تعتبر مهرجانات الصيف في لبنان جزءًا هامًا من الهوية الثقافية والسياحية للبلاد ولها دور كبير في إنعاش الإقتصاد سيما في أيام العز حيث كانت تستقطب الكثير الكثير من الجمهور العربي والأجنبي والمحلي.
لكن هذه المهرجانات تتأثر بشكل كبير بالظروف الاقتصادية والأمنية، فعندما تكون الأوضاع الاقتصادية جيدة والأمن مستقر، تشهد المهرجانات ازدهارًا ملحوظًا، حيث تجذب أعدادًا كبيرة من الزوار من داخل وخارج لبنان، مما يعزز الاقتصاد المحلي ويساهم في الترويج للثقافة اللبنانية.
ففي فترات الازدهار الاقتصادي، تكون لدى الأفراد والشركات ميزانيات أكبر للإنفاق على الترفيه والسياحة، مما يزيد من إقبال الجمهور على المهرجانات ويدعمها ماليًا، أما في فترات الركود الاقتصادي، تقل الميزانيات المتاحة للترفيه، مما يؤدي إلى تراجع الإقبال على المهرجانات وتأثير سلبي على الإيرادات.
أما بالنسبة للظروف الأمنية فعندما تكون الأوضاع الأمنية مستقرة، يشعر الناس بالأمان ويزيد استعدادهم للمشاركة في الفعاليات العامة مثل المهرجانات، بينما عندما تكون هناك اضطرابات أمنية، يقل الإقبال على المهرجانات بسبب المخاوف الأمنية، مما يؤثر سلبًا على نجاحها وعدد الحضور.
أهمية المهرجانات:
تعزيز السياحة والاقتصاد
تجذب المهرجانات السياح من مختلف أنحاء العالم، مما يساهم في زيادة الإيرادات السياحية ويعزز مكانة لبنان كوجهة سياحية ثقافية.
- تساهم المهرجانات في دعم الاقتصاد المحلي من خلال توفير فرص عمل، وزيادة الإيرادات للفنادق والمطاعم والمحلات التجارية.
- تعتبر المهرجانات وسيلة فعالة للترويج للثقافة والفنون اللبنانية على المستوى المحلي والدولي.
- تساهم المهرجانات في إحياء التراث اللبناني من خلال العروض الفنية والموسيقية والحرف اليدوية.
وعلى الرغم من أنه تم الإعلان عن إقامة هذه المهرجانات هذه السنة برعاية وزارة السياحة وبمشاركة من وزراء السياحة و والإعلام والثقافة من مهرجانات بيت الدين والأرز وإهدن وصيدا والبترون والقبيات وبعلبك وغيرها ،إلا أننا لا يمكننا أن ننكر بأن هناك تحديات وصعوبات تواجه إقامة هذه المهرجانات من أمنية وإقتصادية قد تحول دون إقامتها أو على الأقل تخفف من إقبال الجمهور عليها.
الديار أجرت مقابلات مع عدد من رؤساء لجان المهرجانات من مختلف المناطق اللبنانية بحيث تفاوتت الآراء بين إيجابية وسلبية.
*مهرجانات البترون ونظرة تفاؤلية
رئيس لجنة مهرجانات البترون الدولية المحامي سايد فياض كان له نظرة تفاؤلية وقال في حديث للديار:" نحن في عز الأزمة استمرينا بإقامة المهرجانات من اللحم الحي دون أي دعم خارجي أو داخلي بل نعتمد على العلاقات الشخصية وعلى الذين يحبون البترون التي تعد رقما واحدا في السياحة في لبنان".
ولفت فياض إلى" أن ليس لديهم أزمة كهرباء في البترون "وندفع فاتورتين لشركة كهرباء لبنان وللمولدات والكهرباء مؤمنة ٢٤/ ٢٤"، لافتاً أن البترون تخطت في عز الأزمة أزمة الكهرباء وأزمة النفايات وأزمة كورونا " ونحن كل سنة نحب أن نمنح الأمل و نقول بأننا شعب لا يمكن أن يرضخ أو يستسلم للصعوبات والأزمات ولذلك نقيم كل سنة مهرجانا أفضل من السنة السابقة".
