اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على المحبة المتبادلة بين لبنان والبحرين، وعلى التوق لعودة السفارة البحرينية كاملة الى لبنان".

من جهته، اعلن عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عن قرار المملكة بإقامة بعثة ديبلوماسية بحرينية دائمة في بيروت"، مؤكدا على "حرص المملكة  الدائم على الوقوف إلى جانب لبنان".

مواقف الرئيس عون والملك حمد جاءت خلال القمة اللبنانية- البحرينية التي عقدت بعد ظهر أمس في قصر القضيبية في المنامة.

الوصول والمحادثات

وكان الرئيس عون وصل الى  القصر يرافقه رئيس بعثة الشرف وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني، حيث كان في استقباله الملك حمد في الباحة الخارجية. وبعد مراسم الاستقبال الرسمية وعزف النشيدين الوطنيين اللبناني والبحريني واطلاق المدفعية ٢١ طلقة ترحيبا، انتقل الرئيس عون والملك حمد الى داخل القصر، حيث عقدا لقاء ثنائيا، انضم اليه فيما بعد عن الجانب اللبناني وزير الخارجية يوسف رجي والمستشار الخاص للرئيس عون العميد اندريه رحال، وعن الجانب  البحريني الامير سلمان بن حمد وابناء الملك الشيخ عبدالله والشيخ ناصر والشيخ خالد، ووزير الخارجية.

كلمة في السجل

وبعد الخلوة، دون الرئيس عون كلمة في السجل جاء فيه: "أجريتُ محادثات أخويّة مثمرة مع الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أكّدت مرّة جديدة أن ما يجمع بين بلدينا وشعبينا، عميقٌ في وجداننا المشترك، وينطوي على تقدير متبادل ومحبة عزّزتها السنين والأيام. ولن ننسى يوماً وقوف مملكة البحرين الدائم إلى جانب لبنان في مختلف الظروف والمحن التي مرت به، واحتضانها لأبنائنا في ربوعها كأبناء لها. لي ثقة راسخة بأنَّ ما زرعناه خلال لقائي مع الملك وعدد من المسؤولين في المملكة، سيكون له عظيم الأثر على تطوير علاقاتنا الثنائية، وتنسيقنا المشترك في القضايا التي تحقق مصالحنا العليا ".

محادثات موسعة

بعد ذلك، عقدت محادثات موسعة، حيث القى الملك حمد كلمة ترحيبية جاء فيها: " إن مملكة البحرين تحرص دائماً على الوقوف إلى جانب الجمهورية اللبنانية، ولا سيما في هذه الظروف الدقيقة، إذ نؤكد على دعمنا الكامل للمساعي اللبنانية الهادفة إلى تعزيز السيادة والوحدة الوطنية. كما نجدد تأييدنا التام لجهود فخامتكم والحكومة اللبنانية، بما يضمن مصلحة الشعب اللبناني. إننا على ثقة بأن لبنان، سينهض من جديد ليعود كما عهدناه دائما، موطناً للوحدة والسلام والتعايش الإنساني."

ثم رد الرئيس عون بكلمة جاء فيها:  "تعلمون بأن كل مواطن بحريني في بيروت، كما كل لبناني هو سفير قلبي لكم في لبنان... لكننا نتوق لعودة سفارتِكم كاملةً لتُزيِّنَ رايتكم عاصمتنا... وتعلمون طبعاً، بأننا نتبادل دوماً أغلى ما عندنا ...وهو إنسائنا وثرواتنا البشرية ...ومع ذلك نطمح ونطمعُ باستئناف التبادل التجاري الكامل بيننا كما تعاوننا في شتى المجالات، لما فيه خير شعبينا ومصالح بلدينا".

وخلال المحادثات، قال الرئيس عون للملك حمد: "لن ننسى مساهمتكم ودعمكم بعد انفجار المرفأ وخلال جائحة كورونا، والمساعدات التي قدمتموها للشعب اللبناني".

فيما اكد الملك حمد ان "لبنان بلد جميل وشعبه طيب، لكنه عانى كثيرا من حروب الاخرين على ارضه وشعبه خسر الكثير من ابنائه. لكننا نرجو ان يستعيد هذا البلد عافيته، وان يعود كما كان نموذجا للامن والسلام والضيافة والمحبة"، مضيفا "كان ابناء الخليج يذهبون الى اوروبا في اجازاتهم لعدم تمكنهم من الذهاب الى لبنان".

فقال الرئيس عون: "نأمل ان نراهم في لبنان". فرد الملك بالقول: "ان شاء الله".

