تتركز المشاورات المكثفة والمفتوحة بين اركان الحكم على تحضير الجواب او الورقة اللبنانية ردًّا على ما طرحه الموفد الاميركي توم باراك من افكار ونقاط واسئلة خلال زيارته الاولى وتمهيدا لزيارته الثانية المرتقبة الى لبنان التي لم يحدد موعدها رسميا لكنها متوقعه في نهاية الاسبوع الاول من تموز، استنادا الى وعده بالعودة للبنان بعد ثلاثة اسابيع.
وحدة الموقف اللبناني في مواجهة الضغوط
وقال مصدر بارز لـ«الديار» امس، ان هذه المشاورات تجري في جو ايجابي وجيد في اطار تمتين وتوحيد الموقف الرسمي للبنان، رغم الضغوط التي يتعرض لها، لا سيما جراء توسيع العدو اعتداءاته التي تصاعدت مجددا.
واوضح المصدر «ان هناك توافقا بين رؤساء الجمهورية والمجلس والحكومة على تحصين الموقف اللبناني وعدم الخضوع لهذه الضغوط او للتهويل الذي يجري باساليب مختلفة».
واوضح «ان باراك لم يطرح اي مهلة زمنية في سؤاله عن الاولويات وعرضه لما يشبه خارطة طريق اميركية للتوصل الى الاستقرار في الجنوب»، مشيرا الى ان الجانب اللبناني يدرس كل النقاط التي طرحها.
لقاء بري وسلام: اجواء جيدة
وفي هذا المجال زار امس رئيس الحكومة نواف سلام والتقى الرئيس نبيه بري لحوالى الساعة.
واكتفى المكتب الاعلامي للرئيس بري بتوزيع معلومات مقتضبة اشار فيها الى ان اللقاء «تناول الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية في ضوء مواصلة «اسرائيل» خرقها لاتفاق وقف اطلاق النار واعتداءاتها على لبنان… ووضع الرئيس سلام الرئيس بري في اجواء زيارته لقطر».
وقالت مصادر مطلعة لـ«الديار» ان اجواء اللقاء كانت جيدة، مشيرة الى انه من الطبيعي ان تحصل مثل هذه اللقاءات في ظل التطورات التي نشهدها، عدا انه يأتي عشية جلسة مجلس النواب التشريعية المقررة غدا.
ولم تدخل المصادر في تفاصيل ما جرى بحثه بشأن الموقف اللبناني تمهيدا للزيارة الثانية للموفد الأميركي، لكنها قالت ان حسم كل نقاط الجواب اللبناني على ما طرحه باراك لا يتم في لقاء واحد وللبحث صلة، وهناك امور يجري بحثها ودرسها بعناية خلال المشاورات الجارية بين الرؤساء الجارية، واخرى تحتاج الى البحث مع حزب الله الذي يجري بين الرئيس بري وقيادة الحزب.
وكان جرى ايضا التشاور بين رئيسي الجمهورية والحكومة في الموقف اللبناني من كل جوانبه.
جلسة بحث السلاح غير مطروحة
وعلمت «الديار» من مصادر مطلعة ان موضوع عقد جلسة خاصة لمجلس الوزراء لطرح موضوع سلاح حزب الله غير مطروح في الوقت الحاضر على غير ما تروج له بعض الاوساط، وان الالية المعتمدة ستستمر، لا سيما ان الرئيس جوزاف عون يتولى شخصيا تبني الحوار مع الحزب حول هذا الموضوع ويتعامل معه بمسؤولية وعناية، آخذا بعين الاعتبار كل الامور المرتبطة بنجاح هذه المهمة ومصلحة لبنان.
ماذا جرى مع باراك وما هو اطار موقف لبنان؟
ما هي الاجواء الحقيقية التي تحيط بمناخ مهمة الموفد الاميركي وتعامل لبنان معها؟
يقول مصدر مطلع مقرب من مرجع كبير لـ«الديار» ان اللقاءات والمشاورات الجارية تتركز على اعداد الورقة اللبنانية التي ستتضمن الاجوبة على الافكار والنقاط والاسئلة التي طرحها الموفد الاميركي.
ويؤكد بشكل قاطع وواثق انه خلال زيارته الاولى طرح باراك بعد عرض افكاره واسئلته عن الاولويات ما يشبه اطار خارطة طريق تعتمد على «الخطوة مقابل الخطوة» للوصول الى الاستقرار على حد وصفه.
