اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تُعد أمراض الكلى المزمنة من المشكلات الصحية المتفاقمة على مستوى العالم، ويُطلق عليها لقب "القاتل الصامت" نظرًا الى تطورها البطيء دون ظهور أعراض واضحة في المراحل الأولى. وتحدث هذه الحالة عندما تفقد الكلى قدرتها التدريجية على أداء وظائفها الحيوية، مثل تنقية الدم من السموم، وضبط توازن السوائل والأملاح، وتنظيم ضغط الدم.

تتنوع الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بأمراض الكلى المزمنة، إلا أن السكري وارتفاع ضغط الدم يُعدان من أبرز العوامل المؤدية لها. فعندما لا يتم ضبط مستويات السكر أو الضغط لفترات طويلة، فإن الأوعية الدموية الدقيقة داخل الكلى تتضرر تدريجيًا، مما يقلل من قدرتها على الترشيح. كما تساهم بعض الأمراض الوراثية، مثل مرض الكلى المتعدد الكيسات، في تطور هذه الحالات. ولا يمكن إغفال العادات اليومية الضارة مثل الإفراط في تناول المسكنات، وقلة شرب الماء، والنظام الغذائي الغني بالصوديوم والبروتينات الزائدة، التي تُرهق الكلى وتُسرّع من تلفها.

لا يتأثر الجميع بأمراض الكلى المزمنة بالدرجة نفسها، فهناك فئات تُعد أكثر عرضة للإصابة. الأشخاص المصابون بالسكري، وارتفاع ضغط الدم، وكبار السن، هم في طليعة هذه الفئات. كما أن أولئك الذين لديهم تاريخ عائلي مع أمراض الكلى، أو يعانون من السمنة، أو يتناولون أدوية لفترات طويلة دون إشراف طبي، يكونون أكثر عرضة لتطور المرض. وقد أظهرت الدراسات أن بعض الفئات العرقية مثل سكان الشرق الأوسط وأفريقيا والهنود الأميركيين لديهم استعداد وراثي أكبر للإصابة.

مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، تزداد احتمالية تفاقم أمراض الكلى، خاصة لدى المرضى غير المدركين لأهمية الترطيب الجيد. إذ يفقد الجسم كميات كبيرة من السوائل من خلال التعرّق، وإذا لم يتم تعويض هذه السوائل بالشكل الكافي، فإن ذلك يؤدي إلى الجفاف، وهو من أكثر العوامل خطورة على الكلى. فالجفاف يُقلل من حجم الدم المتدفق إلى الكلى، ويزيد من تركيز السموم في الجسم، ما يُسرّع من تدهور وظائف الكلى، لا سيما لدى المرضى المصابين بمشاكل سابقة.

علاوة على ذلك، فإن بعض الأدوية التي يتناولها المرضى، مثل مدرات البول، قد تزيد من فقدان السوائل والأملاح في الجسم، مما يتطلب متابعة دقيقة من الطبيب خلال فصل الصيف. وفي المناطق التي تشهد موجات حر شديدة، تزداد حالات الدخول إلى المستشفيات بسبب مضاعفات كلوية مرتبطة بالجفاف أو ارتفاع درجة حرارة الجسم.

هذا وتتطلب الوقاية من أمراض الكلى المزمنة وعيًا صحيًا مستمرًا، وفحوصات دورية للكشف المبكر عن أي خلل في وظائف الكلى. ويُنصح الأشخاص المعرضون للخطر بالحفاظ على مستويات سكر وضغط طبيعية، وممارسة الرياضة بانتظام، والحرص على شرب كميات كافية من الماء خاصة في الصيف، وتجنّب الإفراط في استخدام الأدوية دون استشارة طبية. كما أن التغذية السليمة، والابتعاد عن الأطعمة الغنية بالملح والبروتين الحيواني، تؤدي دورًا محوريًا في حماية الكلى.

الأكثر قراءة

إسرائيل تسعى الى منطقة عازلة من حاصبيا الى السويداء ودرعا جبل الشيخ والجولان سيتحوّلان الى نقاط استثمارات دوليّة واشنطن والرياض تسعيان لانقلاب أبيض يُغيّر موازين القوى في لبنان