اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يُعد البوتاسيوم من المعادن الأساسية التي تلعب دورًا حيويًا في وظائف الجسم المختلفة، ومع ذلك لا يحظى بالاهتمام الكافي مقارنة ببعض العناصر الأخرى مثل الكالسيوم أو الحديد. يتميز البوتاسيوم بكونه عنصرًا كهرليًا (إلكتروليت) يُساعد على تنظيم توازن السوائل داخل الخلايا وخارجها، ويُعتبر ضروريًا للحفاظ على صحة القلب، والأعصاب، والعضلات. ونظرًا لدوره الحيوي، فإن نقصه أو زيادته قد يؤديان إلى مضاعفات صحية خطيرة.

من أبرز فوائد البوتاسيوم أنه يُساهم بشكل فعّال في تنظيم ضغط الدم، وذلك من خلال معادلة تأثير الصوديوم في الجسم. فعند استهلاك كميات كافية من البوتاسيوم، يُسهم ذلك في تقليل احتباس الصوديوم والماء، مما يؤدي إلى خفض ضغط الدم المرتفع، وهو أحد العوامل الرئيسية المسببة لأمراض القلب والسكتات الدماغية. وقد أظهرت العديد من الدراسات أن الأشخاص الذين يستهلكون كميات أكبر من البوتاسيوم يكونون أقل عرضة لأمراض القلب والأوعية الدموية.

يلعب البوتاسيوم دورًا محوريًا في الحفاظ على وظيفة العضلات الطبيعية، بما في ذلك عضلة القلب. فهو يساعد على نقل الإشارات العصبية بين الخلايا العصبية والعضلية، مما يضمن حركة عضلية سليمة واستجابة عصبية فعّالة. وعند حدوث نقص في هذا العنصر، قد تظهر أعراض مثل التشنجات العضلية، ضعف العضلات، أو حتى اضطرابات في نظم القلب.

إضافة إلى ما سبق، يساهم البوتاسيوم في الحفاظ على توازن السوائل داخل الجسم، مما يدعم الأداء السليم للكلى ويُعزز من عملية التخلص من الفضلات عن طريق البول. كما أن له دورًا في عمليات التمثيل الغذائي، حيث يساعد الخلايا على استخدام الكربوهيدرات بشكل فعّال لإنتاج الطاقة.

في الظروف الطبيعية، يحتاج معظم البالغين إلى حوالى 2500 إلى 3000 ملغ من البوتاسيوم يوميًا، ويمكن الحصول عليه بسهولة من خلال نظام غذائي متوازن. إلا أن هناك فئات تحتاج إلى اهتمام خاص بمستوى البوتاسيوم في أجسامها.

الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم هم من أكثر الفئات استفادة من زيادة تناول البوتاسيوم، وذلك لأنه يساعد في تنظيم الضغط وتحسين صحة القلب.

كما يُنصح الرياضيون أو الأشخاص الذين يمارسون نشاطًا بدنيًا مكثفًا بالحفاظ على مستويات جيدة من البوتاسيوم، لتعويض ما يفقدونه من هذا العنصر عن طريق العرق.

من جهة أخرى، فإن مرضى الكلى يجب أن يتناولوا البوتاسيوم بحذر شديد وتحت إشراف طبي، لأن الكلى تتحكم في توازن هذا العنصر، وأي خلل في وظيفتها قد يؤدي إلى تراكم البوتاسيوم في الجسم، مما يُشكل خطرًا على الحياة.

يتوافر البوتاسيوم بكثرة في العديد من الأطعمة الطبيعية، من بينها الموز، البطاطا، السبانخ، الأفوكادو، البقوليات، الزبادي، والمكسرات. ويُفضل الحصول عليه من مصادر طبيعية بدلاً من المكملات، ما لم تكن هناك توصية طبية خاصة، لتجنب حدوث اختلال في توازن المعادن بالجسم.

إنّ البوتاسيوم ليس مجرد معدن عادي، بل عنصر أساسي في دعم وظائف الجسم الحيوية، من القلب إلى العضلات إلى التوازن الداخلي. وإدراك دوره وأهميته يُساعدنا في تبني نمط حياة صحي يقي من كثير من الأمراض. ومع ذلك، تبقى الموازنة ضرورية، فلا الإفراط مفيد، ولا الإهمال آمن. لذا، يُنصح دائمًا بالاعتدال والمتابعة الطبية خاصة لدى الفئات الأكثر عرضة لاضطرابات البوتاسيوم.

 

الأكثر قراءة

دمشق تحت النار ومجازر في السويداء: لا رابح من لعبة الخراب التركية «الإسرائيلية»! كيف انكسرت حسابات الشرع على أبواب السويداء؟ «تل ابيب» تريد الجنوب السوري «منطقة عازلة» وحاكم خليجي: لقد خدعنا الأميركيون