صفاء رشيد الذيب من كفرمتى، هاجر والدها صاحب الافكار الثورية الماركسية الى البرتغال مع بداية الحرب الاهلية، بعد ان حسم قراره النهائي بالرحيل عن الوطن بعد مجازر الدامور، وكرس قراره النهائي بعدم العودة الى لبنان، بعد مقتل معظم أفراد عائلته في مجازر كفرمتى، وتحديدا والده الذي كان يمثل بنظر رشيد، القدوة الذي قاوم المشاريع الخارجية وأصيب في ثورة ١٩٥٨ مرتين : الاولى في معركة الفريديس، والثانية في معركة عين ذحلتا الشهيرة، بجروح خطرة اقعدته في المنزل، وكان رشيد يتردد دائما على المعلم كمال جنبلاط، ويعتز عندما يقول له " جروح والدك نياشين على صدره".
لدى وصول رشيد الى البرتغال عاش ظروفا صعبة جدا، خذله الجميع الا القضاء البرتغالي الذي حفظ له حقوقه وبدل مسار حياته .
علم رشيد اولاده على حب فلسطين وممارسة العمل السياسي ، وفي هذه الاجواء ولدت صفاء وتابعت تحصيلها العلمي، وانخرطت في العمل السياسي والاجتماعي ، ساهمت في ت،سيس حزب الخضر ووصلت الى مرتبة نائب الرئيس . ثم شاركت بتأسيس حزب الحرية المناصر للقضية الفلسطينية وله ٤ نواب، ووصلت الى مرتبة نائب رئيس الحزب ايضا وممثلته في الدولة، كما فازت بعضوية بلدية لشبونة . صفاء تكتب بشكل أسبوعي في كبريات الصحف البرتغالية والاوروبية ، وقد دافعت عن لبنان في الحرب الاخيرة ، ونالت احترام الطبقة السياسية البرتغالية بكل مكوناتها .
حقق كتابها " لبنان سيرة ذاتية " انتشارا واسعا في البرتغال ، وحصد المرتبة الأولى في المبيعات بمعرض الكتاب البرتغالي ، وكتب احد الصحافيين البرتغاليين لويس م فاريا مقالا عن الكتاب جاء فيه :" هناك العديد من الدراسات العميقة في البرتغال المعاصرة، سواءً تعلق الأمر بالهجرة أو الأعداد أو تنوع حياة الشعوب، التي غالبا ما كانت موجودة منذ عقود.
في العام ١٩٨٣، جاءت صفاء الديب إلى البرتغال شابة، بعد المجازر التي دمرت المجتمع الدرزي خلال الحرب الأهلية اللبنانية الطويلة ، كان الخيار البرتغالي عرضيا لاهل صفاء (لقاء صدفة لوالدها مع شخص برتغالي كان يعزف على البيانو في فندق في الامارات ، وكان عند والد صفاء الرغبة في التواجد في بلد أوروبي بعيد عن لبنان ، فجاء الى البرتغال حيث يوجد عدد قليل من العرب). "
أيًا كان السبب حسب الكاتب ، يبدو أنه نجح، "كانت صفاء الذيب قارئة نهمة في مراهقتها ، بريطانية وفرنسية وروسية ، تخرجت في الأدب، وليس من المبالغة القول إنها تكتب أفضل من الغالبية العظمى من البرتغاليين الأصليين، الذين يتخذون من الأدب مهنة لهم ، عملٌ كتابيٌّ اقتصاديٌّ واسع الاطلاع في آنٍ واحد، حيث يمتزج الشخصيّ بالاجتماعيّ والتاريخيّ. ينجح كتاب "لبنان سيرة ذاتية " في إثارة اهتمامنا بمصير الكاتبة الشخصيّ، بقدر اهتمامنا بالسياقات التي تطوّر فيها وبالتاريخ الأوسع الذي ساهم في إنتاجه، مع وفرة مقدّمات كُتّابٍ معروفين لهذا البلد الغنيّ بذاكرته، والذي كان في يومٍ من الأيام نموذجا للسلام والازدهار في الشرق الأوسط في السوق الدوليّة. يُعدّ هذا الكتاب إضافةً قيّمةً إلى هذا الأدب بفضل كتابته من منظورٍ برتغاليّ ولبنانيّ ، لطالما حافظت الكاتبة وعائلتها على علاقةٍ وطيدةٍ بوطنهم الأمّ، وبعضٌ من أروع المقاطع تدور حول إعادة زيارته حرفيا ومجازيا".
يتم قراءة الآن
-
رسالة أمنية حازمة شمالا... وغياب للمرجعية السنية! الورقة الأميركية مذكرة استسلام ولا مهل زمنية جورج عبدالله يعود اليوم يعد 41 عاماً...
-
ما خفي من كلام براك... فضحته "عشاواته"
-
إستدعاء الوزراء شهوداً أمام القاضي بو نصار... كرة فضيحة «BetArabia» تتدحرج
-
جعجع يخرج من "سور معراب" الى كليمنصو "لغسل القلوب" مع جنبلاط
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
14:45
وزير الثقافة للـLBCI عن رحيل زياد الرحباني: كنا نخاف من هذا اليوم لأننا كنا نعلم تفاقم حالته الصحية وتضاؤل رغبته في المعالجة
-
14:39
التحكم المروري: حركة المرور كثيفة على طريق جعيتا باتجاه بلونة بسبب حادث مروري
-
14:11
رئيس الحكومة نواف سلام غادر عين التينه دون الادلاء باي تصريح
-
13:02
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان: الحكومة عازمة على توطيد العلاقات مع دول الجوار.
-
12:33
رئيس الحكومة نواف سلام: بغياب زياد الرحباني يفقد لبنان فنانا مبدعا استثنائيا وصوتا حرا ظل وفيا لقيم العدالة والكرامة
-
12:19
استهداف سيّارة على طريق صريفا الطويري في جنوب لبنان
