اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يُعدّ احمرار العين من المشكلات الشائعة التي قد تُصيب الأفراد في مختلف الأعمار، وتتفاوت شدتها بين حالات بسيطة لا تستدعي القلق، وأخرى قد تكون مؤشراً لحالات طبية خطيرة تتطلب تدخلاً عاجلاً. ويظهر احمرار العين نتيجة تمدد الأوعية الدموية الدقيقة الموجودة في بياض العين (الصلبة)، مما يؤدي إلى تغير لونها إلى الأحمر أو الوردي، وهو عرض لا يمكن تجاهله خاصة إذا رافقته أعراض أخرى.

في كثير من الأحيان، يكون احمرار العين ناتجاً عن أسباب بسيطة ومؤقتة، مثل السهر لساعات طويلة، أو استخدام الأجهزة الإلكترونية لفترات ممتدة دون راحة، أو التعرض لدخان أو غبار، أو حتى حك العين بشدة.  كما يُعدّ الجفاف من أبرز الأسباب الشائعة لاحمرار العين، حيث يؤدي النقص في إفراز الدموع إلى تهيّج سطح العين وتورم الأوعية الدموية. وتُعتبر العدسات اللاصقة أيضا سببا شائعا في هذه الحالات، خاصة عند ارتدائها لفترات طويلة أو دون تعقيم مناسب.

إلا أن بعض حالات احمرار العين قد تكون عرضا لمشكلات صحية أكثر تعقيدا. فعلى سبيل المثال، قد يشير الاحمرار المصحوب بألم شديد أو تغير في الرؤية، إلى وجود التهاب في القزحية (التهاب العنبية)، أو ارتفاع ضغط العين الحاد كما في حالة الزَرَق (الغلوكوما)، وكلاهما يتطلبان تدخلاً طبيا فوريا. كذلك، يُمكن أن يكون احمرار العين ناتجا عن التهاب ملتحمة العين الناتج عن عدوى فيروسية أو بكتيرية، وهي حالات معدية تتطلب علاجا مناسبا لتجنب انتقالها للآخرين.

ومن المؤشرات المقلقة التي تستدعي زيارة طبيب العيون فورا:  استمرار الاحمرار لأكثر من يومين دون تحسن، أو ظهور إفرازات صفراء أو خضراء من العين، أو الشعور بوجود جسم غريب لا يمكن التخلص منه، أو الحساسية الشديدة تجاه الضوء، أو انخفاض مفاجئ في حدة البصر. فكل هذه الأعراض قد تكون دليلا على وجود التهاب عميق أو إصابة داخلية في العين.

إنّ الوقاية من احمرار العين تبدأ بالعناية اليومية بنظافة العين، وتجنب العادات السيئة مثل لمس العين أو فركها بالأيدي غير النظيفة، وهي من أكثر الأسباب شيوعا لنقل الجراثيم والفيروسات مباشرة إلى الأغشية المخاطية. ومن المهم غسل اليدين بانتظام، خاصة قبل وضع العدسات اللاصقة أو إزالتها. كما يُنصح باستخدام القطرات المرطبة بانتظام، لا سيما في البيئات الجافة أو المُكيّفة التي تؤدي إلى جفاف العين، وهو من أبرز مسببات الاحمرار والشعور بالانزعاج.

ومع ازدياد الاعتماد على الشاشات الرقمية في الحياة اليومية، سواء لأغراض العمل أو الترفيه، يجب الالتزام بقاعدة "20-20-20"  الشهيرة، أي أخذ استراحة كل 20  دقيقة للنظر إلى شيء يبعد 20  قدما لمدة 20  ثانية، لتقليل إجهاد العين وتحفيز ترطيبها الطبيعي. أما مرتدو العدسات اللاصقة، فعليهم الالتزام بتعليمات النظافة والتعقيم بشكل صارم، وعدم مشاركة العدسات أو مستلزماتها مع الآخرين. ويُحذر الأطباء من ارتداء العدسات أثناء النوم إلا إذا كانت مخصصة لذلك، لأن ذلك يزيد من احتمالية الإصابة بالالتهابات البكتيرية والقرنية، والتي قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة في حال إهمالها.

في الختام، يبقى احمرار العين عارضا لا يمكن إهماله، حتى وإن بدا بسيطا. فبينما تختفي بعض الحالات تلقائيا أو بعلاج بسيط، قد تخفي حالات أخرى مشكلات خطيرة قد تُهدد البصر إذا لم تُعالج في الوقت المناسب. لذا، فإن الانتباه للأعراض المصاحبة، مثل الألم، أو التشوش في الرؤية، أو الإفرازات، ومراجعة الطبيب عند الضرورة، يُعدّ خطوة أساسية للحفاظ على صحة العين وسلامتها، وتفادي أي مضاعفات قد تكون في ظاهرها عادية، ولكنها في حقيقتها مؤذية.

الأكثر قراءة

الأنظار الى <جلسة الثلاثاء> و<الحزب> مُلتزم بالحوار مع الرئيس عون قادة حزبيون هددوا بتفجير الشارع: الاصبع على الزناد قاسم: لن نقبل أن يكون لبنان ملحقاً بإسرائيل والبلد معرض لخطر وجودي من إســرائيل وداعــش