يُعد طنين الأذن حالة شائعة تصيب ملايين الأشخاص حول العالم، ويُعرَّف على أنه إدراك صوتٍ غير نابع من مصدر خارجي، مثل صفير، أزيز، طَنين أو خفقان، يسمعه المريض في أذن واحدة أو كلتا الأذنين. وعلى الرغم من أن هذه الحالة غالبا ما تكون مؤقتة وغير مقلقة، فإنها في بعض الأحيان قد تكون مؤشرا على مشكلات صحية أعمق تتطلب الانتباه الطبي العاجل.
في أغلب الأحيان، يكون الطنين ناتجا عن التعرض للأصوات العالية، أو التقدم في العمر، أو تراكم الشمع داخل الأذن. كما قد يكون عرضا جانبيا لتناول بعض الأدوية، مثل مضادات الالتهاب أو المضادات الحيوية. وفي هذه الحالات، يكون الطنين عادة مؤقتا ويختفي مع مرور الوقت، أو بمجرد علاج السبب الأساسي.
إلا أن هناك حالات يُعد فيها الطنين مؤشرا على مشكلة صحية أكثر خطورة. من أبرزها، وجود اضطرابات في الدورة الدموية أو أمراض في العصب السمعي، مثل ورم العصب السمعي، وهو نمو حميد في العصب الرابط بين الأذن والدماغ. كذلك، قد يكون الطنين الناتج عن خفقان يتزامن مع ضربات القلب، ويُعرف بـ"الطنين النابض"، علامة على وجود مشاكل في الأوعية الدموية، كارتفاع ضغط الدم أو تضيق الشرايين.
كما يُعتبر الطنين مقلقا إذا ترافق مع أعراض أخرى مثل فقدان السمع المفاجئ، أو الدوخة الشديدة، أو آلام في الأذن أو الرأس، أو إذا كان الطنين مستمرا ويؤثر في جودة الحياة، خاصةً النوم والتركيز. وفي هذه الحالات، يُنصح بمراجعة طبيب الأنف والأذن والحنجرة أو اختصاصي الأعصاب لإجراء الفحوصات المناسبة، مثل تخطيط السمع أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لاستبعاد وجود أورام أو مشاكل عصبية.
ولا يمكن تجاهل الجانب النفسي أيضا، إذ يُعتبر طنين الأذن المزمن أكثر من مجرد عرض جسدي، فهو حالة قد تتسلل إلى حياة المصاب وتؤثر على استقراره النفسي بشكل عميق. فمع مرور الوقت، وخصوصا عندما يفشل الشخص في العثور على تفسير طبي واضح أو علاج فعّال، قد يبدأ في الشعور بالعجز أو فقدان السيطرة، ما يفتح الباب أمام اضطرابات مثل القلق المزمن والتوتر وحتى الاكتئاب. وقد يشعر البعض بأن الطنين أشبه بسجنٍ داخلي، صوت دائم لا يهدأ ولا يرحم، يصاحبهم في كل لحظة ويعكر صفو نومهم وتركيزهم ونوعية حياتهم.
لهذا السبب، لا بدّ أن يكون التقييم الطبي لحالة الطنين تقييما شاملا ومتكاملا، لا يقتصر على الفحوص السمعية والعضوية، بل يتوسّع ليشمل التقييم النفسي والعصبي، خاصة لدى المرضى الذين يعانون من أعراض مستمرة تؤثر في حياتهم اليومية. في كثير من الحالات، قد يساهم الدعم النفسي أو العلاج السلوكي المعرفي، في تخفيف الشعور بالضيق الناتج عن الطنين، كما يمكن للتمارين الاسترخائية والتقنيات الذهنية المساعدة في إعادة تركيز الدماغ بعيدًا عن الصوت المزعج.
ختاما، يمكن القول إن طنين الأذن ليس دائما مؤشرا على وجود خطر صحي جسيم، لكنه بالتأكيد لا يجب أن يُهمل، خاصة إذا طال أمده أو تزامن مع أعراض أخرى مثل الدوخة، ضعف السمع، أو الشعور بالضغط في الرأس. الكشف المبكر، والتشخيص الدقيق، والعلاج المتكامل الذي يشمل الجوانب العضوية والنفسية، هي مفاتيح التعامل الناجح مع هذه الحالة. لذا، لا تتردد في طلب الاستشارة الطبية المتخصصة، فكلما تدخلت مبكرا، زادت فرصك في التخفيف من الأعراض واستعادة نمط حياة أكثر راحة واستقرارا.
يتم قراءة الآن
-
من هو الشريك المسيحي الذي يراهن عليه في لبنان؟ جنبلاط صاحب قرار "الحرب والسلم" في الجبل... يختار المصالحة وشريكه فيها
-
سورية تتعرّى من عظامها
-
استنفار أمني وسياسي «لنأي» لبنان عن الفتنة السورية تبريرات اسرائيلية مقلقة لعدوانها...هل تمهّد للتصعيد؟
-
إسرائيل تسعى الى منطقة عازلة من حاصبيا الى السويداء ودرعا جبل الشيخ والجولان سيتحوّلان الى نقاط استثمارات دوليّة واشنطن والرياض تسعيان لانقلاب أبيض يُغيّر موازين القوى في لبنان
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
08:04
التحكم المروري: قتيل و ١١ جريح في ١٠ حوادث تم التحقيق فيها خلال ال ٢٤ ساعة الماضية
-
07:40
ترامب: ستيف ويتكوف قام بعمل رائع بشأن غزة.
-
07:40
ترامب: نأمل في التوصل إلى صفقة في غزة بسرعة لكي يعود 10 مختطفين آخرين إلى منازلهم قريبا.
-
07:39
الرئيس الأميركي دونالد ترامب: استعدنا معظم "الرهائن" الذين كانوا في غزة
-
07:07
الرئاسة السورية تدعو إلى ضبط النفس وتتعهد بإرسال قوات لفض النزاع في السويداء
-
23:31
الرئاسة السورية: الجهات المختصة تعمل لإرسال قوة لفض الاشتباك وحل النزاع بالسويداء بالتوازي مع إجراءات سياسية.
