اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تُعد الحكة في الأذن من الأعراض الشائعة التي يمر بها معظم الناس في مرحلة ما من حياتهم، وغالبًا ما تكون مزعجة لكنها غير خطيرة. مع ذلك، قد تكون في بعض الحالات مؤشرا على مشكلات صحية تستدعي الانتباه والعلاج. إن فهم الأسباب المحتملة لهذه الحكة، ومعرفة متى ينبغي القلق منها، يساعد في التعامل معها بشكل سليم وتفادي المضاعفات.

في كثير من الأحيان، تنجم الحكة البسيطة في الأذن عن عوامل غير مقلقة، مثل جفاف الجلد داخل القناة السمعية، أو تراكم الشمع بشكل مفرط، أو حتى الحساسية تجاه منتجات العناية الشخصية مثل الشامبو أو بخاخات الشعر. كما قد يشعر البعض بالحكة نتيجة التعرّض الطويل لسماعات الأذن، أو بسبب تنظيف الأذن بشكل مبالغ فيه باستخدام أعواد القطن، مما يؤدي إلى خدش الجلد الرقيق داخل الأذن وتحفيز الشعور بالحكة.

لكن في بعض الحالات، تكون الحكة علامة على وجود عدوى، خصوصا العدوى الفطرية أو البكتيرية في قناة الأذن الخارجية، وهي حالة تعرف طبيًا باسم "أذن السباح". وقد تترافق هذه العدوى مع أعراض أخرى مثل الألم، والاحمرار، وخروج إفرازات ذات رائحة كريهة من الأذن. كما يمكن أن تكون الحكة ناتجة من الأكزيما أو الصدفية، وهي أمراض جلدية مزمنة قد تصيب الأذن من الداخل أو حولها، وتسبب تقشر الجلد وتهيّجه.

إحدى المشكلات الأخرى المرتبطة بالحكة في الأذن هي الحساسية الغذائية أو البيئية، حيث قد يؤدي رد الفعل التحسسي إلى تهيّج بطانة الأذن، خصوصا لدى من يعانون من التهاب الجلد التأتبي أو الربو التحسسي. كما قد ترتبط الحكة أحيانًا بوجود جسم غريب صغير داخل الأذن، خاصة عند الأطفال، مما يستوجب التدخل الطبي الفوري.

في بعض الحالات النادرة، قد تشير الحكة المزمنة إلى وجود مشكلة عصبية أو اضطراب في الأعصاب التي تغذي الأذن، خاصة إذا كانت مترافقة مع تنميل أو وخز في الوجه أو الأذن. وقد يكون هذا النوع من الحكة أكثر إزعاجًا وصعوبة في التشخيص والعلاج.

ومن المهم الانتباه إلى العلامات التي تجعل الحكة في الأذن حالة تستوجب التدخل الطبي الفوري، ومنها: استمرار الحكة لأكثر من بضعة أيام دون تحسن، تكرارها بشكل مزمن، مصاحبتها لإفرازات صفراء أو دموية، الشعور بألم أو ضغط داخل الأذن، أو فقدان جزئي في السمع. كما أن محاولة علاج الحكة باستخدام أدوات حادة أو أعواد القطن قد تؤدي إلى تفاقم المشكلة وإلحاق الضرر بطبلة الأذن.

أخيرًا، فإن الوقاية تبقى أفضل وسيلة لتجنب الحكة المزعجة في الأذن، من خلال الحفاظ على نظافتها دون المبالغة في تنظيفها، وتجنّب إدخال أي أدوات داخلها، بالإضافة إلى تجنّب مسببات الحساسية المعروفة لدى الشخص. وفي حال الشك بوجود التهاب أو حالة مرضية كامنة، يُنصح بمراجعة طبيب الأنف والأذن والحنجرة لتشخيص السبب بدقة وتقديم العلاج المناسب.

الأكثر قراءة

حتى لو سقطت عروش العرب