اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يُعد نمو الجنين داخل رحم الأم أحد أبرز مؤشرات صحة الحمل وتطوره السليم. ومع ذلك، قد يواجه بعض الأجنّة ما يُعرف بـ"تأخر النمو داخل الرحم"، وهي حالة يحدث فيها أن يكون حجم الجنين ووزنه أقل مما هو متوقع بالنسبة لعمر الحمل. يُعرف ذلك أيضًا بنمو الجنين البطيء، وهي مشكلة تستدعي المتابعة الطبية الدقيقة لما تحمله من تداعيات قد تؤثر على صحة الجنين أثناء الحمل وبعد الولادة.

تتعدد العوامل التي يمكن أن تؤثر في نمو الجنين وتُبطئه، وتتوزع بين أسباب تتعلق بالأم، والمشيمة، والجنين نفسه. من أبرز الأسباب المتعلقة بالأم نجد ارتفاع ضغط الدم، وسوء التغذية، والتدخين، وتعاطي الكحول أو المخدرات، بالإضافة إلى الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري أو أمراض القلب أو الكلى. كما تُعد العدوى أثناء الحمل، كالحصبة الألمانية أو التوكسوبلازما، من العوامل المؤثرة في نمو الجنين.

أما على صعيد المشيمة، فقد يكون السبب ناتجًا من ضعف تدفق الدم أو خلل في وظيفة المشيمة، ما يؤدي إلى تقليل كمية الأوكسجين والمواد الغذائية التي تصل إلى الجنين. من جهة أخرى، قد ترتبط بعض الحالات بأسباب جينية أو تشوهات خلقية لدى الجنين تمنعه من النمو الطبيعي.

غالبًا ما يُكتشف تأخر نمو الجنين من خلال الفحوصات الدورية التي تُجريها الحامل، لا سيما عبر قياس حجم الرحم ومحيط البطن، أو ملاحظة قلة حركة الجنين. وعندما يُشك في وجود تأخر بالنمو، يتم اللجوء إلى الفحص بالموجات فوق الصوتية (السونار) لتقدير وزن الجنين وطوله ومقارنة ذلك بالمعدلات الطبيعية. كما تُستخدم تقنيات إضافية مثل تخطيط تدفق الدم في الحبل السري ومراقبة معدل نبضات قلب الجنين لتقييم وضعه الصحي بدقة أكبر.

تتراوح التداعيات بين خفيفة إلى خطيرة، تبعًا لدرجة التأخر وسرعة اكتشافه وتعامل الفريق الطبي معه. من بين المضاعفات المحتملة أن يولد الطفل بوزن منخفض جدًا (أقل من 2.5 كغ)، ما يجعله أكثر عرضة لصعوبات التنفس، وضعف المناعة، ونقص السكر في الدم، أو اضطرابات الحرارة. كما أن بعض الأطفال قد يُعانون من تأخر في النمو العقلي أو الجسدي بعد الولادة.

وعلى المدى البعيد، تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين عانوا من تأخر النمو داخل الرحم قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم في مرحلة البلوغ، مما يجعل هذه الحالة لا تؤثر فقط في صحة الطفل في بداياته، بل قد تترك أثرًا طويل الأمد.

عند تشخيص تأخر في نمو الجنين، يتم اتخاذ إجراءات طبية لمراقبة الحالة بشكل مكثف، وقد تشمل زيارات أسبوعية أو أكثر، وفحوصات متكررة، ومراقبة مستمرة لحالة الجنين والمشيمة. وفي بعض الحالات، قد يُوصى بإجراء الولادة المبكرة في حال تبين أن الجنين لم يعد يستفيد من بقائه في الرحم أو ظهرت مؤشرات على وجود خطر حقيقي على حياته.

يُطلب من الأم اتباع نمط حياة صحي يشمل الراحة الكافية، وتناول الأغذية الغنية بالبروتين والحديد، والابتعاد عن الممنوعات كالتدخين والكافيين، وذلك لتحسين فرص نمو الجنين قدر الإمكان. في المقابل، يُعد التواصل المنتظم مع الطبيب أمرًا أساسيًا لتحديد الوقت الأنسب للولادة وضمان سلامة الأم والجنين.

 

الأكثر قراءة

بشرى سارة من مصرف الاسكان : القرض بات ١٠٠ الف دولار لشراء السكن و١٠٠ الف للبناء و٥٠ الف للترميم حبيب للديار :هدفنا وقف نزف هجرة الشباب ولا وساطات بل منصة تقبل الطلبات