وكشف عن «ان هناك نقاطا لا يوجد حولها اشكال وجرى حسمها في الجواب اللبناني، وهناك اسئلة طرحها الموفد الاميركي تتعلق بسلاح حزب الله تحتاج الى البحث والدرس في اطار تحديد الاولويات في خارطة طريق الخطوة مقابل الخطوة».
واشار المصدر الى ان الجانب اللبناني لا يعارض اطار خارطة طريق الخطوة مقابل الخطوة، لكنه يركز على ان تكون الخطوة الاولى من «اسرائيل» كونها هي التي تحتل اراضي لبنانية وتواصل اعتداءاتها وخرقها لاتفاق وقف النار.
واستنادا الى اجواء زيارة باراك الاولى، اوضح المصدر المقرب من المرجع الكبير لـ«الديار» «انه يختلف تماما عن الموفدة الاميركية السابقة اورتاغوس التي كانت تعتمد اسلوبا فجًّا وتتحدث بلهجة الطلب والامر»، بينما حرص السفير باراك على سؤال الرؤساء الثلاثة عن الاولويات بكل مرونة ولباقة، وتلقى جوابا لبنانيا موحدا يتمحور حول ضرورة وقف الاعتداءات والخروقات الاسرائيلية والانسحاب من النقاط اللبنانية المحتلة.
الخطوة الاولى من العدو المعتدي والمحتل
وشدد المصدر على «ان من حق لبنان ان تكون الخطوة الاولى من «اسرائيل»، لانها هي المعتدية والمحتلة وان لبنان هو المعتدى عليه والمحتلة ارضه».
واضاف ان باراك وعد من جانبه ان يقوم بالدور المساعد للدخول في ترجمة خارطة الطريق على اساس الخطوة مقابل الخطوة، لكنه ألمح الى تشجيع لبنان على القيام بخطوة اولى.
وقال المصدر ان لبنان مقتنع بوجوب ان تكون الخطوة الاولى من «اسرائيل»، وان المسؤولين اللبنانيين ابلغوا الجانبين الاميركي والفرنسي باخر المعلومات حول ما قام به الجيش اللبناني من دور كبير في اطار تنفيذ بنود وقف النار والقرار 1701، وانه قدم ما يزيد على 16 شهيدا في اطار مهمته، عدا عددٍ كبير من المصابين.
وردا على سؤال، قال المصدر ان موقف لبنان المطالب بالخطوة الاولى من « اسرائيل» يستند الى حقائق ملموسة ومهمة، ويتعلق ايضا بالسؤال الكبير عما هي الضمانات لقيام العدو بخطوة مقابلة اذا ما قام لبنان بالخطوة الاولى، لا سيما انه اثبت انه لا يفي او يلتزم بأي تعهد او اتفاق ولا يتجاوب مع اي ضمانات.
موعد زيارة باراك؟
وعلمت «الديار» من مصادر مسؤولة، انه حتى مساء امس لم يحدد موعد زيارة الموفد الاميركي المرتقبة. واضافت ان باراك كان وعد بالعودة الى بيروت بعد ثلاثة اسابيع، وانه استنادا الى هذا الوعد يرجح ان يأتي في 7 او 8 تموز المقبل.
وحرصت المصادر على الاشارة الى ان هذا الوعد حصل في زيارته الاولى التي سبقت الحرب بين ايران و «اسرائيل» والهجوم الاميركي على المنشآت النووية الايرانية، وليس معلوما ما اذا كان هذا التطور سيؤثر في موعد زيارته المرتقبة، كما انه من الصعب معرفة انعكاس ما حصل على مسار الوضع ومهمة باراك سلبا او ايجابا.
واشارت في الوقت نفسه الى ان تصريح الرئيس الاميركي ترامب الاخير يحمل اكثر من تفسير بقوله ان الولايات المتحدة الاميركية «تحاول تقوية لبنان وتريد اعادة الامور الى نصابها في لبنان».
وردًا على سؤال اخر يتعلق بالاجواء التي تسبق الزيارة الثانية للموفد الاميركي، قالت المصادر «ان المسؤولين اللبنانيين يتصرفون بمسؤولية عالية خارج اطار التأثر بالضغوط والتهويل، وان الموقف اللبناني هو موضع ثقة من الجهات الخارجية المعنية ومن الجانب الاميركي، وهذا انعكس ايضا في اجواء الاجتماع الاخير للجنة وقف النار يوم الاربعاء الماضي، حيث بدا الجانب الاميركي مرنًا في التعاطي مع طرح الجانب اللبناني لمسألة الانسحاب ووقف الاعتداءات الاسرائيلية».
