اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

واجه قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتنفيذ ضربات جوية على مواقع نووية داخل إيران انتقادات واسعة داخل "الكونغرس"، من أعضاء في الحزبين الجمهوري والديمقراطي، بسبب تنفيذه من دون تفويض تشريعي رسمي، ما اعتُبر انتهاكًا للدستور الأميركي وتجاوزًا لصلاحيات السلطة التنفيذية.

وقال زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، إن ترامب "فشل في الحصول على إذن من الكونغرس لاستخدام القوة العسكرية"، معتبرًا أن الخطوة "تخاطر بتوريط الولايات المتحدة في حرب كارثية جديدة في الشرق الأوسط".

بدوره، قال النائب الديمقراطي رو خانا إن "الرئيس أمر بالهجوم على إيران دون أي تفويض قانوني من الكونغرس"، بينما اعتبر النائب الجمهوري توماس ماسي أن ما جرى "غير دستوري بكل المقاييس".

من جهتها، قالت النائبة الجمهورية مارغوري تايلور غرين: "ما كانت لتسقط قنابل على 'إسرائيل'، لو لم يُلقِ نتنياهو قنابله على شعب إيران أولاً"، مضيفة أن الولايات المتحدة "لا ينبغي أن تتورط في حرب خارجية جديدة".

كذلك، أعربت النائبة الديمقراطية سمر لي عن رفضها للهجوم، قائلة إن "قصف إيران بالقنابل يقربنا من الحرب، لا من السلام، ويعرّض حياة الملايين للخطر"، مضيفة أن الرئيس الأميركي "يدوس مجددًا على الدستور ويتصرف خارج نطاق سلطته".

أما السيناتور بيرني ساندرز، فاعتبر أن الضربات "غير دستورية"، وشدد على أن "الكونغرس هو الجهة الوحيدة المخوّلة بإعلان الحرب"، فيما وصف النائب رالف نادر القرار بأنه "خرق فاضح للدستور الأميركي"، محذرًا من أن "الخطوة ستؤدي إلى مقتل العديد من الجنود الأميركيين، ويجب إدانتها بأشد العبارات".

بدوره، قال النائب الديمقراطي جيم ماغوفرن إن ما حدث هو "جنون يجرّ الولايات المتحدة نحو مواجهة كارثية في الشرق الأوسط"، بينما رأت النائبة ياسمين أنصاري أن الضربة تشكّل "عملاً عسكرياً غير قانوني قد يدفع الولايات المتحدة إلى حرب جديدة دون مساءلة سياسية أو تفويض تشريعي"، داعيةً إلى "عقد جلسة طارئة للكونغرس للتصويت على قرار صلاحيات الحرب".

أما النائبة إلهان عمر، فشددت على أن "الضربات العسكرية لا تجلب السلام، بل تؤدي إلى مزيد من العنف وزعزعة الاستقرار"، فيما رأت النائبة بوني واتسون كولمان أن "الولايات المتحدة شنّت حرباً على دولة لم تُشكّل أي تهديد وشيك للشعب الأميركي".

من جهته، قال مجلس العلاقات الأميركية – الإسلامية إن "قرار ترامب بمهاجمة إيران يهدد بجرّ البلاد إلى حرب إقليمية مفتوحة"، داعياً إلى العودة إلى مسار الدبلوماسية.

وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصادر في البيت الأبيض أن عدداً من مستشاري الإدارة – من داخل وخارج الطاقم الرسمي – حاولوا ثني الرئيس عن تنفيذ الهجوم، مقترحين الاكتفاء بتقديم دعم استخباري لـ"إسرائيل"، إلا أن ترامب رفض المقترحات وأصرّ على الخيار العسكري.

وأفادت شبكة "سي إن إن" بأن عدداً من كبار أعضاء الحزب الديمقراطي في لجان الاستخبارات لم يُبلغوا مسبقاً بالهجوم، خلافاً لبعض الشخصيات الجمهورية التي كانت على دراية مسبقة، ما أثار استياءً داخل أروقة "الكونغرس"، وسط مطالب بإجراء مساءلات فورية.


الأكثر قراءة

إذا غرق الأميركيّون في الشرق الأوسط