بعد اربعة ايام من العدوان الاسرائيلي على ايران، نستطيع القول ان ايران قد نجحت في استيعاب الضربة الاسرائيليه الاولى، والتي كادت ان تقطع راس النظام العسكري والعلمي في ايران، وبالتالي والقضاء على البرنامج النووي الايراني.
ايران تمكنت من امتصاص وهم النشوة الاسرائيلية الاميركية، بل ان ايران الان هي التي تشعر بالنشوة، بعد تمكنها من استعادة زمام المبادرة عبر الرد الفعال والسريع والناجع بكل المقاييس، بصواريخ دقيقه فرط صوتيه وبصناعة ايرانية انطلقت من الاراضي الايرانية و اصابت بدقه قلب الكيان الصهيون.
لا نتنياهو ولا ترامب توقعا شكل الرد الايراني من ناحية السرعته والفعاليه، ولم يتبادر الى اذهانهم مشاهدة كل هذا الدمار الهائل غير المسبوق داخل الكيان، واصابة المراكز الاسرائيلية الحساسة وخصوصاً في تل ابيب.
نتنياهو الان يستنجد يصرخ طالباً تفعيل التدخل الاميركي المباشر، مع العلم ان الاميركي اصلاً هو الذي اعطى نتنياهو الضوء الاخضر للبدء بالاعتداء الصهيوني وهو يمول ويسهل ويدير حرب نتنياهو ضد ايران.
نتنياهو استعمل كل ما في جعبته الحربية الاميركية من دعم سياسي و ذخائر وقنابل خارقه واغتيالات لكبار الضباط والعلماء الايرانيين، ذلك لأجل اسقاط نظام ايران، لكن نتنياهو فشل عملية "قطع راس الاسد" اما رأس ايران فقد نجا من الاغتيال، و بقي يخطط وبهدوء لضمان وسائل الصمود وايضا لكسب معركة ربما تكون طويله.
ايران ورغم وقوعها في شرك الخداع الاميركي، بيد انها استطاعت استيعاب وافشال العملية الاسرائيلية الاميركية المشتركة، ورغم الخسائر في صفوف القيادة العسكرية والعلماء، الا انه حتى اللحظه يسجل لايرن انها حققت نجاحاً باهراً ترجم عبر قدرتها الصاروخية الدقيقة، الامر الذي ادهش الاعداء قبل الحلفاء وبذلك لم يبق امام نتنياهو الا ان يطلب من اميركا استعمال التدخل الملاميركي المباشر او ربما طلب استعاد النووي ضد ايران.
الحرب فرضت على ايران وهي الان في مركز الدفاع عن حقها و سيادتها و كرامتها لا بل وكرامة المنطقة برمتها، ونلفت الى ان المنطقة بعد العدوان الصهيوني على ايران لن تكون كما قلبلها كيفما انتهت نتائج الحرب، فاما سقوط المنطقة ومعها مصر والاردن والعراق وتركيا وحتى باكستان في الحضن الاميركي وممارسة الاستعباد على شعوبنا لمئة عام قادمه وبالتالي طمس القضية الفلسطينية، واما ضمان صمود ايران مهما كلف من تضحيات وبالتالي صمود المنطقة وضمان عدم تفككها وبقاء فلسطين شوكة في بلعوم اسرائيل.
حالياً لا بوادر لاي تسوية في المدى القريب ولا احد قادر على لعب دور الوسيط بانتظار الصرخة الاولى، فاما ان تصرخ ايران اولا وهذا مستبعد لانها تخوض حرب وجود وكرامة أمه، واما ان تصرخ اسرائيل اولاً جراء دمار وايلام ايراني قادم وهذا هو الارجح.
الكرة الان في ملعب ترامب ونتنياهو فاما العمل على وقف هذه الحرب وتجنيب اسرائيل المزيد من الدمار، واما استمرار تساقط الصواريخ الايرانية على مجمل مناطق الكيان الصهوني مع مشاهد الدمار غير المسبوق والذي يقترب من تهديد اسس الكيان الصهيوتي، وهذا ما لم يتحمله لا نتنياهو ولا ترامب.
