ما إن بدأت وسائل الاعلام تتداول تلفيقات وشائعات الاعلام الصهيوني، حول منح طرابلس للنظام السوري الجديد برئاسة احمد الشرع، حتى تلقفت مواقع التواصل الاجتماعي في طرابلس والشمال، ومعها اوساط شعبية طرابلسية الاخبار، التي تتناول هذه التسريبات التي قيل انها مفبركة ومتعمدة بقصد اثارة الفتنة، واعداد البيئة الطرابلسية خاصة والشمالية عامة، لما يعدّ للمنطقة من مشاريع ومخططات مشبوهة.
صحيح ان طرابلس عرفت تاريخيا بطرابلس الشام، وليس خافيا على احد كيف جرى رسم الحدود الدولية (حدود سايكس - بيكو)، وانطلاق تظاهرات في شوارع طرابلس في اربعينيات القرن الماضي قبيل الاستقلال، للمطالبة بانضمام المدينة الى سورية، ثم لاحقا اعلان غورو دولة لبنان الكبير من قصر الصنوبر في بيروت.
كل ذلك، انتهى باعلان استقلال لبنان وبالحدود المعترف بها دوليا، وبات الطرابلسيون على قناعة تامة بلبنانيتهم، وبانهم مكون اساسي من مكونات لبنان الطائفية والمذهبية والاثنية.
فكرة انضمام طرابلس الى سورية الشرع، توقف عندها الشارع الطرابلسي متسائلا بمختلف اطرافه عن اهداف هذا الطرح وخلفياته، وعما اذا كان المقصود تسليم طرابلس، ويعني بذلك تسليم الشمال مع عكار والمنية والضنية.
هذا الطرح رأى فيه بعض الاوساط ممن رحبوا بتسلم احمد الشرع الرئاسة السورية بقيادة "هيئة تحرير الشام"، وعقدوا لاجله مجالس الفرح والتهنئة، انه فوز لاهل السنة والجماعة، وان طرابلس هي امتداد للحكم السوري السني الجديد، وبذلك فان الانضمام أمر متمم لهذا التكامل، غير ان وفد دار الفتوى اللبنانية الذي ضم مفتي المحافظات اكد على سيادة لبنان واستقلاله، مع التشدد على اهمية العلاقات اللبنانية - السورية والتنسيق مع نظام الشرع، وان انتصاره هو انتصار لاهل السنة في بلاد الشام...
المؤيدون والمرحبون بطرح ضم طرابلس، سيان عندهم الامر، فقد سارعوا اصلا منذ اللحظات الاولى، الى زيارة قصر الشعب واللقاء مع الشرع وقيادة "هيئة تحرير الشام" للمباركة واعلان التضامن والاخوة والتنسيق، وفي الاساس فان بعض هؤلاء من الحركات الاسلامية المتشددة، لا تقيم وزنا للحدود الجغرافية في بلاد الشام، ولا تعترف بالحدود الدولية.
على المقلب الآخر، كانت مواقف لاوساط طرابلسية وشمالية سياسية ودينية وشعبية، تؤكد ان مجرد طرح الفكرة هي مؤامرة تنال من سيادة لبنان واستقلاله، بل والاخطر تنال من لبنانية الطائفة السنية وتشكك فيها، وتتيح لافرقاء متطرفين النيل من وحدة الشعب، والادعاء بان السنة ليسوا لبنانيين، مما يسهل مشاريع تقسيم المقسم، بل تفتيت المفتت.
ورأى احد الفاعليات الطرابلسية، ان هذه الفكرة انتحار بحد ذاته، ويمكن القول ان في طرابلس شبه اجماع من السياسيين والمرجعيات الدينية والشعبية والاقتصادية على حدود لبنان ال 10452 كلم مربع، ورفض اقتطاع ولو حبة تراب منه سواء شمالا او جنوبا او شرقا او غربا، دلالة على تمسك الطرابلسي بلبنانيته، وفق المعايير الدولية المعترف بها منذ الاستقلال العام 1943.
وتشير مرجعيات طرابلسية وازنة، الى ان البعض ممن يرغبون الانضمام الى دولة الشرع هم قلة لا يمثلون طرابلس ولا اتجاهها العام، ولا حتى توجهها الديني المعتدل والوسطي.
يتم قراءة الآن
-
الرد اللبناني امام "الروتوش الاخير"... اجتماع مطول للجنة الثلاثية والضمانات عقدة العقد اميركا تبلغ المعنيين : السير بالورقة أو تصعيد اسرائيلي لن نلجمه
-
ردّ لبناني مُوحّد بانتظار بارّاك: الكرة في الملعب «الإسرائيلي» حزب الله يُؤكد الاستعداد للسلم كما للمواجهة... مصير غزة يتحدّد باجتماع نتنياهو ــ ترامب اليوم
-
دروز سوريا في قلب العاصفة... تفاهمات مُعلّقة واحتمالات الانفجار
-
هل نجح بن فرحان في إنجاز مُهمّته؟
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
14:58
بري بعد لقائه باراك: الإجتماع كان جيداً وبناءًا آخذاً بحرص كبير مصلحة لبنان وسيادته وهواجس اللبنانيين كافة وكذلك مطالب حزب الله
-
14:21
إلقاء قنبلة حارقة في اتجاه أحراج شيحين قضاء صور واندلاع النيران
-
13:34
رئاسة الجمهورية: الرئيس عون سلّم براك أفكاراً لبنانية لحلٍّ شامل خلال الاجتماع
-
12:58
"يسرائيل هيوم" عن مسؤولين: الموضوع الرئيسي بين ترامب ونتنياهو صياغة إجراءات بشأن إيران والسلام مع سوريا ليس مدرجاً.
-
12:42
براك من قصر بعبدا: أميركا لا تستطيع أن تعطي كل الأجوبة فنحن نساعد من الخارج وأنتم في الداخل عليكم إيجاد الحل
-
12:41
براك من قصر بعبدا: ليس على لبنان الإلتزام بأي جدول زمني ونحن نحاول فقط تأمين المساعدة
