على مدار 48 مباراة في الدور الأول من كأس العالم للأندية التي تقام لأول مرة بمشاركة 32 فريقا، صرخ مدربو ونجوم البطولة من أزمات مختلفة بشأن البطولة التي تقام في الولايات المتحدة الأميركية وتستمر حتى 14 تموز المقبل.
وبخلاف خطر تهديد الرياح والعواصف الرعدية التي تسببت في إيقاف وتأجيل خمس مباريات من الدور الأول، فإن مدربو ونجوم الأندية خاصة الأوروبية سلطوا الضوء على مشاكل عديدة منها ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، وكذلك إبداء عدم رضا بشأن أرضية الملاعب.
وقال الكرواتي نيكو كوفاتش المدير الفني لبوروسيا دورتموند، إن فريقه فاز على صن داونز الجنوب أفريقي 4-3 ضمن منافسات المجموعة السادسة في أجواء أشبه بـ "الساونا" خلال مباراة أقيمت في سينسيناتي بولاية أوهايو.
وخلال هذه المباراة، تابع لاعبو دورتموند البدلاء اللقاء من داخل غرفة خلع الملابس هربا من الأجواء الحارة تحت سقف دكة البدلاء في الملعب.
ورغم الشكوى، فإن دورتموند تصدر مجموعته، وتأهل لدور الـ16 في مونديال الأندية، حيث سيواجه مونتيري المكسيكي، بقيادة مدافعه الإسباني المخضرم سيرجيو راموس، الذي جاء وصيفا في المجموعة الخامسة خلف إنتر ميلان.
وعقب الفوز على سياتل ساوندرز الأميركي، خرج لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان، ليشكو من سوء أرضية الملعب مشيرا إلى أنها جافة وتجعل الكرة تتحرك بسرعة مما يصعب مهمة اللاعبين في التحكم بها، وكأنهم يركضون خلف "أرانب".
واتفق أشرف حكيمي الفائز بجائزة رجل هذه المباراة مع مدربه الإسباني، قائلا "أصعب ما في مشوارنا بالدور الأول هو الحرارة العالية وأرضية الملاعب الجافة".
وتأهل بي إس جي في صدارة المجموعة الثانية ليلاقي نجمه السابق ليونيل ميسي قائد فريق إنتر ميامي الأميركي الذي حل وصيفا في المجموعة الأولى متخلفا بفارق الأهداف عن بالميراس البرازيلي.
بايرن ميونيخ
أما بايرن ميونيخ فقد فرط في صدارة المجموعة الثالثة بعد الخسارة بهدف أمام بنفيكا البرتغالي، ليتجه العملاق البافاري لمواجهة فلامنغو البرازيلي، بينما يصطدم بنفيكا بالعملاق الإنكليزي تشيلسي ضمن منافسات دور الـ16.
من جهته، قال كومباني عقب الخسارة أمام بنفيكا: "لم نقدم أداء جيدا، وتأثر الفريق بالحر الشديد والرطوبة، لقد خسرنا بالفعل، ولكن لا يهم، بل يبقى الأهم أننا لن نلعب في (شارلوت) مجددا".
ألونسو
وانضم تشابي ألونسو المدير الفني الجديد لريال مدريد، للشكوى من الحرارة، حيث علق عقب الفوز على باتشوكا المكسيكي 3-1 في الجولة الثانية بالمجموعة الثامنة: "لا أحتاج أن أكون مهندسا بحريا، ليقتنع الجميع بكلامي بأن المباراة ستكون أفضل كلما انخفضت درجات الحرارة".
غوارديولا
ولم يكتف بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي، بالشكوى من الحرارة العالية بل تطرق لتوقيت البطولة أيضا والضغط من جدول المباريات، قائلا: "مونديال الأندية بطولة مثيرة ورائعة، ولكن توقيتها سيء، ويبدو أننا لن نرتاح إلا عندما نموت".
