في وقت ينتظر لبنان زيارة السفير الاميركي في تركيا توم برّاك الاسبوع المقبل، شهدت الساعات المقبلة خلطا للاوراق في الاولويات بعدما ادخلت الولايات المتحدة و «اسرائيل» المنطقة في دائرة من «الذعر»، حيث بلغت حرب الضغوط على ايران ذروتها. فمع انقضاء مهلة الشهرين التي وضعها الرئيس الاميركي دونالد ترامب للمفاوضات النووية، وعشية الجولة السادسة في عمان الاحد، تمت فبركة سلسلة من الاتهامات لطهران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبدأت تقرع «طبول الحرب» الاسرائيلية على طهران، بغطاء اميركي، وسط حديث عن 3 سيناريوهات محتملة، و48 ساعة حاسمة، فاما يكون التهويل جزءًا من الضغوط لاجبار طهران على التنازل في الجولة المقبلة، او تسمح اميركا «لاسرائيل» بتنفيذ ضربة عسكرية محدودة «لكسر» ارادة الايرانيين. اما الخيار الثالث، فهو السماح للاسرائيليين بضرب المنشآت النووية، وهو خيار سيدخل المنطقة في حرب مفتوحة تحرق «الاخضر واليابس».
لقاء بعبدا
في هذا الوقت، وقبل مغادرته الى الفاتيكان، حضر تاثير اندلاع الحرب المفترضة بالساحة اللبنانية في اجتماع بين رئيس الجمهورية جوزاف عون وقائد الجيش رودولف هيكل في قصر بعبدا، واذا كانت الاوضاع الامنية في البلاد «الطبق» الرئيسي في اللقاء، ومهام الجيش في الجنوب، والعلاقة مع لجنة وقف النار، فان الرئيس حرص على الطلب من قائد الجيش ضرورة اتخاذ الاجراءات الضرورية للامساك بالوضع الميداني في حال حصول تطورات اقليمية قد تكون خطرة بتداعياتها الداخلية.
ماذا سيفعل حزب الله؟
ووفق مصادر مطلعة، فان عددًا من السفراء الغربيين في بيروت كانوا مهتمين خلال الساعات القليلة الماضية بمحاولة الحصول على معلومات حيال رد فعل حزب الله في حال حصول مواجهة اسرائيلية –ايرانية، علما ان اجوبة المسؤولين اللبنانيين كانت مبهمة في ظل عدم وجود معلومات ملموسة حيال قدرات الحزب وجهوزيته بعد انتهاء الحرب الاخيرة، وكانت الاجابات غير حاسمة، مع ميل واعتقاد بان القرار السياسي لدى قيادة حزب الله هو بتجنب اي مواجهة الان، بدليل عدم الرد على الاعتداءات الاسرائيلية اليومية واخطرها استهداف الضاحية مؤخرا، ما يفيد بان المقاومة تتجنب استدراجها الى معركة في توقيت لا يناسبها!
زيارة برّاك؟
في الانتظار، واذا لم تتدهور الاوضاع الامنية في المنطقة، ينتظر لبنان زيارة السفير الاميركي في تركيا توم برّاك الذي يتولى مهمة المبعوثة المقالة مورغان اورتاغوس قبل تولي السفير الاميركي الجديد ميشال عيسى. برّاك المفترض ان يزور «اسرائيل» الاسبوع المقبل، سينتقل الى بيروت في مهمة مزدوجة. ووفق مصادر ديبلوماسية، فان الزيارة ذو شقين: الاولى سورية، حيث سيبحث ملف ترسيم الحدود البرية والبحرية بين البلدين، لكن الاكثر خطورة قد يكون بحث السيادة على مزارع شبعا، في ظل معلومات عن توجه سوري للاعلان انها تتبع للدولة السورية، ما سيؤدي الى نزاع يتجاوز الجغرافيا الحدودية الى مسألة الصراع مع «اسرائيل»، كما سيتم البحث في ملف النزوح، وكذلك ودائع السوريين في المصارف اللبنانية.