مأدبة غداء

بعد ذلك، اقام الملك حمد مأدبة غداء على شرف الرئيس عون على انغام معزوفات لالحان لبنانية، شارك فيها اعضاء الوفد اللبناني المرافق والوفد البحريني الى جانب عدد من كبار المسؤولين البحرينيين.  

وفي الختام، رافق الملك حمد الرئيس عون الى مدخل القصر الذي انتقل الى المطار عائدا الى بيروت.

بيان مشترك

وقد صدر بيان مشترك لبناني- بحريني عن اجتماع القمة، جاء فيه: " بحث الجانبان مستجدات الأوضاع الاقليمية الراهنة، وتداعياتها على الأمن والاستقرار الإقليميين، والجهود الاقليمية والدولية الهادفة إلى تسوية الصراعات، وحل الأزمات عبر الحوار والطرق الدبلوماسية، وإرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة. وأكدا على "عزم البلدين على مواصلة التعاون والتنسيق في كل ما من شأنه تجنيب المنطقة الأنشطة المزعزعة للأمن والاستقرار، بما في ذلك مكافحة التنظيمات الإرهابية ومنع تمويلها".

وأشاد الجانبان "بالجهود الحثيثة التي تبذلها الإدارة الأميركية في الظروف الراهنة لتعزيز الأمن والإستقرار في لبنان، وأكدا على ضرورة استمرار التواصل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتعزيز الثقة وتأمين الدعم اللازم للبنان في مواجهته للتحديات الراهنة ودخوله مرحلة إعادة الإعمار".

وأكد الملك على "دعم مملكة البحرين لجهود لبنان الرامية إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار مع "إسرائيل" وخفض حدة التصعيد، والانسحاب "الإسرائيلي" من الأراضي اللبنانية المحتلة، وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، والتمسك باتفاق الطائف، وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، مع ضرورة دعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي لتعزيز دورهما في الحفاظ على أمن لبنان واستقراره، وتعزيز دور قوات "اليونيفيل" في لبنان، ومساندة المملكة لاستعادة لبنان دوره الحيوي غير القابل للتبدّل، في محيطه العربي والاقليمي".

واستعرض الجانبان مخرجات ومبادرات قمة البحرين التي عقدت في ايار 2024، والتي سعت إلى تعزيز العمل العربي المشترك، وترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة. وأكدا على "أهمية دعوة القمة إلى عقد مؤتمر دولي لمعالجة القضية الفلسطينية، والدفع نحو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة". وأكدا ايضا دعمهما "لجهود تحقيق السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط، سعياً إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية".

وجدد الجانبان دعمهما للمساعي الدولية الرامية إلى "استئناف المفاوضات بين الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الإسلامية الإيرانية بشأن الملف النووي الإيراني". وأكدا "دعم كافة الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى الحفاظ على الأمن البحري وحماية الممرات المائية في المنطقة".

مجلس التنمية الاقتصادية

وقبيل زيارته قصر القضيبية، قام الرئيس عون بزيارة مقر مجلس التنمية الاقتصادية في البحرين، حيث لفت في كلمته الى "ان ما نحتاجه ليس مجرد دعم، بل شراكات استثمارية مبنية على الثقة المتبادلة، وإيمان مشترك بأن تعافي لبنان واستقراره يصبان في مصلحة المنطقة بأسرها".

ثم دار حوار تم فيه الاستيضاح عن التجارب البحرينية في قطاع الطاقة والاستثمارات، ودور القطاع الخاص وتعاونه في تحقيق عدة مشاريع استثمارية اساسية في المملكة، اضافة الى كيفية توسيع قاعدة الموردين، وهي كلها امور تنعكس ايجاباً على وضع المواطنين البحرينيين.

الرئيس عون

وبعد انتهاء الحوار، توجه الرئيس عون: "نحن نعمل على بلورة رؤية وطنية للتعافي والازدهار الاقتصادي. لبنان لا يطلب مساعدة ظرفية، بل يسعى إلى شراكات مستدامة مع أشقائه، مبنية على تبادل المصالح والثقة المتبادلة. ونرى في البحرين شريكاً صادقاً يمكن أن نؤسس معه لمرحلة جديدة من التعاون الفعلي، على المستوى الحكومي والقطاع الخاص".

ثم انتقل الرئيس عون برفقة وزير المالية البحريني سلمان بن خليفة آل خليفة والحاضرين، الى قاعة كبيرة يعرض فيها مجسم للمشاريع الكبيرة التي تشهدها مناطق عديدة في البحرين، وتولى الوزير البحريني تقديم شروحات عن هذه المشاريع واهميتها.

 

الأكثر قراءة

ما خفي من كلام براك... فضحته "عشاواته"