ووفقاً لفياض مهرجانات البترون مختلفة عن المهرجانات الأخرى لأنها لا تقتصر فقط على الحفلات الموسيقية بل "هناك أربعة مهرجانات في قلب المهرجان" شارحاً " نقيم مهرجانات لأفلام السينيما وهو يقام للسنة التاسعة بحيث يتم عرص للأفلام القصيرة من كل دول البحر المتوسط وهو أصبح مهرجانا عالميا، لافتاً إلى أن البترون كانت ضيف شرف في أهم مهرجان للأفلام القصيرة في فرنسا ".
وتحدث فياض عن إنشاء سينما في الهواء الطلق في قلب القلعة القديمة في البترون وكذلك تحدث عن عرض اسمه بترون فوتو بحيث تتحول كل شوارع البترون القديمة إلى معارض للصور الفوتوغرافية لمصورين أجانب ولبنانيبن وكذلك لهواة.
وحول الصعوبات التي يواجعونها وانعكاس الظروف الأمنية والإقتصادية وتوقعات نسبة الإقبال على المهرجانات قال فياض: "لا يوجد مكان للخوف في البترون فهي دائما تعج بالسياح اللبنانيين والأجانب الذين يحبون البترون وكل الذين يصلون إلى المطار تكون وجهتهم المباشرة البترون، متوقعاً نجاحاً كاملاً للمهرجانات سيما وان البترون ليست فقط مهرجانات بل الحياة كلها فيها جميلة تشبه الحياة في جزيرة من بحر إلى المطاعم والمقاهي والألعاب البحرية".
*فعاليات المهرجانات
وعن برنامج مهرجانات البترون قال فياض:
تنطلق فعاليات مهرجانات البترون الدولية في 18 تموز بمهرجان النبيذ والبيرة والماكولات البحرية الذي يقام في حرم ميناء الصيادين ويمتد لثلاثة ايام.
وفي 25 تموز يحيي المغني العالمي saint levant حفلا فنيا في ميناء البترون.
ومن فعاليات المهرجان معرض batroun photo الذي يفتتح في أول شهر آب ويستمر لغاية 31 منه في اسواق البترون القديمة.
وتختتم الفعاليات بمهرجان الافلام القصيرة المتوسطية من 4 ولغاية ٧ ايلول في حي المغترب في المنطقة القديمة.
ويتخلل المهرجان batroun capital of sailing الذي سيعلن عن موعده في حينه عندما تكون الاحوال الجوية مناسبة لإقامته. وهذا النشاط يقام بمناسبة اعلان "البترون عاصمة الشراع" وهو عبارة عن رسو اليخوت الشراعية في خليج البحصة على شكل بوصلة يتوسطها مسرح عائم حيث يقام حفل فني مميز.
مهرجانات صيدا
بمحاذاة القلعة
رئيسة اللجنة الوطنية لمهرجانات صيدا الدولية السيدة نادين كاعين تحدثت للديار عن الإستعدادات للمهرجانات الفنية هذا الصيف، وسط التحديات اللوجستية والاقتصادية وقالت : "نستطيع القول أن ابرز التحديات اللوجستية تتمثل أولاً في كون الموقع الجديد الذي سيقام فيه المهرجان هو مرفأ خال او مهجور ولأول مرة سيشهد مثل هذا الحدث . اي اننا لا نتحدث عن موقع اعتدنا عليه ونعرف من اين نبدأ واين ننتهي في تجهيزه. فالمرفأ القديم يحتاج الى تجهيز اكثر وربما يأخذ عملاً اكثر لنستطيع تحضير الأرضية والقيام بكل اعمال التأهيل والتمديدات المطلوبة لإنجاز المسرح وتجهيزه بالإضاءة والصوت وغيرها من الأمور اللوجستية والتقنية .وبالمناسبة توجهت كاعين بالشكر لوزارة الأشغال وادارة مرفأ صيدا على تعاونهم باستضافة المهرجان في هذا الموقع".
التحديات كثيرة
ورداً على سؤال حول تأثير أزمة الكهرباء على المهرجانات قالت كاعين: في موضوع الكهرباء كما كل المرافق والقطاعات الأساسية والمواطنين نتكل اكثر على المولدات الخاصة ، ونحن نشكر كل من يساهم معنا بهذا المجال .
