اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يُعد ضيق التنفس من الأعراض الشائعة التي قد يمر بها أي شخص في مرحلة ما من حياته، سواء نتيجة لمجهود بدني كبير أو توتر نفسي مؤقت. وفي كثير من الحالات، لا يكون الأمر مقلقًا ويزول بزوال السبب. إلا أن استمرار هذا العرض أو ظهوره بشكل مفاجئ دون مبرر واضح، قد يكون مؤشرًا على وجود مشكلة صحية خطيرة تستدعي التدخل الطبي الفوري.

يتفاوت ضيق التنفس بين حالات مؤقتة وأخرى مزمنة. فالحالة المؤقتة غالبًا ما تكون ناتجة عن أسباب غير خطيرة مثل النشاط البدني المكثف أو القلق أو حتى التغير في درجات الحرارة. أما ضيق التنفس المزمن أو المتكرر، فهو ما يستمر لأسابيع أو يظهر فجأة دون سابق إنذار، وغالبًا ما يرتبط بحالة صحية كامنة. من هنا، يصبح من الضروري عدم تجاهل هذا العرض خاصة إذا ترافق مع أعراض أخرى.

من المهم التمييز بين الحالات البسيطة والحالات التي يُعتبر فيها ضيق التنفس دلالة على أمراض خطيرة. فإذا كان الشخص يشعر بضيق مفاجئ في التنفس أثناء الراحة، أو إذا كان يجد صعوبة في التنفس حتى أثناء التحدث أو النوم، فإن ذلك قد يشير إلى حالة طارئة. كما أن ظهور أعراض مرافقة مثل ألم في الصدر، خفقان القلب، ازرقاق الشفاه أو الأصابع، الدوخة الشديدة، أو فقدان الوعي، كلها إشارات إلى ضرورة التوجه فورًا إلى الطبيب أو الطوارئ.

يرتبط ضيق التنفس بعدد من الأمراض التي تتفاوت في خطورتها، وتتوزع بين أسباب قلبية ورئوية ودموية ونفسية. فعلى الصعيد القلبي، قد يكون ضيق التنفس ناتجًا عن أمراض مثل فشل القلب أو الذبحة الصدرية، حيث تؤثر هذه الحالات على قدرة القلب على ضخ الدم بشكل فعال إلى باقي أنحاء الجسم، مما يؤدي إلى شعور بالاختناق أو صعوبة في التنفس، خاصة أثناء الجهد أو حتى أثناء الراحة. أما من الناحية الرئوية، فتشمل الأسباب أمراضًا مثل التهاب الرئة، والانْسِداد الرئوي المزمن، والربو، أو الجلطات الرئوية، وجميعها تعيق عملية تبادل الأوكسجين داخل الرئتين وتحد من كفاءة التنفس. بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر فقر الدم الحاد من الأسباب المهمة، إذ يؤدي انخفاض عدد كريات الدم الحمراء أو نسبة الهيموغلوبين إلى تقليل قدرة الدم على نقل الأوكسجين إلى أنسجة الجسم، ما ينعكس على شكل ضيق في التنفس، خصوصًا عند بذل أي مجهود بسيط. ولا يمكن إغفال الأسباب النفسية، مثل نوبات القلق أو الهلع، التي قد تُحدث تسارعًا في التنفس بشكل سطحي وغير فعّال، ما يولّد شعورًا بالاختناق أو العجز عن أخذ نفس عميق، رغم عدم وجود سبب عضوي واضح.

وفي هذا الصدد، ينصح بزيارة الطبيب في حال استمرار ضيق التنفس لأكثر من بضعة أيام، أو إذا كان يتفاقم مع الوقت، أو يظهر دون مجهود بدني. كما أن ضيق التنفس أثناء النوم أو الاستيقاظ المتكرر للشعور بالاختناق من العلامات التي لا ينبغي تجاهلها. ومن المهم إبلاغ الطبيب عن كل الأعراض المصاحبة، والتاريخ الطبي، والأدوية المستخدمة، لأن التشخيص الدقيق يعتمد على الصورة الكاملة للحالة.

هذا ويعتمد تشخيص ضيق التنفس على الفحص السريري والتحاليل والفحوصات التصويرية مثل الأشعة السينية للصدر أو تخطيط القلب أو اختبار وظائف الرئة. كما يمكن أن يُطلب إجراء تحاليل دم لتحديد وجود فقر دم أو التهابات. ويختلف العلاج حسب السبب، فقد يشمل أدوية موسعة للشعب الهوائية، أو مضادات حيوية، أو مدرات للبول في حالات فشل القلب، أو علاجات نفسية إذا كان السبب نفسياً.

إلى ذلك، إنّ ضيق التنفس ليس عرضًا يمكن تجاهله إذا تكرّر أو ترافق مع أعراض مقلقة. فبينما قد يكون في بعض الحالات نتيجة بسيطة لمجهود بدني أو قلق عابر، إلا أنه قد يكون في حالات أخرى إنذارًا مبكرًا لحالة طبية خطيرة. لذلك، تبقى الوقاية والتشخيص المبكر والعناية الطبية المستمرة هي المفتاح للحفاظ على صحة الجهاز التنفسي وسلامة القلب وسائر أعضاء الجسم.

 

الأكثر قراءة

ساعة اهتزت عظام نتنياهو