يعيش مزارعو البطاطا هذا العام، مع محصول البطاطا البكيرية في موسمها الأول، أزمة كارثية غير مسبوقة تعود في أحد أسبابها إلى إقفال أبواب التصدير، وتراجع الإنتاج، وشحّ المياه، وتقلبات التغيّر المناخي، وارتفاع كلفة الإنتاج، وإقفال أبواب التصدير إلى المملكة العربية السعودية وأسواق الخليج.
مجموعة من العوامل السلبية تسببت بما سُمّي "كارثة إنتاج البطاطا البكيرية عام 2025". وكان آخرها الضريبة المضافة على صفيحة المازوت، التي رفعت كلفة إنتاج الدونم الواحد بأكثر من عشرين دولارًا عن كل ثماني صفائح مازوت تُستخدم لريّ دونم واحد.
المسألة لم تتوقف عند كل هذه العوامل السلبية، بل قابلها انخفاض حاد في سعر كيلو البطاطا، الذي تراوح بين 16 و18 ألف ليرة في أسواق الجملة، علمًا أن كلفة الإنتاج، إذا ما استجمعنا كل هذه العوامل، تعني خسارة بين 8 و10 آلاف ليرة عن كل كيلو بطاطا منتج في سهل البقاع.
أمام هذه الكارثة، التقت الديار رئيس نقابة مزارعي البطاطا في البقاع غابي فرج، الذي أكد أن كلفة زراعة دونم البطاطا تبلغ 1100 دولار، بينما يُباع اليوم في الأسواق بـ220 دولارًا. وينتج الدونم الواحد طنًّا ونصف الطن بسعر 550 دولارًا، ما يعني خسارة 550 دولارًا عن كل طن منتج. وقال: "هذه كارثة كبيرة من كل النواحي، فهناك مجموعة من الكوارث إلى جانب كارثة شحّ المياه وإقفال خط الترانزيت إلى دول الخليج. نحن نطالب بفتح خطوط الشحن والترانزيت إلى المملكة العربية السعودية، لكن حتى الساعة لم نتلقَّ أي استجابة. جيراننا في سوريا يشحنون كونتينر البطاطا بكلفة 1500 دولار، أما نحن، فكلفة شحن الكونتينر الواحد تبلغ 5000 دولار".
وأضاف: "اليوم يُباع طن البطاطا بـ220 دولارًا، وفي حالة الكساد وتراجع الأسعار الداخلية، يعود المنتج إلى المعابر ومستودعات التخزين مع أعباء وتكاليف إضافية".
وأكد فرج أن آمال المزارعين تبخرت مع تبخّر آمال زراعة الموسم "اللقيس" بسبب شحّ المياه وجفاف الآبار الارتوازية، أي الموسم الثاني، فخسارة الموسم "البكيري" كانت كارثة ملحقة بكارثة ثانية في موسم اللقيس. فلا موسم بسبب شحّ المياه وجفاف الآبار وارتفاع الأكلاف. الخسارة مزدوجة وكارثية، ومن يزرع بين 200 و250 دونمًا، تتجاوز خسائره ما بين 130 و150 ألف دولار.
وختم قائلاً: "الحلّ الأسرع اليوم هو فتح خط الترانزيت إلى المملكة العربية السعودية والخليج، وهذا هو الحلّ الفوري بانتظار حلول رديفة".
من جهته، قال مسؤول العلاقات الخارجية في اتحاد النقابات الزراعية، علي شومان: "أزمة وخسائر مزارعي البطاطا غير مسبوقة، لم يتعرّض المزارع لمثل هذه الخسائر منذ عام 2019، ولم يمرّ علينا أسوأ من هذا العام بالنسبة للبطاطا. فخسارة كل كيلو بطاطا منتج تبلغ 8 آلاف ليرة لبنانية. وتعود الأسباب إلى إقفال الحدود البرية والبحرية، إذ إن البطاطا تحتاج إلى مدة 50 يومًا للوصول إلى الخليج".
وأضاف: "نناشد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، ورئيس الحكومة القاضي نواف سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، التدخّل المباشر بهذا الشأن والعمل على فتح خطوط الترانزيت باتجاه الخليج، وبالأخص إلى المملكة العربية السعودية، فالخسائر فادحة. الكيلو الواحد يُباع بـ18 ألف ليرة، بينما كلفته 24 ألفًا. والسؤال هنا: كيف يكمل المزارع عمله في ظلّ هذا الوضع المأساوي؟ لم يعد لدينا قدرة على الصمود بسبب الخسائر التي تكبّدناها هذا العام في موسم البكيري، مع فقدان قدرتنا على زراعة موسم اللقيس في تشرين، ناهيكم عن جفاف الآبار الارتوازية وارتفاع كلفة الإنتاج وكساد الأسواق".
يتم قراءة الآن
-
إنذار سعودي أخير وخطير للبنان
-
المخاطر تتزاحم: «إسرائيل»... أمن المخيمات... والخطر السوري؟ واشنطن تصرّ على تهميش باريس... ولا تفعيل للجنة وقف النار تفاهم «ثلاثي» على تعيينات قضائية ومالية في الحكومة اليوم
-
لبنان بين الوصاية السوريّة والوصاية "الإسرائيليّة"
-
هل سيستقبل لبنان الشيباني بعد تهديدات الشرع؟ موسم الاصطياف ينعش لبنان رغم شائعات الحرب قانون الانتخابات محور الصراعات الكبرى والجنوب محاصر بالمسيّرات
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
12:39
غارات جوية وقصف مدفعي شمالي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة
-
12:38
طوارئ الصحة: الغارة الإسرائيلية على منزل في وطى الخيام أدت في حصيلة إلى سقوط شهيد
-
12:32
مصابون في استهداف طائرات الاحتلال مجموعة من المواطنين قرب محطة دلول في حي الزيتون جنوبي شرقي مدينة غزة
-
12:29
ترامب: وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل ساري المفعول ويرجى عدم انتهاكه
-
12:28
أفادت مواقع إخبارية إسرائيلية بووقع ما أسمته" حدثا أمنيا" في الشجاعية شرق مدينة غزة.
-
12:25
الأمم المتحدة تحذر من أزمة إنسانية مع عودة 3 ملايين مهاجر أفغاني من إيران وباكستان
