كيف تتحضر العروس نفسياً لاستقبال حياتها الجديدة؟

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

الزواج يمثل تحولاً كبيراً في حياة الإنسان، وخاصة بالنسبة للمرأة التي تنتقل من عالم العائلة والاعتياد إلى عالم الشراكة والمسؤولية والتكيف مع حياة جديدة كلياً.

وفي خضم الاستعدادات المادية التي تشمل فستان الزفاف وتنظيم الحفل واستقبال الضيوف، غالباً ما يُهمل الجانب النفسي للعروس، وهو جانب أساسي لنجاح هذا الانتقال. فكيف يمكن للعروس أن تتحضر نفسياً لاستقبال حياتها الزوجية بثبات ووعي وطمأنينة؟

في هذا السياق، تحدثت الاختصاصية في علم النفس أنزيف بولاطيان لـ "سيدتي" التي أكدت أن الاعتراف بالمشاعر الطبيعية وعدم قمعها هو الخطوة الأولى نحو التوازن النفسي، فالفرح والقلق والحزن على فكرة مغادرة منزل الأهل كلها مشاعر طبيعية تدل على وعي داخلي بأهمية المرحلة المقبلة. وأضافت أن التحرر من الكماليات والتركيز على الجوهر يساعد العروس على تخفيف الضغط النفسي، منوهة بأن الزواج لا يبدأ من يوم الزفاف بل من العلاقة التي تُبنى بعده، ما يستوجب إعادة التركيز على الراحة النفسية والاستعداد للحياة المشتركة.

وشددت على أهمية الحوار الداخلي مع الذات لفهم المخاوف والتوقعات وما يحتاج إلى تعلمه أو تحرره، باعتباره مفتاحاً للنضج العاطفي. وأشارت بولاطيان إلى فائدة الجلسات التحضيرية النفسية التي تقدم توجيهات لفهم طبيعة العلاقة الزوجية وكيفية التعامل مع الضغوط وإدارة الخلافات بطريقة ناضجة، مؤكدة أنها تعكس وعياً صحياً ووقائياً لا دليلاً على وجود مشكلة.

كما لفتت إلى أهمية ترتيب العلاقة مع الأهل قبل الانتقال، لتكون لحظة الوداع سلاماً داخلياً مع الحفاظ على المحبة والامتنان. أما الاتفاق المسبق مع الشريك حول القيم الأساسية كالحرية الشخصية والخصوصية واتخاذ القرارات وإدارة الميزانية، فيمنح العروس أماناً نفسياً ويقلل المفاجآت المستقبلية. وأكدت أن الاهتمام بالجسد من خلال النوم الكافي والتغذية السليمة وممارسة الرياضة وتقنيات الاسترخاء يعزز من استقرار المزاج ويخفف التوتر.

وشددت على ضرورة التصالح مع الماضي العاطفي إن وُجد، لتجنب انتقال الأوجاع إلى العلاقة الجديدة، واعتبرت الزواج فرصة للنمو لا نهاية للحلم، داعية العروس لتغيير المفهوم المثالي المتوارث عن الزواج والتركيز على الشراكة والمجهود المتبادل.

وختمت بأن التحضير النفسي للعروس هو استثمار حقيقي في نجاح الحياة الزوجية من اليوم الأول، ونصحت كل عروس بعدم تأجيل مشاعرها، بل احترامها وفهمها واختيار الدخول إلى الحياة الجديدة من مكان داخلي هادئ ومحب.

(سيدتي)