اما التحدي الاقتصادي وفقاً لكاعين فيكمن في" أننا لا نستطيع الاعتماد فقط على البيع او دعم الوزارات على أهميته ، لكن هذا الدعم لوحده لا يكفي وبالتالي نحن بحاجة وننتظر دعم كل من يقتنع برسالتنا وبأهداف لجنة المهرجانات وبحق صيدا في أن تكون على الخارطة السياحية كما حق كل اللبنانيين في الحياة والفرح رغم كل الظروف والأحداث التي تدور في بلدنا ومن حولنا "، لافتة إلى أن التحديات في هذا المجال تتعلق اكثر بتكلفة التجهيزات والترويج الإعلاني للمهرجانات ، وهذا يتطلب دعم وتعاون الجميع.
لكن ، هناك تحد ثالث أردفت كاعين وهو ربما اهم مما سبق ، ففي الشق اللوجستي وفي الشق الاقتصادي نستطيع ان نضع خطة ونجري حساباتنا على اساسها ، وهذا امر بيدنا ، لكن ما هو ليس بيدنا هو موضوع تحدي الإستقرار الذي هو اساس نجاح كل مهرجان او حدث أو نشاط ، كما هو اساس انتظام الحياة والمرافق وشرط أول لأي تنمية او نهوض .
توقع نسبة حضور عالية
ورداً على سؤال حول التوقعات عن إقبال الجمهور ونسبة الحجوزات؟
قالت كاعين : طبعاً لا نستطيع من الآن تحديد نسبة الحجوزات لأننا لا زلنا في البداية .، لكن لا شك أننا نلمس حماسة كبيرة لدى الناس لحضور المهرجانات وهذا يعطينا حافزاً أكبر، ويشكل تحديا اضافياً لنا ، ونأمل ان ينعكس كل ذلك اقبالاً من الجمهور ، خاصة وان غنى برنامج المهرجان بحد ذاته يعزز هذا الحافز لديهم ويعطي زخما كبيراً لعودة مهرجانات صيدا بعد غياب .
وعن موعد ومكان وبرناج المهرجان الذي سيقام في 6 و7 و 9 آب 2025 في مرفأ المدينة القديم بمحاذاة قلعة صيدا البحرية أعلنت كاعين أنه يتضمن في الليلة الأولى أمسية موسيقية غنائية بعنوان "راجعين بلحن كبير" تحييها الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق – عربية وكورال القسم الشرقي في الكونسرفتوار في لقاء فني مميز مع الفنان الكبير غسان صليبا قيادة المايسترو أندريه الحاج . وفي الليلة الثانية تحيي ألفنانة نانسي عجرم حفلاً غنائياً في ثاني اطلالة لها ضمن مهرجانات صيدا. ويختتم المهرجان بحفل للموسيقار الكبير الفنان مارسيل خليفة. ويرافق المهرجان سوق للمأكولات.
يتم قراءة الآن
الأكثر قراءة
-
إسرائيل تفشل في تحقيق أهدافها وتطلب تدخل واشنطن اتصال بريطاني ــ لبناني يؤكد:لا مصلحة لبيروت في خوض الصراع قلق خليجي من تسرّب نووي...وتحذيرات من كارثة إقليمية
-
الفرزلي: قانون الإنتخاب الحالي خلاصة اتفاق باسيل وجعجع... والأرثوذكسي" الأنسب"
-
"التايمز": أميركا تحتاج إلى إذن بريطانيا لشن ضربات انطلاقاً من قاعدة دييغو غارسيا
عاجل 24/7
-
23:50
فاينل فور بطولة لبنان في كرة السلة: الرياضي يتقدم على الهومنتمن (1-0) في مجموع المباريات، بفوزه عليه في اللقاء الأول (104-101).
-
23:33
هيئة البث "الاسرائيلية" عن مسؤول "إسرائيلي" كبير: إذا لم تنضم الولايات المتحدة إلى الهجوم على إيران فقد نتورط بحرب طويلة الأمد.
-
23:32
هيئة البث "الاسرائيلية" عن مسؤول "إسرائيلي" كبير: نعتقد أن إيران ستجرنا إلى حرب استنزاف مع استمرار الضربات المتبادلة.
-
23:32
هيئة البث "الاسرائيلية" عن مسؤول "إسرائيلي" كبير: استمرار المواجهة ونتائجها يعتمدان أيضا على "إسرائيل" لكن بشكل أساسي على ترامب.
-
23:22
الشرطة الإيرانية: القبض في تبريز شمال غربي البلاد على شخص تبادل معلومات سرية مع مقيمين في الخارج.
-
23:22
الحرس الثوري الإيراني: قبضنا على عميل للموساد بمحافظة مازندران شمالي البلاد وبحوزته أدوات تجسس واتصال.
