اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس عيد الأب على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي "كابيلا القيامة"، والقى عظة قال فيها: "إنّا في المناسبة نهنّئ كلّ أب ونتمنّى له العمر الطويل، ونسأل الله أن يكافئه على تعبه في سبيل إعالة عائلته".

اضاف: "أن يجعل الله سكناه في الإنسان الذي يحبّه حافظًا كلامه ووصاياه، فهذه من أعظم نعم الله للإنسان. فالله لا يريد أن يكون معنا فقط، بل أن يسكن فينا. ولا يريد أن يباركنا من بعيد، أو يرشدنا من فوق، بل يريد أن يقيم منزلًا في قلب الإنسان، ويوجهه من الداخل. الله يسكن في من يحبّه، ويحفظ كلامه ووصاياه، لأنّه حيث يوجد الحبّ، يوجد الله. هذا هو السرّ العظيم: الإنسان مدعوّ ليكون سكنى الله الحيّ، وصورة حضوره بحفظ كلام الربّ ووصاياه. والبيت المسيحيّ المبنيّ على المحبّة والوفاء هو كنيسة منزليّة، يتجلّى فيها حضور الله عبر المحبّة الزوجيّة، وتربية الأولاد وممارسة الفضائل اليوميّة".

وقال: "في عيد الأب، نحيّي من هو الركن الأساس في العائلة والمجتمع، الذي يعكس محبّة الله الآب في حياة أولاده. هو الذي يعمل بصمت، يضحّي بحبّ، يقود بحكمة، يربّي بأمانة. اليوم نكرّم الآباء الذين يجسّدون في بيوتهم وعائلاتهم وجه الآب السماويّ. في زمن كثرت فيه التحديات العائليّة، والضغوط الاجتماعيّة والاقتصاديّة والنفسيّة، يبقى الأب حجر الزاوية، الساهر على وحدة العائلة وتماسكها. كم نحتاج إلى آباء راسخين في الإيمان، أوفياء في المحبّة، حكماء في القيادة، يعلّمون أولادهم بالمثل قبل الكلام. إنّه صورة الآب السماوي في الحنان والحكمة والحضور الدائم! نكرّم اليوم الأزواج الذين عاشوا الأمانة لوعدهم وعهدهم فوق الستين سنة. ستّون سنة من الأمانة والتحديات والإنتصارات، من الغفران المتبادل، من عيش سرّ الشركة في عمقها. هؤلاء الأزواج يشهدون بأفعالهم على أنّ الحبّ الحقيقي يدوم، وأنّ الزواج المسيحيّ، إذا تأسّس على كلمة الله، يمكنه أن يصمد بوجه كلّ العواصف. يعلّموننا أنّ الحبّ لا يشيخ، وأنّ الأمانة ليست حلمًا، وأنّ العائلة قادرة على الصمود، إذا كانت متجذّرة في الله".

واردف: "على الصعيد الوطنيّ، رئيس الجمهوريّة في الوجدان اللبنانيّ، وفي ضمير الشعب، ليس مجرّد رئيس سياسيّ، بل هو أبو الوطن. وهو الذي يجسّد وحدة البلاد، ويحمل همّ الجميع، ويعبّر عن الأمل المشترك. وهو المسؤول الأوّل عن وحدة الكيان، وعن حماية الدستور، وعن السهر على خير الجميع. هو مرجعيّة وطنيّة جامعة، ومثالٌ يحتذى به في التجرّد، والعدالة، والتسامح، والحنوّ الأبويّ. إذا كانت العائلة نواة المجتمع، فإنّ السلطة السياسيّة والإداريّة، حين تكون صادقة وأمينة تحوّل الوطن إلى بيت كبير، يتّسع لجميع أبنائه، دون تمييز أو تهميش. نداؤنا إلى كلّ من يتحمّل المسؤوليّة، أن يعيش مهمّته بروح الأب: يصغي لمتطلّبات شعبه، يحمي أبناء وطنه، يسهر على مستقبلهم، يكون قدوة في السلوك والنصح. فالوطن لا يُبنى إلّا بأيدٍ أمينة، وقلوب تحبّ، ونفوس مستعدّة أن تخدم، لا أن تستفيد".

وختم الراعي: "فلنصلِّ، ملتمسين من الله أن يسكب نعمته: على كلّ أب ليكون مرآة أبوّته وحنانه، وعلى كلّ زوجين ليظلّا شهودًا للحبّ الأمين، وعلى كلّ عائلة لتبقى البيت الذي يسكنه ".

في ختام القداس، تم تكريم ٢٠ زوجا وزوجة مضى على زواجهم ٦٠ عاما، حيث سلمهم الراعي البركة الرسولية.

الأكثر قراءة

الارهاب يقرع أبواب مسيحيي سوريا المنطقة في المجهول بعد قرار ترامب الانخراط بالحرب ايران تتجه لاغلاق مضيق هرمز... وتداعيات كارثية مُرتقبة على دول العالم