اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


لا تُشبه منطقة البقاع في استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية منطقة جبل لبنان بالنسبة لحزب الله التي لم يحتاج الثنائي الشيعي فيها الى استنفار ماكينته الانتخابية لرفع نسبة التصويت في بيئته لانعدام القدرة على المنافسة فيها، ورغم ذلك حصد فوزاً انتخابياً سهلاً وواضحاً، أما في البقاع وتحديداً في مدينة بعلبك، فيستنفر خصوم حزب الله بكل ما لديهم من قوّة لخرق لائحة التنمية والوفاء كبروفا للانتخابات النيابية المقبلة، حيث يتم التحضير بإيعاز خارجي من الآن لمعركة خرق نائب شيعي في تلك المنطقة كيلا يحصل الثنائي على 27 نائباً.

في مدينة بعلبك حيث يتكوّن المجلس البلدي من واحد وعشرين عضواً، ثلاثة عشرة منهم شيعة (8 حزب الله و 5 حركة أمل)، وسبعة أعضاء سُنة يُسمي الحزب أربعة منهم وثلاثة تُسمّيهم أمل، اثنان منهم ينتسبان الى جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية التي كانت تتحالف دائماً مع حزب الله ويكون أحدهما نائب رئيس البلدية، والاخر مسيحيا يُسمّيه التيار الوطني الحر، هكذا جرت العادة، باعتبار أن الفوز في هذه البلدية دائماً حليف لائحة الثنائي الشيعي، لكن ما اختلف في هذه الإنتخابات تقول المصادر، إن مَن قام بتسمية مرشّح المقعد المسيحي هو الحزب السوري القومي الاجتماعي وليس التيار الذي لم يُبدِ اهتماماً في المشاركة، أما مقعدا المشاريع في اللائحة وباقي مقاعد السُنة فذهبوا الى العائلات السُنية في المدينة بعد أن طلب الحزب منهم تسمية مرشح عن كل عائلة لينضم الى اللائحة بعد أن أبلغت جمعية المشاريع الحزب بعدم التحالف معه هذه المرة قبل ساعات من اجتماع رئيسها الشيخ حسام قراقيرة مع السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، وحتى مفتي بعلبك-الهرمل الشيخ بكر الرفاعي الذي كان دائماً يُشارك في تشكيل اللائحة مع حزب الله اعتذر عن قيامه بهذا الدور في هذه الانتخابات، وفق المصادر.

وبعد هذه التطورات وُلدت لائحة "التنمية والوفاء" كاملة يرأسها في السنوات الثلاث الأولى أحمد زهير طفيلي وفي الثلاثة الأخيرة علي هاشم مرتضى بحسب الاتفاق، يُقابلها لائحة "بعلبك مدينتي" وهي كاملة أيضاً يرأسها حكمت عواضة، هذه اللائحة شُكِّلت تحت مسمّى المجتمع المدني، لكن تقول المصادر، إن الميزانية التي تُصرَف على حملتها الانتخابية كبيرة ما يَطرح تساؤلات عن مصدر تمويلها؟!! خاصة بعد أن انتشرت أخبار عن تدخّل خارجي وداخلي من خارج المدينة بهدف خرق لائحة حزب الله تمهيداً للانتخابات النيابية وفق ما قال أحد مرشحي لائحة "بعلبك مدينتي": "إن مشروعهم السياسي كبير وقد بدأ الآن"، بحسب المصادر.

ورغم هذا المشروع، تعتمد اللائحة المنافِسة للائحة "التنمية والوفاء" خطاباً إنمائياً وليس خطاباً سياسياً لأنه غير مقبول بالنسبة لأهل بعلبك المعروفين بهويتهم المقاوِمة، لكن رغم ذلك يَستعد حزب الله بشكل كبير لخوض المعركة بماكينة إنتخابية ضخمة يصل عددها الى ألفيْ شخص داخل المدينة من أجل رفع نسبة الإقتراع وتثبيت هوية المدينة مجدداً خاصة في ظل الهجمة التي يتعرّض لها مجتمع المقاومة.

في الهرمل المشهد أقل حدّة، خاصة وأن المدينة لا يوجد فيها تنوّع طائفي يُمكن خرق لائحة الثنائي من خلاله، تقول المصادر، فاللائحة المقابِلة للائحة "التنمية والوفاء" غير مكتملة وهي تحت اسم "الهرمل للجميع" المدعومة من علي صبري حمادة الذي رغم خبرته بدعم لوائح بمواجهة الثنائي لم يستطع تشكيل لائحة من واحد وعشرين عضواً وإنما استطاع الوصول الى ستة عشر مرشّحاً رغم أن الحملة الانتخابية ميزانيتها كبيرة وفق ما يَظهر أيضاً بحسب المصادر، إلا أن حزب الله يتعامل معها كخصم انتخابي ويخوض بوجهها معركة إنمائية لا أكثر ولا أقل وبخاصة أنها ترفع شعارات إنمائية وليست سياسية من أجل استيعابها وتقبّلها في مدينة مثل الهرمل.

الأكثر قراءة

الانتخابات البلديّة في البقاع: بعلبك "بروفا" الانتخابات النيابيّة...