اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


لم يكن جفاف نبع البياضة، خزان قلعة بعلبك التاريخي والاثري، والذي كان يرفد قلعة بعلبك بمياه الشفة على مر الزمان، سوى انعكاس لحالة التغير المناخي العام الذي أصاب لبنان والمنطقة، والذي ينذر بما هو اسوأ من ذلك .

تحول المزار التاريخي والمعلم الاثري الروماني الى حيث عشق التاريخ المكان والزمان، حيث كانت ترمى نقود النذور المعدنية فيه، والذي كان ينبض بالحياة ويروي البساتين المحيطة بالقلعة، فتحول الى منطقة موحشة على بقعة ارض قاحلة جافة نفقت فيها الاسماك وهجرتها طيور البط، وغابت عنها بسمة الاطفال .

يحتفظ تاريخ نبع البياضة شرقي قلعة بعلبك، الذي لم يطوها الزمن مهما طال وبعد، بحكاية ملكة الجمال الامبراطورية الرومانية الآلهة فينوس، التي كانت تتنزه بقامتها الممشوقة مع ساعات الغروب بجانب ضفاف نهر رأس العين، الذي يربط البياضة بالمعابد التاريخية .

جفت اوردة الحياة عن شرايين مدينة بعلبك مع جفاف النبع، وخسرت البساتين المحيطة بقلعة بعلبك احد مصادر ري اشجارها المثمرة، وفقد اصحاب صهاريج بيع المياه احد اهم مصادر رزقهم، وباتوا يبحثون عن ملجأ آخر لمصادر تمويلهم الرئيسية .

بدورها، تعاني مدينة بعلبك كما سائر القرى والمناطق البقاعية من شح كبير في مياه الشفة والري، بسبب التغير المناخي. وقد ادى ندرة المتساقطات هذا العام الى معظم الآبار السطحية والارتوازية والبرك والينابيع في البقاع الشمالي وفي مدينة بعلبك .

وشمل الجفاف نبع البياضة ونهر رأس العين ونهر سباط وجريبان والشاغور، هذه الانهر كانت تتدفق مياهها بغزارة وتقطع الطريق الدولي رياق - البقاع الشمالي في ايار من كل عام، لكن هذا العام لم تتفجر ينابيع وتدفقات مياه هذه الانهر من مرتفعات السلسلة الشرقية .

جفاف الينابيع هذا العام ينذر بازمة مياه تطال مياه الشفة وري المزروعات، الى حد بدأت فيه معظم الوحدات السكنية في اكثر من منطقة تلجأ لشراء مياه الشفة، مع نشاط حركة صهاريج توصيل وبيع المياه الى المنازل. ومع ارتفاع صفيحة المازوت والبنزين وصل سعر بيع 1000 ليتر الى مليون ليرة لبنانية، مع ارتفاع للاسعار كلما بعدت مسافة النقل .

امام هذه الظاهرة، يربط رئيس بلدية بعلبك احمد الطفيلي جفاف نبع البياضة بندرة المتساقطات خلال فصل الشتاء، والتي ادت الى جفاف البحيرة، وقال "نحن مقبلون على جفاف اكبر في المرحلة المقبلة، لذلك على المواطن والبلدية والمعنيين التعاون في هذا المجال، من اجل الوصول الى حلول لهذه المشكلة على مستوى المواطن، وعلى المواطن العمل على ترشيد المياه وعدم اهدارها، لان ما يهدر الآن سنندم عليه في الشهر القادم او الذي يليه".

اضاف: "اما على مستوى البلدية ومؤسسة مياه البقاع ،لا بد من البحث سريعا عن حلول قد تكون ممكنة، ومن باب التفكير بصوت عالي، اعتقد ان دراسة علمية سريعة قد تدل على عملية حفر آبار طارئة قد تساهم بحل هذه المشكلة".

وتابع "اما فيما يتعلق بجفاف البياضة ونهر رأس العين، نتحدث هنا عن مشكلة يمكن ان لا يستطيع فيها الناس شرب المياه، فالمشكلة اعمق وتمس حياة الناس بشكل اكبر، لذلك نفكر في المجلس البلدي للتواصل مع مؤسسة مياه البقاع، لاجراء دراسة قد تؤدي الى خيارات وامكانيات جديدة سريعة لتلبية الحاجات، ولنكن اكثر وضوحا هذا هو الجفاف الثالث الذي يحصل خلال ستين سنة، اول جفاف حصل عام 1968، وبعد ذلك التاريخ بتسع سنوات حصل الجفاف نفسه، وما يحصل اليوم هو الجفاف الثالث .

وقال "الآبار المحيطة بنهر رأس العين، لا تاثير لها على مجرى النهر، لان هذه الآبار تؤثر على الجهة الجنوبية من المنطقة، اما البياضة فسبب الجفاف فيها هو بئر المصلحة من جهة العسيرة".

وعن حركة بيع المياه، قال الطفيلي "الازمة بدأت بجفاف الآبار الموجودة، وهناك آبار لا زالت تغذي المدينة بالمياه، وبئر المصلحة هو الذي يؤمن الكمية الاكبر لمياه الشفة وايضا متوقع، وهذا ليس بكلام منسوب لنا انما لمصلحة مياه بعلبك، ان هذا الآبار لا يمكن ان تصمد الى ايلول، وهنا يكمن عمق المشكلة".

بدوره، ناشد رئيس بلدية بعلبك الاسبق هاشم عثمان وزارة الطاقة والمياه، "بايجاد حل سريع للخروج من معاناة ازمة المياه التي تعاني منها المدينة".

الأكثر قراءة

الحرب التدميرية على إيران هدفها تغيير وجه المنطقة الغارات «الاسرائيلية» طالت القيادات والمنشات الصاروخية والنووية والمطارات إيران تدك العمق «الاسرائيلي» ودمار غير مسبوق في تل أبيب