واضافت «ان هذه الثقة بأداء لبنان وموقفه، يجب ان يقرن بالضغط على العدو للالتزام بوقف النار ووقف اعتداءاته».
اعتداءات «اسرائيلية»
وامس واصل العدو اعتداءاته، واستهدفت مسيرة اسرائيلية سيارة مدنية في كونين ادت الى استشهاد احد المواطنين.
كما استهدفت مسيرة اخرى سيارة في دير قانون النهر.
واستهدفت مسيرة ثالثة سيارة في محرونة، ما ادى الى استشهاد مواطنين وجرح ثالث.
وجاءت هذه الاعتداءات بعد يوم من الغارات العنيفة التي شنها العدو على مناطق قريبة من النبطية، واستهدافه ايضا منزلا في المدينة واستشهاد امرأة وجرح 20 مواطنا.
اجواء مكهربة في جلسة المجلس غدا؟
على صعيد آخر، تتجه الانظار غدا الى ساحة النجمة، حيث يعقد مجلس النواب جلسة تشريعية عامة لمناقشة 13 مشروع واقتراح قانون مدرجة على جدول الاعمال.
وقالت مصادر نيابية مطلعة لـ «الديار» امس، ان اجواء الجلسة معرضة لان تكون حامية ومكهربة، بعد ان تسربت معلومات خلال الساعات الماضية عن اصرار نواب القوات اللبنانية على اثارة وطرح اقتراح قانون معجل مكرر من خارج جدول الاعمال يرمي الى تعديل قانون الانتخابات النيابية الحالي.
واضافت ان القوات اللبنانية تريد من هذه الخطوة محاولة استعجال اقرار هذا التعديل الذي تسعى من خلاله، بالتنسيق والتعاون مع بعض الكتل والنواب، الى تكريس وتجديد الاستثناء الذي اعتمد في انتخابات العام 2022، الذي يقضي بالسماح للمغتربين اللبنانيين بالاقتراع في بلدان الانتشار، وبالتالي الغاء المادة في القانون الحالي التي تنص على تخصيص 6 مقاعد اضافية للمغتربين، وانتخاب النواب الستة المضافين من قبل المغتربين.
وقالت المصادر انه في حال اصر نواب القوات اللبنانية او حلفاء لهم على طرح هذا الاقتراح من خارج جدول الاعمال، يتوقع ان تتكهرب اجواء الجلسة ويحصل نقاش وجدال ساخن، لا سيما ان مكتب المجلس حدد جدول اعمال الجلسة، ولم يدرج اقتراح القانون المعجل المكرر المذكور او اي اقتراح قانون معجل مكرر اخر.
ويسعى نواب القوات وبعض الحلفاء من خلال هذه المحاولة، الى قطع الطريق على استكمال مناقشة 5 اقتراحات قوانين في اللجان النيابية المشتركة.
وتوقعت امصادر نيابية ان يحسم الرئيس بري النقاش والتأكيد على ضم اقتراح القانون المقدم من القوات اللبنانية الى باقي الاقتراحات لمتابعة مناقشتها في اللجان النيابية المشتركة.
مصدر لـ«الديار»: تسجيل موقف ولا تعطيل للجلسة
وقال مصدر نيابي مستقل لـ«الديار»، ان محاولة نواب القوات اللبنانية لن تتجاوز مسألة تسجيل الموقف في اطار استحضار الاقتراح المذكور في جلسة الغد.
واوضح ان الامور لن تذهب الى حد محاولة تطيير نصاب الجلسة، اولا لان تكتل القوات لا يريد تحمل مسؤولية مثل هذه الخطوة، وثانيا لان كتلا تتوافق في المبدأ مع القوات على مضمون اقتراحها لا تحبذ تعطيل الجلسة او زيادة توتير اجوائها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر كتلة اللقاء الديموقراطي.
زيادة للعسكريين واسئلة حول مصير باقي القطاع العام
وفي شأن مشاريع واقتراحات القوانين المدرجة على جدول الاعمال، يبرز مشروع قانون فتح اعتماد مالي اضافي بقيمة 15،965،076،000،000 ليرة لاعطاء منحة مالية شهرية للعسكريين (14 مليونًا) وللمتقاعدين العسكريين (12 مليونًا) ابتداء من اول تموز المقبل.