ربط الانسحاب بالسلاح؟
اما في الشق الاسرائيلي، فان برّاك سيكرر مطالبته لبنان التزام 1701 وخصوصا الشق المتعلق بسحب سلاح حزب الله، وسيؤكد ان الادارة الاميركية ترغب بالافعال لا الاقوال، وبعدها يمكن الحديث عن الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب ومعالجة التحفظات على الخط الازرق، وكذلك وقف الهجمات والاعتداءات على الارضي اللبناني، وقد يتغير جدول الاعمال، وحتى موعد الزيارة اذا ما ذهبت المنطقة الى المواجهة.
ساعات حاسمة
وفي هذا السياق، فان لبنان والمنطقة يمران بساعات وأيام مصيرية، قد يكون الجواب عن المرحلة المقبلة يوم الاحد او بعده لتحديد ماذا سيحصل تمامًا، وربما تتسارع الاحداث لتسبق هذا الموعد. وبالامس ابقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الباب مفتوحا امام الحرب عندما اكد إن «إسرائيل» قد تشنّ ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، مشيرا الى أن طهران قادرة على تجنب ذلك من خلال تقديم المزيد في المباحثات مع واشنطن، وعلى الرغم من تاكيده عدم رغبته بالحرب، وأوضح ترامب للصحافيين ردا على سؤال بشأن ما اذا كانت إسرائيل ستشنّ ضربة «لا أريد أن أقول إن ذلك قريب، لكن ذلك يبدو أمرا قابلا للحدوث»! وفي تصريح لافت اكد السفير الأميركي في «إسرائيل» ان اي ضربة إسرائيلية لإيران دون ضوء أخضر من واشنطن هي احتمال ضعيف جدا...
الاستعدادات للضربة
من جهتها نقلت وسائل اعلام اميركية عن مسؤولين اميركيين قولهم»علمنا أن إسرائيل على أهبة الاستعداد لضرب إيران ونصحنا رعايانا بمغادرة المنطقة. وقالت محطة « سي بي إس» الأميركية انه تم إبلاغ مسؤولين أميركيين بأن إسرائيل مستعدة تمامًا لشن عملية ضد إيران، فيما اكدت هيئة البث الإسرائيلية ان التقديرات تفيد بأن الفجوات في المفاوضات بين واشنطن وطهران كبيرة ونستعد لكل السيناريوهات سواء التوصل إلى اتفاق مع إيران أو فشل المفاوضات». بدوره اكد مسؤول إسرائيلي للقناة 13 ان «اسرائيل» تنتظر محادثات الأحد وإذا كان رد إيران غير مقبول لواشنطن قد يتصاعد موقفنا بسرعة.
استغلال لحظة ضعف!
من جهتها، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين أن إسرائيل تستعدُّ، فيما يبدو، لشنِّ هجوم قريبا على إيران. وقالت الصحيفة إن هذا التطور «قد يزيد من تأجيج الشرق الأوسط، وتعطيل أو تأخير الجهود التي تبذلها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتوسُّط في اتفاق لقطع الطريق على إيران لبناء قنبلة نووية». وأضافت الصحيفة أن «من غير الواضح مدى اتساع نطاق الهجوم الذي قد تكون إسرائيل بصدد التحضير له». وأشارت إلى أن «التوترات المتصاعدة تأتي بعد أشهر ضَغَطَ فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الرئيس ترامب لاغتنام ما تعدّه إسرائيل لحظة ضعف إيران أمام ضربة».
سيناريو التدهور
وفي الأيام الأخيرة، تسارعت التطورات التي اوحت بقرب الضربة العسكرية. فيوم امس عقد اجتماع لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فييننا، واعلن ان ايران انتهكت التزاماتها الدولية بعدم نشر الاسلحة النووية. واشار الى ان هذا القرار خطر ويؤشر الى ان ايران اقتربت من الحصول على السلاح النووي. في المقابل، ردت طهران بالاعلان عن مناورة عسكرية مفاجئة، واعلنت انها ستفتتح مركزا جديدا للتخصيب، كما انها ستستبدل الجيل الاول للتخصيب في «فوردو» بالجيل السادس. ويوم الاحد، عقد الرئيس الاميركي دونالد ترامب اجتماعا موسعا لمجلس الامن القومي والمسؤولين العسكريين والمسؤولين عن السياسة الخارجية في مقر كامب دايفيد وبشكل سرّي وبشكل لافت، يوم الاثنين الماضي، اتصل ترامب برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وبحث الملف النووي الايراني، وعلى أثر هذا الاتصال بين ترامب ونتنياهو عقد مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغّر اجتماعًا مغلقًا أيضًا. ويوم الاربعاء صدرت إنذارات وتحذيرات من الخارجية الأميركية ووزارة الدفاع للديبلوماسيين والعسكريين في البحرين والعراق واسرائيل وغيرهم تسحب الديبلوماسيين والعسكريين وعائلاتهم من هذه الدول وتتخذ إجراءات في دول أخرى. في هذا الوقت، أكد الرئيس ترامب ان الوضع في الشرق الاوسط قد يتحوّل إلى خطر جدًا، لأن الولايات المتحدة لن تسمح لايران بالحصول على السلاح النووي.