وتزامنت كل هذه الصرخات مع المحاولات المستميتة من جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" للترويج وتلميع البطولة الوليدة، سعيا لاستمرار هذا المشروع، وإقامتها كل أربع سنوات مع ترشيح دول أخرى لاستضافتها مثل البرازيل والمغرب والسعودية، وفقا لتقارير صحفية مختلفة.
لكن في الوقت نفسه، فإن إنفانتينو والمسؤولين في الولايات المتحدة الأميركية أصبحوا في موقف محرج قبل عام كامل من إقامة بطولة أكبر، وهي كأس العالم الموسعة بمشاركة 48 منتخبا لأول مرة، وتستضيفها الولايات المتحدة مع كندا وأستراليا.
وقد تميزت مشاهد الجولة الأولى من كأس العالم للأندية، بهيمنة أوروبية مع توهج برازيلي ملحوظ، فيما وضع الطقس (ارتفاع درجة الحرارة والعواصف الرعدية) اللاعبين والمنظمين تحت الاختبار في ملاعب نادرًا ما كانت ممتلئة.
قدمت الأندية البرازيلية، عروضا ممتعة خلال أول أسبوعين من البطولة على أرض الملعب وخارجها، مع تأهل 4 فرق إلى ثمن النهائي (فلامنغو، بالميراس، بوتافوغو، فلوميننسي).
وتمتعت أندية البرازيل، باكتساح كبير، عكس غريمتها التقليدية جارتها الأرجنتين، التي اضطر ممثلاها الشهيران من بوينوس آيرس، ريفر بليت وبوكا جونيورز إلى العودة برؤوس منحنية.
وفضلا عن مؤهلاتهم الفنية العالية، بدا البرازيليون، مدفوعين بشكل خاص بفكرة الاحتكاك بنخبة كرة القدم الأوروبية، ورأوا في هذه المسابقة، طريقة لإعادة إنتاج المعارك الملحمية لكأس الإنتركونتيننتال التي كانت تضع بطل أوروبا ضد الفائز بكأس ليبرتادوريس كل عام حتى 2004.
وعكست احتفالات لاعبي بوتافوغو وفلامنغو، بعد الفوز على باريس سان جيرمان، المتوج مؤخرا بلقب دوري أبطال أوروبا، وتشيلسي بطل دوري المؤتمر، الروح المعنوية العالية لأندية البرازيل.
ولكن أوروبا ليس لديها ما تخجل منه، وهي تفرض سطوتها وسيطرتها المالية منطقيا، على الرغم من علامات التعب بعد موسم طويل، حيث لم يتم إقصاء سوى 3 فرق من أصل 12 وهي أتلتيكو مدريد الإسباني، بورتو البرتغالي وسالزبورج النمساوي.
بينما اختفت أفريقيا وأوقيانوسيا من المشهد بخروج ممثليها الأهلي المصري والوداد المغربي والترجي التونسي وصن داونز الجنوب أفريقي وأوكلاند سيتي النيوزيلندي.
كما تميزت أميركا الجنوبية، بحماس جماهيرها التي حضرت بأعداد كبيرة، واعتمدت أيضا على الجالية الموجودة على الأراضي الأمريكية لإشعال المدرجات، في حين كان المشجعون من القارة العجوز، أكثر تحفظا بشكل عام.
حضور جماهيري متباين
بعيدا عن الفشل الجماهيري الذي كان يُخشى منه، قدمت النسخة الأولى من كأس العالم للأندية التي يشارك فيها 32 فريقا، صورة متباينة حتى الآن من حيث الحضور الجماهيري.
وأعلن الفيفا في 17 حزيران الجاري، أنه باع ما يقرب من 1.5 مليون تذكرة، مشيرا إلى أنه وضع عروضا ترويجية لجذب المزيد من المتفرجين وتجنب الانطباع بالفراغ الذي لوحظ في بعض الملاعب.
فبينما بيعت تذاكر العديد من المباريات تقريبا، مثل المباراة الافتتاحية بين إنتر ميامي والأهلي (60927 متفرجا في ميامي)، وكذلك مباريات ريال مدريد أو مباراة باريس وأتلتيكو مدريد (80619 متفرجا في باسادينا)، فإن 3400 مشجع شجاع فقط، على سبيل المثال، توجهوا إلى أورلاندو لحضور لقاء أولسان الكوري الجنوبي وصن داونز.
