اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يعتبر الالتهاب الرئوي من أكثر الأمراض التنفسية شيوعًا وخطورة بين الأطفال، لا سيّما في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط. وتُشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن الالتهاب الرئوي لا يزال سببًا رئيسيًا لوفيات الأطفال دون سن الخامسة في العالم، رغم التقدّم في أساليب الوقاية والعلاج. ويتطلب هذا المرض رعاية صحية فورية، إذ يمكن أن تتطور حالته بسرعة، مما يُهدّد حياة الطفل إذا لم يتم التعامل معه بالشكل المناسب.

الالتهاب الرئوي هو عدوى تصيب الرئتين، وتؤدي إلى التهاب الحويصلات الهوائية وامتلائها بالسوائل أو القيح، مما يعيق عملية التنفس ويقلل من كفاءة تبادل الأكسجين في الجسم. وقد يكون سببه فيروسات أو بكتيريا أو فطريات، وتختلف خطورة الحالة بحسب نوع العامل المسبب، وعمر الطفل، وحالته الصحية العامة.

هناك عوامل متعددة تُساهم في زيادة انتشار الالتهاب الرئوي بين الأطفال، أبرزها ضعف المناعة الناتج عن سوء التغذية، أو الإصابة بأمراض مزمنة مثل نقص المناعة أو أمراض القلب والرئة. كما تُعد الولادة المبكرة عاملاً يزيد من احتمالية الإصابة، بسبب عدم اكتمال تطوّر الجهاز التنفسي لدى الطفل.

إلى جانب ذلك، يلعب العامل البيئي دورًا مهمًا، إذ إن الأطفال الذين يعيشون في بيئات ملوّثة بالهواء أو داخل منازل تعتمد على الوقود التقليدي للطهي والتدفئة (مثل الفحم أو الحطب)، يكونون أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الرئة. ولا يمكن إغفال أهمية العامل الاجتماعي، مثل الفقر، وسوء الرعاية الصحية، وعدم توفر اللقاحات، وهي جميعها أسباب تساهم في انتشار هذا المرض.

هذا وتتراوح أعراض الالتهاب الرئوي بين الطفيفة والشديدة، وقد تبدأ بعلامات تشبه نزلات البرد، ثم تتطور تدريجيًا. من أبرز الأعراض التي يجب الانتباه لها: ارتفاع درجة الحرارة، وسعال مستمر، وتسارع في التنفس أو صعوبة في التنفس، حيث يبدو الطفل وكأنه يلهث أو يُعاني من ضيق واضح.

كما قد يظهر على الطفل ازرقاق في الشفاه أو أطراف الأصابع نتيجة نقص الأوكسجين، وقد يُعاني من الخمول وفقدان الشهية أو الامتناع عن الرضاعة. في بعض الحالات، قد يسمع الطبيب صوت "خشخشة" في الرئتين عند الفحص بالسماعة الطبية، وهو مؤشر على وجود سوائل في الحويصلات الهوائية.

ينبغي التوجه إلى الطبيب فورًا إذا ظهرت على الطفل علامات صعوبة التنفس، أو إذا استمرت الحمى لأكثر من يومين دون تحسّن، أو إذا كان الطفل يرفض تناول الطعام والشراب، ويبدو عليه التعب الشديد أو النعاس غير المعتاد. فالتشخيص المبكر والعلاج المناسب، الذي غالبًا ما يتضمن مضادات حيوية أو أدوية داعمة، يمكن أن ينقذ حياة الطفل ويمنع حدوث مضاعفات خطيرة.

إن الالتهاب الرئوي لدى الأطفال مرض يمكن الوقاية منه وعلاجه إذا تم التعامل معه بسرعة. 

الأكثر قراءة

بارّاك يعلن سياسة «العصا والجزرة» لإخضاع لبنان لخطة واشنطن توافق بين عون وبري على الرد اللبناني... وسلام اكثر تشدداً!