لم يكن تلويح قيادة الجيش بوقف التعاون مع الآلية المعتمدة مع لجنة الإشراف ومراقبة تطبيق وقف إطلاق النار، إلاّ رسالةً بالغة الوضح والأهمية، كونها أتت في سياقٍ لبناني معترض بقوة وفاعلية، على ما يعتبره أكثر من مسؤول وخبير عسكري، نوعًا من التشكيك من قبل هذه اللجنة بالمهمات الميدانية التي يتمّ تنفيذها، وبالتالي الانحياز، إلى جانب ما يُروّجه العدو "الإسرائيلي" عن "تنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية، على مستوى الاعتداء الأخير على الضاحية الجنوبية في الأسبوع الماضي.
ومن ضمن هذا السياق، يتحدث الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب لـ "الديار"، عن المهمة المعلنة للجنة مراقبة وقف إطلاق النار، معتبرا أنها "آلية أو ميكانيزم لتطبيق هذا القرار من حيث المبدأ، إنما ما ثبت حتى الآن، هو أن هذه الآلية قد أُبلغت لمجلس الوزراء اللبناني مجتمعا، ودُوّنت في محضر الجلسة واطلع عليها اللبنانيون، وليست آليةً اعتُمدت ما بين فريقين. وبالتالي، من الممكن أن يكون هناك نصّ آخر بين الولايات المتحدة و "إسرائيل"، لم يطلع عليه لبنان هذه كمهام خاصة بهذه اللجنة".
إلاّ أن المفاجأة في ما يشهده لبنان اليوم، كما يكشف ملاعب، هو أن "واشنطن تتبنّى وجهة النظر "الإسرائيلية" بشكل كامل، وتُعلن نوعا من تحديد مهامٍ للجيش اللبناني بإنهاء وجود حزب الله، وهو كلام خطر، فهي لم تعد آلية تنفيذ وقف إطلاق النار، بقدر ما هي آلية فرض ميكانيزم على لبنان بالطريقة التي عليه التصرف وفقها وبرضى أميركي، حيث يبدو أن مهام هذه اللجنة المعلنة، هي غير المهام التي نقوم بها على الأرض، من دون إغفال أن الإعلام "الإسرائيلي" يتحدث عن أن قصف الضاحية بهذا العنف غير المسبوق، حيث إن 9 أبنية أصبحت ركاماً و59 مبنى قد تضرر و150 عائلة تشرّدت، قد حصل بالتنسيق مع الولايات المتحدة".
وعن بيان قيادة الجيش حول تجميد التعاون مع لجنة المراقبة، يرى أنه "واضح وليس بحاجة لأي تفسير، بمعنى أنه عندما يُطلب إليه التحقق بوجود مراكز أسلحة وتصنيعها في مكان ما، ويقوم بالكشف ويفيد اللجنة بعدم وجود أسلحة او مصانع تصنيع مسيّرات، ثم تقوم رغم ذلك "إسرائيل" بالقصف، فهذا يثبت وجود عدم مصداقية بمهام الجيش وكلامه، لأن اللجنة لم تعترض على الغارات "الإسرائيلية". مع العلم أن الجيش قام بمهمة جديدة في المكان المستهدف، وأثبت عدم وجود أسلحة".
وعن تداعيات أي تجميد لتعاون الجيش مع اللجنة، يقول أنه "يجب ترقّب كيفية ردّ وتعاطي اللجنة، وإذا كانت ستقوم "إسرائيل" بالقصف مجددا، لأنه في تلك الحالة على لبنان أن يتّخذ الموقف الذي وعد به، لأنه من الوضوح الإشارة بأن احتضان الانتقال السياسي في لبنان عربيا وأوروبيا وأميركيا ، يفترض على لبنان وضع أساسٍ للحراك الديبلوماسي اللبناني، لمعالجة أسباب المشكلة وليس نتائجها. فالسبب هو الاحتلال "الإسرائيلي"، وعند زواله يستطيع لبنان أن يضع كل السلاح الموجود خارج إطار الشرعية اللبنانية، تحت السلطة الشرعية أي أنه سيسلم لا بل يصادر. وبالتالي، من المهم أن يعلن لبنان ما يريده وأن يترجم الاحتضان العربي والدولي على أرض الواقع، عبر الضغط على الولايات المتحدة لكي تنفذ هذا المطلب. بمعنى أن لبنان لا يرفع العشرة ويسكت على الواقع، والمطلوب على الأقلّ، أن يعترف العدو "الإسرائيلي" بانسحاب متزامن مع تنفيذ بند حصرية السلاح، أي أن يكون هناك وعد بالانسحاب في فترة معينة، مقابل تنظيف منطقة معينة، ووضع آلية عمل بهذا الاتجاه، وعندها من الممكن أن نحصل على نتيجة، وأن تنجح لجنة المراقبة في تنفيذ وقف إطلاق النار".
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:35
ترامب: بحثت الوضع في لبنان مع نتنياهو، ونجري محادثات كبيرة بشأن غزة مع حماس و"إسرائيل" وإيران وسنرى ما سيحدث، وبديل عدم التوصل إلى اتفاق مع إيران خطير للغاية.
-
23:35
ترامب: اللقاء مع إيران سيعقد الخميس المقبل وهم يطالبون بأشياء لا يمكن فعلها، وسنرى ما سيحدث بشأن نشر قوات مشاة البحرية في كاليفورنيا والأمور بجنوب الولاية تسير في الاتجاه الصحيح.
-
23:07
ترامب: ناقشت مع نتنياهو موضوع إيران وقضايا أخرى، والكثير من الأمور والاتصال سار بشكل جيد، والأمور تسير بشكل جيد مع الصين ونريد علاقات تجارية معها.
-
23:07
ترامب: أشعر أنه لم يكن لدي خيار آخر بشأن نشر الحرس الوطني في كاليفورنيا ولا أريد حربا أهلية، وقد ننشر المزيد من قوات الحرس الوطني في لوس أنجلوس إذا استدعت الضرورة.
-
23:06
الرئيس الأميركي دونالد ترامب: نحاول التوصل لاتفاق مع إيران حتى لا يحدث دمار وموت، ونبذل جهودا كبيرة بشأن إيران وفريقها التفاوضي صعب المراس.
-
22:33
ماكرون: يجب التوصل لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن وتمكين عمل الأمم المتحدة، وندعو لوقف إطلاق النار في غزة بأقرب وقت ورفع الحصار عنها.