بين الخداع والمفاجأه، ترامب قد يفاجئ الجميع بالتقاط فرصة سانحة تجنبه الانخراط المباشر بالحرب، فهو الذي يردد دائماً اميركا اولاً
من قال ان ترامب المخادع لن يمارس خداعه حتى على نتنياهو، فهو اي ترامب يبدو وكأنه ينتظر مشاهدة نتنياهو وهو يجثو على ركبتيه راجياً التدخل لانقاذه خصوصاً بعد ان ادرك ترامب نفسه، ان الاطاحة بالنظام الايراني وفكيك برنامجها النووي و اجبار ايران التنازل عن سيادتها ودعوتها الى المفاوضات وهي مضرجة بالدماء، امر غير ممكن بل مستحيل.
لكن جينات ترامب تميل الى الحفاظ على اسرائيل وهو اي ترامب لن يجد غضاضه بالتقاط فرصة تمنحه حرية ابرام اتفاق مع ايران من دون نتنياهو، وبذلك يكون ترامب قد تجنب الانخراط المباشر بالحرب الدائرة، فيظهر ترامب للعالم بصورة المنقذ لاسرائيل وليس منقذا لنتنياهو، وبذلك يكون قد حفظ مصالح اميركا ومصالح دول المنطقة من دون التورط بالحرب.
نشير الى ان ايران حتى الان تدير معركتها باقتدار ويبدو انها استعدت جيداً لحياكة سجادة عجمية مطرزة بعلامة النصر مشغولة بصوريخ ايرانية باليستية فرط صوتيه فكيفما انتهت الحرب الا ان ايران سجلت موقفاً غير مسبوق في تاريخ الصراع مع اسرائيل واميركا وبدلك نستطيع القول ان ايران ضمنت لنفسها موقعاً مميزاً وفاعلاً في المستقبل وكيفما كان شكل المنطقه..
يتم قراءة الآن
-
كيف تشلّ إيران "إسرائيل"؟
-
مواجهة بلا سقف بين إيران و«إسرائيل»... وواشنطن على حافة التدخّل! سفير غربي يحذر من عمل عسكري «اسرائيلي» في الجنوب حتى الأولي برّاك بعد لودريان: لا اعذار للتاخير
-
الذين يُريدون تغيير شكل ... الله
-
المنطقة على حافة الإنفجار... ولا تطمينات أميركيّة للبنان إجراءات أمنيّة وشلل سياسي... وتضرّر كبير للسياحة ملف السلاح الفلسطيني الى «ثلاجة» الإنتظار مُجدّداً!
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
12:22
الرئيس عون أعرب عن أمله في أن تتمكن الدول المموّلة لمهام حفظ السلام الدولية من تأمين التمويل اللازم لعمل "اليونيفيل"، كي لا يتأثر أداء القوة الدولية العاملة في الجنوب سلبًا، مؤكدًا أن لبنان سيجري اتصالات مع الدول الشقيقة والصديقة في هذا الاتجاه
-
12:21
الرئيس عون أبلغ مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لإدارة عمليات السلام Jean-Pierre Lacroix تمسّك لبنان ببقاء "اليونيفيل" في الجنوب، لتطبيق القرار 1701 بالتعاون مع الجيش اللبناني، مشددًا على أن الحفاظ على الاستقرار في الجنوب يُعدّ أمرًا حيويًا ليس للبنان فحسب، بل لدول المنطقة كافة، وأن دور "اليونيفيل"
-
12:13
وزير الطاقة الإسرائيلي: - مصافي النفط المتضررة في حيفا ستعود للعمل خلال 30 يوما
-
12:12
السفير الإيراني لمجلس حقوق الإنسان: استهداف المنشآت النووية الإيرانية يعرض الناس لتسريبات خطيرة ويمثل "حربا على الإنسانية"
-
12:12
وزير الطاقة الإسرائيلي: - صادرات الغاز ربما تستأنف في الساعات أو الأيام المقبلة
-
12:11
السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة في جنيف: - لن نبدي أي تردد في الدفاع عن شعبنا وأمننا وأرضنا وسنرد بجدية وقوة ومن دون ضبط للنفس
