يُعد زيت النخيل أحد أكثر الزيوت النباتية استخدامًا في العالم، ويكمن انتشاره في كونه مكونًا شائعًا في العديد من المنتجات الغذائية المُصنعة، مثل البسكويت، الشوكولاتة، المارغرين، والأطعمة المقلية. ورغم استخدامه الواسع، لطالما دار جدل حول تأثيره في الصحة، لا سيما فيما يتعلق بمستوى الكوليسترول في الدم وخطر الإصابة بأمراض القلب.
زيت النخيل يُستخرج من ثمار شجرة النخيل الأفريقية، ويتميز بتركيبته الفريدة التي تجمع بين الدهون المشبعة وغير المشبعة. يحتوي تقريبًا على 50% من الدهون المشبعة، و40% من الدهون الأحادية غير المشبعة، و10% من الدهون المتعددة غير المشبعة. هذه النسبة العالية من الدهون المشبعة تثير قلق المختصين في التغذية، نظرًا الى ارتباط هذا النوع من الدهون تاريخيًا بارتفاع مستويات الكوليسترول الضار في الدم، مما قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
لكن في المقابل، تشير بعض الدراسات إلى أن تأثير زيت النخيل في الكوليسترول لا يُقارن بالدهون الحيوانية مثل الزبدة أو شحوم اللحوم. فبحسب أبحاث نُشرت في مجلات طبية وتغذوية مرموقة، تبين أن استهلاك زيت النخيل بكميات معتدلة قد يؤدي إلى رفع طفيف في كوليسترولLDL، ولكنه قد يرافقه ارتفاع في الكوليسترول الجيد أيضًا، مما يخفف من الأثر السلبي الإجمالي في صحة القلب. كما أن الطريقة التي يُعالج بها الزيت تؤدي دورًا كبيرًا؛ إذ إن زيت النخيل المُكرر والمُهدرج جزئيًا يكون أكثر ضررًا من الزيت الخام أو الأقل معالجة.
من ناحية أخرى، يعتمد التأثير الحقيقي لزيت النخيل في نمط التغذية الكلي للفرد. فتناول الزيت ضمن نظام غذائي متوازن، غني بالخضراوات والفواكه، ومعتدل في الدهون المشبعة، قد لا يكون له تأثير سلبي ملحوظ في الكوليسترول. أما الاعتماد المفرط عليه، خاصةً ضمن أطعمة مُصنعة فقيرة بالعناصر الغذائية، فهو ما يشكل الخطر الأكبر.
جانب آخر لا يجب إغفاله هو أن زيت النخيل يُستخدم على نطاق واسع في صناعة الأغذية التجارية، ليس فقط بسبب انخفاض تكلفته، بل أيضًا بسبب خصائصه الفيزيائية والكيميائية التي تمنحه ثباتًا عاليًا عند الطهي، وقدرة على إطالة عمر المنتج دون الحاجة إلى مواد حافظة إضافية. وبسبب هذه الميزات، يُدرج زيت النخيل في مكونات عدد هائل من المنتجات الاستهلاكية اليومية مثل المخبوزات، الشوكولاتة، الكعك، السمن الصناعي، ورقائق البطاطا، بل حتى في بعض المنتجات غير الغذائية كالصابون ومستحضرات التجميل.
ما يجعل الأمر أكثر تعقيدًا هو أن وجود زيت النخيل لا يكون واضحًا دائمًا للمستهلك، إذ يُذكر أحيانًا على الملصقات تحت أسماء مختلفة مثل "زيت نباتي" أو "دهون نباتية"، دون توضيح المصدر بدقة. وهذا الغموض في التصنيف يؤدي إلى استهلاك متكرر للدهون المشبعة دون إدراك، مما يرفع خطر تراكم الكوليسترول الضار على المدى الطويل، خاصة لدى الأفراد الذين لا يراقبون مكونات وجباتهم بعناية أو يعتمدون بشكل كبير على الأغذية المصنعة.
لذلك، يُنصح باتباع نهج واعٍ ومسؤول عند التسوق، من خلال قراءة الملصقات الغذائية بدقة والبحث عن منتجات توضح نوعية الزيوت المستخدمة بوضوح. كما يُفضل اختيار البدائل الصحية مثل زيت الزيتون البكر، زيت الكانولا، أو زيت دوار الشمس الغني بالأحماض الدهنية غير المشبعة. هذه الزيوت تُظهر في الدراسات قدرة على خفض الكوليسترول الضار ورفع الكوليسترول الجيد، ما يجعلها أكثر فائدة لصحة القلب والأوعية.
في الختام، لا يمكن تصنيف زيت النخيل كزيت "ضار" أو "نافع" بشكل مطلق، بل يجب النظر إليه في سياق عام يشمل جودة الزيت، طريقة معالجته، الكمية المستهلكة، ونمط الحياة الغذائي للفرد. فالإفراط في استهلاك أي نوع من الدهون، حتى النباتية منها، قد يؤدي إلى آثار سلبية إذا لم يكن جزءًا من نظام غذائي متوازن وغني بالعناصر الطبيعية الطازجة. وكما هو الحال في كثير من القضايا الصحية، فإن الاعتدال والوعي الغذائي هما الأساس في الوقاية، وحماية القلب تبدأ من عربة التسوق.
يتم قراءة الآن
-
الأنظار الى <جلسة الثلاثاء> و<الحزب> مُلتزم بالحوار مع الرئيس عون قادة حزبيون هددوا بتفجير الشارع: الاصبع على الزناد قاسم: لن نقبل أن يكون لبنان ملحقاً بإسرائيل والبلد معرض لخطر وجودي من إســرائيل وداعــش
-
الشرع ونتنياهو يلتقيان في لبنان؟
-
أمن الدولة يصطاد "صيداً ثميناً": توقيف أمير "داعشي" في قلب كسروان
-
الطفلة التي حاورت زياد قبل 29 عاماً: "منحبّك كتير بلا ولا شي"...
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:49
الحكومة السلوفينية: أصبحنا أول دولة أوروبية تحظر استيراد وتصدير ونقل الأسلحة من وإلى "إسرائيل".
-
23:13
حماس: نؤكد جاهزيتنا للانخراط الفوري في المفاوضات مجددا حال وصول المساعدات لمستحقيها وإنهاء المجاعة في غزة.
-
23:12
وول ستريت جورنال عن مسؤولين أميركيين ومقربين من ترامب: الرئيس يعتقد أن الضغط على روسيا أفضل وسيلة لإنهاء الحرب.
-
23:12
الحكومة السلوفينية تفرض حظرا على الأسلحة إلى "إسرائيل" وتمنع واردات الأسلحة إليها عبر أراضي سلوفينيا.
-
22:27
المتحدث باسم الخارجية الفرنسية: باريس تؤكد على أهمية حل الدولتين وعلى ضرورة الاعتراف بدولة فلسطينية، ولا يوجد حل عسكري للحرب في غزة.
-
22:26
المتحدث باسم الخارجية الفرنسية: نشجب عمليات الاستيطان لأنها تقوم على أراضي الدولة الفلسطينية لعام 1967، وحل الدولتين صار مهددا بعد الحرب "الإسرائيلية" على غزة ولا بد من إنعاشه.