وينتظر ان يقر المجلس هذا القانون، لكن يتوقع ايضا ان يثير عدد من النواب مسألة رواتب الموظفين في القطاع العام والغبن اللاحق بالمتقاعدين المدنيين وضرورة معاملتهم اسوة بالمتقاعدين العسكرييين.
وقال مصدر مطلع لـ«الديار» امس، ان لجنة في الوزارة تجري دراسة هذا الموضوع، وان هناك تركيزًا حول تأمين التمويل خارج اطار الرسوم والضرائب.
كم يتوقع ان يقر المجلس في جلسته غدا قرضين من البنك الدولي، الاول بقيمة 250 مليون دولار لمشروع الطاقة المتجددة وتعزيز نظام الطاقة، والثاني بقيمة 200 مليون دولار للزراعة.
كما سيقر مشروع قانون تخفيض بعض الرسوم الواردة في موازنة العام 2025 التي اقرتها الحكومة بمرسوم. والتخفيض سيشمل الرسوم على المشروبات الكحولية المصنعة في لبنان وعلى المحلات التي تبيع هذه المشروبات، وكذلك على الفنادق والمطاعم والملاهي والمقاهي والبارات، وعلى محلات ومراكز بيع التبغ والتنباك.
ويتضمن جدول اعمال الجلسة عددا اخر من القوانين، ومنها فتح اعتماد مالي اضافي لاعطاء مساهمة في صندوق التعاضد للقضاة، وآخر لاعطاء مساهمة مالية لصندوق تعاضد افراد الهيئة التعليمية. ويتضمن الجدول ايضا اقتراح قانون منح المتضررين من الحرب الاسرائيلية على لبنان بعض الاعفاءات من الضرائب والرسوم. كما يتضمن اقتراح قانون لتعديل قانون الايجارات غير السكنية، وتنظيم مهنة الصيدلة.
يتم قراءة الآن
-
إيران في العصر الأميركي
-
حزام ناري «اسرائيلي» يطوّق الجنوبيين ونقاشات ساخنة في الحكومة اجراءات امنية بعد معلومات عن استهداف داعشي لخيم عاشورائية عودة «الحجوزات» وموسم الاصطياف ينتعش
-
ماذا يفعل التطبيع بالعرب؟!
-
موقف لبنان من خارطة الخطوة مقابل الخطوة: فلتبدأ «اسرائيل» أولاً تأكيد رئاسي على رفض التهويل وجلسة بحث السلاح غير مطروحة محاولة قواتية لطرح اقتراع المغتربين في الخارج تهدد بـ«كهربة» جلسة الغد
الأكثر قراءة
-
موقف لبنان من خارطة الخطوة مقابل الخطوة: فلتبدأ «اسرائيل» أولاً تأكيد رئاسي على رفض التهويل وجلسة بحث السلاح غير مطروحة محاولة قواتية لطرح اقتراع المغتربين في الخارج تهدد بـ«كهربة» جلسة الغد
-
الفرزلي لـ "الديار": خطة تستهدف تقسيم سورية ولبنان
-
باراك قد يؤجّل زيارته... وسلام للقوات: لمقاربة سياسية لا كلامية
عاجل 24/7
-
22:44
"يسرائيل هيوم": وزراء أعربوا خلال الاجتماع الأمني عن تفاؤلهم بإمكانية التوصل إلى صفقة جزئية لاستعادة الرهائن رغم غياب مؤشرات على تقدم، والنقاشات بشأن الحرب في غزة ستستأنف الاثنين.
-
22:33
وسائل إعلام "إسرائيلية": انتهاء اجتماع المجلس الوزاري المصغر دون قرار بشأن الحرب في غزة.
-
22:33
يسرائيل هيوم: تم إبلاغ الوزراء خلال الاجتماع الأمني بعدم إحراز تقدم نحو اتفاق لإعادة الأسرى.
-
22:26
غارة من مسيّرة "إسرائيلية" تستهدف بلدة راميا في جنوب لبنان.
-
22:17
انفجار واشنطن: تم اخماد النيران في الشاحنة وتبين انه لم يكن فيها طرود متفجرة او عبوات ناسفة، وقد حصل الانفجار جراء احتراق المحرك.
-
22:12
المعلومات الأولية أفادت بأن الانفجار في واشنطن تبين أنه ناجم عن حريق في شاحنة تابعة لشركة أمازون وقد انفجرت بسبب عطل فني.
