قبل أن يصل الرئيس جوزاف عون الى رئاسة الجمهورية، كان هناك موقف مهم ومقبول من حزب الله حياله عندما كان قائداً للجيش، بحيث كانت علاقته جيدة بالمقاومة طيلة فترة تولّيه القيادة، وحتى عندما طُرح اسمه للرئاسة لم يكن هناك مشكلة في أصل الترشيح، وإنما كان للحزب مرشح آخر وهو رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، ورغم ذلك كان الحزب مستعداً للحوار للوصول الى رئيس توافقي، قبل وبعد الحرب.
تقول مصادر متابعة انه عندما أقدم حزب الله على التوافق بموضوع الرئاسة، لم يكن تحت عنوان المضغوط على أمره، وإنما كان مقتنعاً وفق حساباته أنه عليه السير بهذا الطريق لسببين:
- الأول: حصول الرئيس عون على أصوات أغلب الأفرقاء السياسيين، بغض النظر عن خلفية بعضها، أي تم التوافق على تسميته.
- الثاني: خلال جلسة بين الرئيس عون والثنائي قبل انتخابه، تم الإتفاق على بعض النقاط التي يؤدي الإلتزام بها الى تعاون بينهما خلال عهده، خاصة في الملفات الشائكة والتي تُعتبر من الثوابت لدى الثنائي.
وتَعتبر المصادر أن الرئيس عون رغم وجوده بين مُثلّث الضغوطات الخارجية، وتحديداً الأميركية وبعض الداخل والمقاومة، يستطيع تدوير الزوايا مع كثير من القوى الدولية، ولديه القدرة على تنظيم الخلافات، فهو يلعب هذا الدور وفق أولوية الإستقرار الداخلي بحفظ مكوّنات بلده، والذي لا يمكن أن يتحقق بالتصادم مع فريق وازن في البلد وإنما بالتوافق معه، وهذا ما يَعرفه جيداً رئيس الجمهورية ويُشكِّل قناعة لدى حزب الله، فالخلفية التوافقية هي قاعدة التعامل بينهما.
وتؤكد المصادر ان الرئيس عون يعرف المقاومة جيداً وعلاقتها بالجيش، فهو خَبِرها طيلة فترة تولّيه قيادة الجيش، وتعاوَن معها في كل المحطات، ونسّق معها في معركة فجر الجرود ضمن معادلة جيش شعب مقاومة... ويَعلم جيداً أهمية وجودها، والمعادلات التي فرضتها على العدو، وأنها عنصر قوّة للبنان تستطيع الدولة أن تستند عليه، والتجارب كثيرة في هذا المجال.
وفي المقابل، تضيف المصادر ان حزب الله يَعلم واقع المرحلة منذ لحظة الإعلان عن وقف إطلاق النار في السابع والعشرين من تشرين الثاني، ويسير فيها بخطوات مدروسة ودقيقة، ويتجنّب التصادم ويتعامل بروح استيعابية وتعاونية وتوافقية مع الرئيس، وقد ظهر ذلك في العلاقة بينهما في مرحلة دقيقة وصعبة يمر بها البلد والمنطقة.
العقل البارد لدى المقاومة مطلوب في مرحلة الضغوط القاسية عليها، وفق المصادر، فأميركا تعتبر أنه خلال سنة ونصف السنة من الضغوطات والإعتداءات "الإسرائيلية" المفتوحة، ممكن أن تصل الى لحظة تُقدِّم فيها المقاومة تنازلات في البلد، وبذلك يتم بناء الدولة وفق الرؤية الأميركية، أي بناء دولة في الشكل وفي المضمون "لا دولة"، خاصة وأن هذا البناء لا يحتاج فقط لحفظ المؤسسة العسكرية وعدم انهيارها، وإنما يحتاج لجيش قوي، وهذا ما لا تُريده أميركا.
صحيح أن أميركا حققت اليوم نقاطاً في صراع مستدام بينها وبين المقاومة، إلا أنها لم تصل الى الهدف الذي تسعى إليه، فهناك مسافة كبيرة بين ما حققته وهدفها، فإذا سرّعت في تحقيقه يؤدي ذلك الى انفجار البلد، وإذا تمهّلت فهذا يُعطي مجالاً للمقاومة بإعادة ترميم وبناء قدراتها، وفي الحالتين ليس لدى واشنطن مصلحة في ذلك. فاليوم وبعد مرور خمسة أشهر على إعلان وقف إطلاق النار، خرج الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ليقول للجميع: "لا تطلبوا من المقاومة تنازلات جديدة"، ويقول للدولة اللبنانية: "استندي على قوّة المقاومة في مواجهة الضغوطات الخارجية والإحتلال الإسرائيلي".
يتم قراءة الآن
-
دمشق تحت النار ومجازر في السويداء: لا رابح من لعبة الخراب التركية «الإسرائيلية»! كيف انكسرت حسابات الشرع على أبواب السويداء؟ «تل ابيب» تريد الجنوب السوري «منطقة عازلة» وحاكم خليجي: لقد خدعنا الأميركيون
-
من هو الشريك المسيحي الذي يراهن عليه في لبنان؟ جنبلاط صاحب قرار "الحرب والسلم" في الجبل... يختار المصالحة وشريكه فيها
-
سورية تتعرّى من عظامها
-
سورية المفكّكة في قبضة نتنياهو
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
13:04
بيسكوف: سندرس العقوبات الأوروبية الجديدة للحد من آثارها
-
13:03
بيسكوف: الموقف العدائي لحلف "الناتو" تجاه روسيا يجبرها على اتخاذ تدابير لضمان أمنها
-
13:02
بيسكوف: روسيا تعارض القيود الأحادية الجانب لكنها تعلمت بالفعل كيفية التكيف معها
-
13:01
المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف حول حزمة العقوبات الأوروبية الجديدة: نرى خطاً ثابتاً مناهضاً لروسيا في أوروبا
-
12:50
رئيس تجمع عشائر الجنوب السوري لـ"الجزيرة": لا فصائل في السويداء إلا فصائل حكمت الهجري حصراً
-
12:50
رئيس تجمع عشائر الجنوب السوري لـ"الجزيرة": مجموعات الهجري لم تلتزم بالاتفاق مع الحكومة وهي المسؤولة عما يحدث