وفي ظل هذه الظروف، فإن اختيار الاتحاد الدولي للملاعب الضخمة، تلك التي ستستضيف نهائيات كأس العالم 2026 بالمشاركة مع المكسيك وكندا، والتي يتسع معظمها لما بين 60 ألفاً و80 ألف مقعد، يثير العديد من التساؤلات.
موجة حر وعواصف رعدية
تعطي الظروف الجوية القاسية التي يشهدها الصيف في الولايات المتحدة الأميركية، لمحة عما ينتظر اللاعبين بعد عام من الآن في كأس العالم.
وتواجه الأندية، درجات حرارة شديدة الارتفاع في العديد من المدن المضيفة، والتي غالبا ما تتجاوز 35 درجة مئوية مع رطوبة عالية، خصوصا وأن نسبة كبيرة من المباريات تقام في منتصف النهار أو بعد الظهر تلبية لرغبة المشاهدين الأوروبيين.
وحدد الاتحاد الدولي، فترات استراحة لتناول المرطبات في الدقيقتين 30 و75 من جميع المباريات.
ودافعت الهيئة العالمية التي سألتها وكالة فرانس برس، عن نفسها بالإشارة إلى أن صحة اللاعبين تظل "أولوية"، مؤكدة أن الفرق يمكنها "إجراء تبديل إضافي" في حالة الوقت الإضافي، وهو ما يزيد على الخمسة المسموح بها عادة، وأن لديها "3 أيام راحة على الأقل بين المباريات لتسهيل التعافي".
وهناك خصوصية محلية أخرى، وهي توقف المباريات لتفادي العواصف الرعدية العنيفة، بموجب تشريع صارم في هذا الشأن، والذي يتطلب توقيف الأحداث الرياضية المقامة في الهواء الطلق لمدة 30 دقيقة على الأقل عند اكتشاف الرعد في دائرة نصف قطرها 8 أميال (حوالي 13 كيلو مترًا).
وقد أوقفت 5 مباريات حتى الآن، بسبب تطبيق هذا البروتوكول.
يتم قراءة الآن
-
حزام ناري «اسرائيلي» يطوّق الجنوبيين ونقاشات ساخنة في الحكومة اجراءات امنية بعد معلومات عن استهداف داعشي لخيم عاشورائية عودة «الحجوزات» وموسم الاصطياف ينتعش
-
ماذا يفعل التطبيع بالعرب؟!
-
إيران في العصر الأميركي
-
موقف لبنان من خارطة الخطوة مقابل الخطوة: فلتبدأ «اسرائيل» أولاً تأكيد رئاسي على رفض التهويل وجلسة بحث السلاح غير مطروحة محاولة قواتية لطرح اقتراع المغتربين في الخارج تهدد بـ«كهربة» جلسة الغد
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
11:25
إذاعة الجيش الإسرائيلي: تسجيل زيادة بـ30% في حوادث اعتداءات ارتكبها إسرائيليون ضد فلسطينيين بالضفة منذ مطلع العام.
-
11:19
بزشكيان: أثبت الشعب من خلال الوحدة والتلاحم اللذين أظهرهما خلال الأيام الـ 12 الماضية أنه يقف بثبات إلى جانب وطنه
-
11:18
أوروبا تدخل حالة تأهب قصوى هذا الأسبوع مع تصاعد درجات الحرارة إلى مستويات قياسية وتحذيرات من موجة حر شديدة قد تصل إلى 47 درجة
-
11:18
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان: أولويتنا اليوم هي الحفاظ على وحدة البلاد
-
11:09
تحليق طيران مسيّر اسرائيلي على علو متوسط فوق منطقة الزهراني
-
11:09
الجيش اللبناني: ستقوم وحداتنا بعد قليل، بتفجير ذخائر غير منفجرة من مخلفات العدوان الإسرائيلي في بلدة ديرقانون النهر