احتمالات الحرب ضعيفة؟
في المقابل، تقلل اوساط ديبلوماسية من احتمال اندلاع حرب شاملة، دون استبعاد حرب محدودة، وتشير الى غياب الوجود العسكري الاميركي المكثف في منطقة الشرق الأوسط عكس السنة الماضية، مما يطرح تساؤلات حول جدوى هجوم إسرائيل؟ وهل هي قادرة على تنفيذ الهجوم العسكري منفردة وتحمل تبعات الرد الإيراني؟ «فاسرائيل» تعتمد بشكل كبير على الدعم العسكري الأميركي، في مواجهة أي رد استراتيجي واسع النطاق من طهران. وكانت القوى الغربية التي كانت متمركزة في الشرق الأوسط هي التي واجهت بشكل رئيسي الهجمات الإيرانية ضد إسرائيل في نيسان 2024 حيث تولت حاملات الطائرات والمدمرات الأميركية والفرقاطات الفرنسية والألمانية والبريطانية وكذلك المقاتلات اعتراض نحو 300 صاروخ ومسيرة ايرانية.
تراجع الحشد العسكري
وبالمقارنة، فإن الوجود العسكري الغربي في الشرق الأوسط وشرق المتوسط خلال عام 2024، كان الأعلى من نوعه منذ الحرب الغربية على العراق عام 2003. فقد شهدت المنطقة حينها تمركز عدد كبير من السفن الحربية، من بينها حاملتا طائرات أميركيتان وأكثر من ست مدمرات وغواصات، وذلك في إطار الاستعداد لاعتراض أي هجوم صاروخي محتمل من إيران. أما الآن، فقد تقلص هذا الوجود بشكل ملحوظ لا سيما بعد الاتفاق الأميركي-اليمني الشهر الماضي؛ إذ لم يتبقَ، وفق خريطة التمركز التي نشرها المعهد البحري الأميركي، سوى حاملة الطائرات كارل فينسن المتمركزة في بحر العرب، ترافقها مجموعة قتالية تضم الطراد يو إس إس برينستون ومدمرتين هما: يو إس إس ستيريت ويو إس إس ويليام بي. لورانس. في المقابل، لا توجد حاليا أي سفن حربية أميركية أو أوروبية كبيرة في البحر الأحمر أو شرق المتوسط. وانطلاقًا من هذا التراجع في التمركز الحربي البحري، فإن أي تصعيد محتمل سيضع منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية أمام تحدٍ كبير.
لا نتائج حاسمة للهجوم
ومع ذلك، اسرائيل قادرة على شن هجوم بمفردها، لكن الهجوم لا يضمن نتائج حاسمة، فقد تكون المنشآت النووية الإيرانية محصّنة بعمق وموزعة جغرافيًا، كما أن الرد الإيراني سيكون مكثفًا. وبالتالي، حتى في ظل الدعم الغربي، فإن أي هجوم سيكون مقامرة استراتيجية، محفوفة بتداعيات إقليمية قد تشمل حربًا شاملة تمتد إلى الخليج وشرق المتوسط.
لودريان: السلاح مقابل الاعمار؟!
في هذا الوقت، اكد الموفد الفرنسي جان إيف لودريان في حديث اعلامي ان جميع من التقى بهم يدعمون تجديد ولاية اليونيفيل»، وشدد على انه « يجب احترام اتفاق وقف إطلاق النار بكل أبعاده وتفعيل آلية المراقبة القائمة للوقاية من التهديدات والتعامل مع أي خطر دون تصعيد». وقال: «لا أرى كيف يمكننا الشروع في إعادة إعمار الجنوب إذا لا أمن في الجنوب وما لم يُحصر السلاح بيد الدولة ووحدها القوات المسلحة اللبنانية يجب أن تتولى هذه المهمة لضمان الأمن وتمكين إعادة الإعمار».
