تجنب الوساطة السعوديّة الحرب؟ التحضير لطاولة الحوار بدأ... وأجواء جيّدة بين بعبدا والحارة الحكومة أقرّت مطالب المعلّمين... وجابر مُصرّ على إصلاح المصارف قبل اجتماعات البنك الدولي
الأكثر قراءة
-
أنظار العالم نحو مسقط... هل تجنب الوساطة السعوديّة الحرب؟ التحضير لطاولة الحوار بدأ... وأجواء جيّدة بين بعبدا والحارة الحكومة أقرّت مطالب المعلّمين... وجابر مُصرّ على إصلاح المصارف قبل اجتماعات البنك الدولي
-
أورتاغوس الى عمان... هل يُسحب الملف اللبناني منها؟
-
إستهداف المجلس الشيعي ... تصويب على المجتمع المقاوم
عاجل 24/7
-
10:52
انتخابات رئاسية في الغابون بعد تسعة عشر شهرا من الإطاحة بعائلة بونغو
-
10:23
بدء جلسة مجلس الوزراء لمناقشة مشروع قانون إصلاح أوضاع المصارف
-
10:23
وزير العمل محمد حيدر قبيل جلسة مجلس الوزراء: القانون الذي نبحث فيه اليوم هو لتنظيم وضع المصارف فقط لا للبحث في ودائع المودعين
-
10:17
وزير العمل محمد حيدر قبيل جلسة مجلس الوزراء: القانون الذي نبحث فيه اليوم هو لتنظيم وضع المصارف فقط لا للبحث في ودائع المودعين
-
10:03
جلسة لمجلس الوزراء عند الساعة العاشرة تتابع البحث في قانون إصلاح المصارف ومن المتوقع أن يُقرّ مشروع القانون اليوم.
-
10:00
وزير الاقتصاد عامر البساط قبيل جلسة مجلس الوزراء: صندوق النقد يدرك أن مشروع قانون إصلاح المصارف يتطلب وقتًا وبحثًا سياسيًا واقتصاديًا وقانونيًا وهو واقعي
