مع حلول فصل الصيف، تزداد الشكاوى المتعلقة بالتهاب العيون في عيادات العيون والمراكز الصحية. فدرجات الحرارة المرتفعة، وتزايد النشاطات الخارجية، والتعرض المطوّل لأشعة الشمس والغبار، كلها عوامل ترفع من احتمالية الإصابة بالتهابات عينية متعددة. وعلى الرغم من أن هذه الالتهابات قد تبدو بسيطة في البداية، إلا أنها قد تتطور لتؤثر على راحة المريض وجودة حياته، خاصةً إذا لم تُعالج بالشكل الصحيح.
تُعرف التهابات العيون بأنها استجابات التهابية تُصيب أحد أجزاء العين مثل الملتحمة (الغشاء الذي يغطي بياض العين)، أو القرنية، أو الجفن. وتُعدّ الملتحمة من أكثر المناطق التي تتعرض للالتهاب، لا سيما في الصيف، حيث تُصبح العين أكثر عرضة للعوامل البيئية المؤذية مثل الرياح المحملة بالغبار، ومياه المسابح المعقّمة بالكلور، فضلًا عن الأشعة فوق البنفسجية القوية. هذه العوامل مجتمعة تؤدي إلى تهيج العين وتحفيز الالتهاب.
إن أكثر الفئات عرضة للإصابة بالتهاب العيون خلال الصيف هم الأطفال، ومرتادو الشواطئ والمسابح، والأشخاص الذين يعانون من حساسية موسمية، فضلًا عن أصحاب المهن التي تتطلب العمل في الهواء الطلق، مثل عمّال البناء والسائقين. كما يُعد مرتدو العدسات اللاصقة من بين الفئات الحساسة، إذ إن العدسات تُسهم في احتباس البكتيريا أو المواد الكيميائية في العين، مما يضاعف من فرص الالتهاب في حال عدم العناية الكافية.
تظهر أعراض التهاب العيون غالبًا على شكل احمرار شديد، حرقة أو حكة، زيادة في إفراز الدموع، الشعور بجسم غريب داخل العين، واحيانًا إفرازات صفراء أو بيضاء تُشير إلى وجود عدوى بكتيرية. وقد تترافق هذه الأعراض مع تورم في الجفن أو حساسية تجاه الضوء. وفي بعض الحالات المتقدمة، قد تؤثر الالتهابات على حدة النظر مؤقتًا.
يرتبط فصل الصيف أيضًا بازدياد حالات ما يُعرف بـالرمد الصيفي، وهو نوع من التهاب الملتحمة التحسسي، يصيب الأطفال واليافعين على وجه الخصوص، ويتميز بأعراض مزعجة مثل الحكة الشديدة والإفرازات المخاطية الكثيفة. ويُعزى هذا النوع إلى التعرض المتكرر لحبوب اللقاح، والغبار، ومياه المسابح المعالجة بالكلور.
وتكمن خطورة إهمال علاج التهاب العيون في إمكانية انتقال العدوى، خاصة في البيئات المغلقة مثل المدارس أو مراكز العمل. كما قد يؤدي الاستخدام العشوائي لقطرات العين، دون وصفة طبية، إلى تفاقم الحالة أو حدوث مضاعفات مثل جفاف العين أو تحسس مزمن.
للوقاية من التهاب العيون خلال فصل الصيف، يُوصى بعدة تدابير بسيطة لكنها فعالة. من أبرزها: ارتداء نظارات شمسية ذات حماية من الأشعة فوق البنفسجية، تجنّب لمس العينين بأيدٍ غير نظيفة، غسل الوجه بعد العودة من الخارج، وتفادي السباحة في المسابح غير النظيفة. كما ينبغي على مستخدمي العدسات اللاصقة الالتزام الصارم بقواعد النظافة والتعقيم، وتجنّب ارتدائها أثناء السباحة أو النوم.
في النهاية، لا ينبغي التقليل من شأن التهاب العيون في الصيف، فصحة العين تتأثر بشكل مباشر بالمحيط الخارجي، ولا سيما في ظل الأجواء الحارة والمليئة بالمحفزات. إن التوعية الصحية، والمتابعة الطبية المبكرة، والوقاية السليمة تبقى حجر الأساس في حماية هذا العضو الحساس، وضمان صيف مريح وخالٍ من المضاعفات البصرية.
يتم قراءة الآن
الأكثر قراءة
-
إسرائيل تفشل في تحقيق أهدافها وتطلب تدخل واشنطن اتصال بريطاني ــ لبناني يؤكد:لا مصلحة لبيروت في خوض الصراع قلق خليجي من تسرّب نووي...وتحذيرات من كارثة إقليمية
-
الفرزلي: قانون الإنتخاب الحالي خلاصة اتفاق باسيل وجعجع... والأرثوذكسي" الأنسب"
-
"التايمز": أميركا تحتاج إلى إذن بريطانيا لشن ضربات انطلاقاً من قاعدة دييغو غارسيا
عاجل 24/7
-
23:50
فاينل فور بطولة لبنان في كرة السلة: الرياضي يتقدم على الهومنتمن (1-0) في مجموع المباريات، بفوزه عليه في اللقاء الأول (104-101).
-
23:33
هيئة البث "الاسرائيلية" عن مسؤول "إسرائيلي" كبير: إذا لم تنضم الولايات المتحدة إلى الهجوم على إيران فقد نتورط بحرب طويلة الأمد.
-
23:32
هيئة البث "الاسرائيلية" عن مسؤول "إسرائيلي" كبير: نعتقد أن إيران ستجرنا إلى حرب استنزاف مع استمرار الضربات المتبادلة.
-
23:32
هيئة البث "الاسرائيلية" عن مسؤول "إسرائيلي" كبير: استمرار المواجهة ونتائجها يعتمدان أيضا على "إسرائيل" لكن بشكل أساسي على ترامب.
-
23:22
الشرطة الإيرانية: القبض في تبريز شمال غربي البلاد على شخص تبادل معلومات سرية مع مقيمين في الخارج.
-
23:22
الحرس الثوري الإيراني: قبضنا على عميل للموساد بمحافظة مازندران شمالي البلاد وبحوزته أدوات تجسس واتصال.