وزير الدفاع في الجنوب
داخليا ، وفي سياق تطويق ذيول الاحداث على «اليونيفيل»، دان وزير الدفاع ميشال منسى الاعتداءات على اليونيفيل التي» تخدم العدو الاسرائيلي» ، واكد « ضرورة التجديد لليونيفيل من دون أي تعديل»، وأمل أن» تنجح الجهود في ذلك». واشار الى ان» الهدف هو تثبيت الاستقرار في جنوب لبنان وبدء عملية إعادة الإعمار». موقفه جاء خلال زيارته مقر قيادة «اليونيفيل» في الناقورة، والتقى القائد العام الجنرال آرولدو لازارو، في حضور عدد من ضباط «اليونيفيل» والجيش، وعقد اجتماع تم خلاله البحث في الإشكالات بين «اليونيفيل « والأهالي التي تكررت في بعض البلدات.
«اليونيفيل» والاشاعات؟
من جهته، أكد المتحدث باسم «اليونيفيل» أندريا تنينتي «أن هذه القوات تواصل دعم الجيش اللبناني، مطالبًا إسرائيل بالانسحاب من جنوب لبنان». وأضاف ، «أن الاستقرار في الجنوب هش، وبعض الأطراف تؤثر في تحركات «اليونيفيل»، وأن القرار 1701 يتيح لها التحرك دون الحاجة الى الجيش اللبناني». وأوضح أن بعض سكان الجنوب لا يفهمون دور «اليونيفيل»، وأن ما يُقال عن إنهاء مهمة القوات إشاعات لا أساس له من الصحة.
الوضع الميداني
ميدانيا، قام الجيش اللبناني بعملية تفتيش في حي الأميركان في الضاحية الجنوبية وكشف على احد المباني، وبعد 3 ساعات من الحفر في مبنى سبق واستهدفته قوات الاحتلال، لم يعثر على اي أسلحة... وفي الجنوب، أزالت قوة من الجيش اللبناني خرقا اسرائيليا لخط الانسحاب في مرتفعات السدانة مقابل موقع رويسات العلم بإزاحة سواتر ترابية عن احد الطرقات المؤدية الى المنطقة. كما سجل استهداف دراجة نارية في دير سريان – مرجعيون، حيث سقط جريح، وسجلت غارة على بلدة قبريخا. وألقت محلقة إسرائيلية قنبلة صوتية باتجاه الضهيرة. ومساء، شنت طائرة مسيرة غارة على النبطية.
وقفة احتجاجية للعسكريين
حياتيا، نظّم عدد من العسكريين المتقاعدين وقفة احتجاجية في محيط السراي الحكومي في بيروت، مطالبين بتحسين أوضاعهم المعيشية واستعادة حقوقهم المالية، في ظلّ الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تتناول خصوصًا المتقاعدين. وجاء التحرّك وسط إجراءات أمنية مشدّدة، في أجواء من الغضب والتصعيد.
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
21:17
الجبهة الداخلية "الإسرائيلية": إطلاق صفارات الإنذار في تل أبيب والقدس وعدة مدن وفي مناطق واسعة من "إسرائيل".
-
21:17
الجبهة الداخلية "الإسرائيلية": إطلاق صواريخ اعتراضية للتصدي للصواريخ الإيرانية، ونطالب المواطنين بالدخول لغرفهم المحصنة بعد رصد إطلاق صواريخ من إيران.
-
21:13
الجيش الإسرائيلي: رصدنا إطلاق صواريخ من إيران باتجاه "إسرائيل".
-
21:06
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لنظيره الروسي فلاديمير بوتين: الاعتداء الصهيوني خرق للقانون الدولي وسيقابل حتما برد مناسب.
-
20:58
الرياضي اللبناني يفقد لقب دوري أبطال آسيا في كرة السلة بخسارته في المباراة النهائية أمام أوتسونوميا بريكس الياباني (93-94).
-
20:57
رويترز عن مسؤول "إسرائيلي": انقطاع البث المباشر للمؤتمر الصحافي للمتحدث باسم الجيش بسبب هجوم إيراني وشيك.
