اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


منذ أن اقتربت الإنتخابات البلدية والإختيارية، وبدأت اللوائح تتشكّل لخوض معاركها في كافة المناطق اللبنانية، بدا لافتاً غياب "التغييريين" أو المجتمع المدني عن المعركة. فالإنتخابات تحصل بحضور قوي للعائلات والأحزاب السياسية التقليدية، إما بالتحالف فيما بينها أو بالتنافس أو بمعركة بين الأحزاب مُطعَّمة بالعائلات، وذلك يعود لطبيعة كل منطقة وتركيبتها ومكوّناتها وحجم تأثيرها.

مصادر متابعة لملف الانتخابات قالت:  من الأساس هناك تضخيم لحضور "التغييريين" و"نفخ" لحجمهم وتأثيرهم في الحياة السياسية اللبنانية، فهُم لم يستطيعوا أن يُشكِّلوا حالة يُبنى عليها في المستقبل، لجهة عدم الإتفاق فيما بينهم، وتطرّف البعض منهم في الهجوم على المقاومة وبيئتها، وبالتالي إفتعال خصومة حد العداء مع مكوّن لبناني أساسي، عدا عن إظهار طائفية البعض منهم، بحيث هناك مَن لَحِق بطائفته حتى بات يُطلَق عليهم صفة الطائفيين بدل "التغييريين".

خلال تجربتهم النيابية، لم يستطع "التغييريون" تشكيل حالة سياسية حديثة وموثوقة ومستقلة عن الأحزاب أو بديلة عنها، تقول المصادر، فعلى المستوى القانوني لم يُقدِّموا طرحاً جديداً خارج القيد الطائفي، أو مشاريع قوانين يُمكن أن تُحدِث تغييراً، وذلك يعود لسببين وفق المصادر:

- الأول: موضوعي له علاقة بطبيعة النظام السياسي في لبنان، واستعصاء التغيير فيه.

- الثاني: ذاتي بحيث أن القوى "التغييرية" التي طرحت نفسها تحت هذا الإسم، لم تَخرج من رحم مفاهيم ثورية وإنما من مفاهيم طائفية، وهذا ما أثبته بعضهم بالممارسة، ولذلك لم يستمروا سبعة أشهر ضمن كتلة واحدة. فسُرعان ما تشتتوا وبدأت تَظهر خلافاتهم الى العلن، نظراً لاتجاهاتهم المتناقضة، وهذا ما أدى الى فقدانهم المقبولية الشعبية بوقت قصير من جهة، ومن جهة أخرى لم يعد الخارج يُراهن عليهم بعد أن استثمَر فيهم واستنزف ورقتهم، وفضّل على ما يبدو العودة الى بعض الشخصيات والأحزاب التقليدية.

وهذا ما بدا واضحاً في الإنتخابات البلدية والإختيارية، بحيث كان لافتاً في هذه المعركة التراجع الكبير لدور المجتمع المدني. ففي مركز ثقل ngos  في جبل لبنان وحتى في ترشيحات بلدية بيروت، لم يُسجَّل لهم أي حضور مؤثّر، وقد يكون ذلك لسببين وفق المصادر:

- الأول: قرار قطع التمويل عن الوكالة الأميركية للتنمية الدوليةUSAID .

- الثاني: انحسار موجة التفاعل التي أفرزتها تظاهرات ٢٠١٩ بعد أزمة الودائع والمصارف، وعجز هذه الشخصيات عن الوفاء بأي من وعودها، وانكشاف استغلالها المالي لمعاناة المواطنين والخلافات التي نشبت بين مجموعاتها المتخاصمة... فهذه الأسباب قد تكون كافية لتفسير حالة ngos  التي تغذّت على أموال الخارج ومعاناة الداخل.

الأكثر قراءة

«رسالة» سعودية مرتقبة... فما الجديد بعد زيارة ترامب؟ طرابلس تعزز المخاوف في بيروت... وزحلة «ام المعارك» الضغوط مستمرة ولا جديد اميركي... وقلق من «اسرائيل»