بعد مرور حوالى خمسة أشهر على العدوان "الإسرائيلي" على لبنان، أي منذ إعلان وقف إطلاق النار في السابع والعشرين من تشرين الثاني، من الواضح أن المقاومة تسير بمسار تصاعدي ببعديْه التنظيمي والعسكري، فكل يوم يمر هو لمصلحة المقاومة وتكون فيه بوضع أفضل، وبخاصة أنها مقاومة جادّة، واثقة، واقعية ومرنة تأخذ العبر وتُجري تقييمات داخلية، لا تهرب من الأسئلة والمحاسبة، وتعرف كيف تُصحِّح وتُحسِّن من أسلوبها، وتُرمم وتَبني قدراتها من جديد لمواجهة العدو.
بدا ذلك واضحاً من خلال خطاب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، وفق مصادر مقربة من حزب الله، حيث يمكن رؤيته ضمن مسار تدريجي اتبعه في إطلالاته، وفقاً للتحوّلات والتغيّرات التي أحدثها العدوان "الإسرائيلي" على لبنان، فاتبع مساراً تصاعدياً بدءاً من الاستيعاب، وصولاً الى التصعيد والنبرة الحاسمة التي اعتمدها في خطابه الأخير، بحيث إن الخطاب والموقف اللذين يحملهما يستندان الى ثابتتيْن، بحسب المصادر:
- الأولى: واقع المقاومة وما هي عليه اليوم.
- الثانية: طبيعة التحدّي الآتي من العدو، وما تتعرّض له المقاومة من ضغوطات داخلية.
لم ينتهِ عدوان الـ ٦٦ يوماً وفق ما يَفترض "الإسرائيلي" والأميركي وبعض الداخل اللبناني بهزيمة عسكرية للمقاومة، التي كانت قادرة على الاستمرار في حرب طلب "الإسرائيلي" نفسه إيقافها، بعد أن قال له الأميركي إنه لا يستطيع تحصيل أكثر مما حصّله في تلك المعركة، التي إذا استمرت ستزيد خسائره، وفق المصادر، لذا على "الإسرائيلي" أن يتوقف ويبقى على هذا المستوى من الضغط العسكري الذي نراه اليوم، في وقت تعهّد الأميركي أن يُكمل الحرب على المقاومة، ليُحقِّق ما يريده "الإسرائيلي" من خلال ما يقوم به من ضغوطات عليها، ومحاولة محاصرتها من كل اتجاه بتوظيف كل قدراته وإمكاناته، التي من ضمنها بعض الداخل اللبناني الذي يُشارك في حفلة الضغوطات هذه، لمواجهة خصمهم الداخلي والاستفادة من الفرصة التاريخية التي يمنحهم إياها الأميركي وفق اعتقادهم، من أجل الإمساك بالسلطة وتعزيز موقعهم السياسي، بحسب المصادر.
هذا الفريق الداخلي الذي يضغط على المقاومة وبيئتها، من خلال الحملات والحرب النفسية التي يشنها عليها، ويَبث من خلالها الأضاليل حول نتيجة المعركة مع العدو، ويستخدم مصطلح نزع السلاح، يمكن تقسيمه الى فريقين وفق المصادر:
- الأول: فريق سطحي ورث السياسة، ولم يعرف يوماً ممارستها بقواعدها الصحيحة التي تجعله رقماً صعباً في المعادلة السياسية الداخلية.
- الثاني: يُدرك هذا الفريق أن ما يُروِّج له عن هزيمة المقاومة وواقعها ووزنها في البلد ليس حقيقة، لكن يحاول صنع خطاب إعلامي يستطيع من خلاله الضغط على المقاومة وبيئتها، وبذلك يكون شريكاً في الحرب النفسية عليها.
ما يحصل هو جزء من الرؤية الشاملة التي تُقدِّمها الإدارة الأميركية، واللافت هنا ووفق ما يمكن ملاحظته في أداء بعض الداخل اللبناني، أنهم يُسابقونها في تحقيق هدفها، حتى أن خطابهم يتعارض مع خطاب ومنطق رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، الذي تماهى بخطابه الأخير مع خطاب الأمين العام لحزب الله، لذا فإن هذا التمادي الذي وصل الى حد تَجاوَز الخطوط الحمراء، كان لا بدّ من وضع حدٍّ له ليس حماية للسلاح وإنما حماية للوطن، فهذا ما أراد قوله الشيخ نعيم قاسم في التوقيت الذي وضعته قيادة المقاومة.
يتم قراءة الآن
-
دمشق تحت النار ومجازر في السويداء: لا رابح من لعبة الخراب التركية «الإسرائيلية»! كيف انكسرت حسابات الشرع على أبواب السويداء؟ «تل ابيب» تريد الجنوب السوري «منطقة عازلة» وحاكم خليجي: لقد خدعنا الأميركيون
-
من هو الشريك المسيحي الذي يراهن عليه في لبنان؟ جنبلاط صاحب قرار "الحرب والسلم" في الجبل... يختار المصالحة وشريكه فيها
-
سورية تتعرّى من عظامها
-
سورية المفكّكة في قبضة نتنياهو
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
13:09
بيسكوف: أي هدف عسكري على أراضي أوكرانيا هو هدف مشروع لنا
-
13:08
بيسكوف: تصريحات قائد عسكري أميركي بشأن قدرة الناتو على الاستيلاء على منطقة كالينغراد الروسية تصريحات عدائية
-
13:08
بيسكوف: روسيا لا تعتقد أن موقف ترامب الجديد من أوكرانيا يعني نهاية المحادثات بين واشنطن وموسكو
-
13:07
بيسكوف: روسيا تتفق مع تصريحات زيلينسكي بوجوب تنشيط المفاوضات بين كييف وموسكو
-
13:06
بيسكوف: سيكون للعقوبات الأوروبية الجديدة عواقب وخيمة على الدول التي تدعمها
-
13:04
بيسكوف: سندرس العقوبات الأوروبية الجديدة للحد من آثارها
