اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


عاد على صهوة المقاومة، حاملا نصف قرن من الجهاد واكثر ،لا فرق بين ان تكون مقاوما في السجن وبين ان تكون مقاوما على الجبهة، فالإصرار على الموقف داخل قضبان السجن كالإصرار على البقاء في ميادين المقاومة ـ فكما أخفتهم عندما كنت تقاوم على الجبهة في جنوب لبنان أخفتهم وأنت السجين في السجن، لذلك عطلوا الحكم الأول الذي قضى بإطلاق صراحك ونقضوا حكم حريتك وأبقوك في السجن تقاوم .

عاد جورج عبدالله، ليكتب في نفس الصفحة التي كتب فيها منذ نصف قرن، وليقرأ في الكتاب الذي صنع بعض صفحاته حين كان حرا وحين أصبح سجين قضية شريفة في سجون الدولة التي تزعم انها أم الحرية وفي الحقيقية ليست سوى مساحة تكره الآخر وترفض الأحرار وتمارس اعلى درجات الظلم بحق الشرفاء، ليست سوى صدى لصوت الولايات المتحدة الأميركية.

عاد جورج لا ليتذكر البندقية والرفقاء والأوفياء، ولا ليؤكد انه ما زال على قيد العيش، عاد ليؤكد انه ما زال على قيد النضال رغم تراكم الويلات التي أصابت البلاد، وانه ما زال على قيد الحياة يرى الامة بحالها وأحوالها ويرى انه سيبقى صوتا عاليا يصدح من اجل فلسطين ولبنان والأمة.

عندما غادر الى السجن كانت فلسطين جرحه النازف، اما اليوم فجراحه النازفة أصبحت لبنان والشام والعراق، كانت البوصلة فلسطين صارت البوصلة الجهات الأربع.

عندما غادر الى السجن كانت غزة عروس فلسطين المكللة بشال القدس وكوفية نابلس وجنين واناشيد تحرير الأرض والانسان، كانت غزة مدينة تعج بالحياة، يغادر السجن اليوم ولم يبق من غزة سوى السماء والأرض والمقاومة والحديث عن المجزرة والشهداء وعمليات المقاومة البطولية وإرادة شعب رفض النزوح وقرر البقاء في أرضه حتى الاستشهاد.

جورج عبدالله ليس اسما ولا رقما، ولا سجينا عاديا.

عندما دخل جورج عبدالله الى السجن كان يريد العدو ان يُدخل القضية الفلسطينية الى سجون الدول الغربية، كان يريد الغرب ان يكتب بسياطه نهاية المسألة الفلسطينية، وان يُخيف المناضلين والشرفاء.

عاد المناضل بقامة لا تعرف الانحناء وإرادة لا تعرف الخضوع.

عاد ليقول ان الحرية ليست الخروج من السجن، بل الحرية في ان تكون مع المقاومة، وان لا تساوم على الوطن والأمة.

السلام عليك أيها المناضل، السلام عليك أيها الكبير، السلام عليك أيها البطل الذي صمد خلف قضبان السجن، ولم يأخذ السجن منه سوى العمر الزمني، السلام عليك أيها الصامد على ايمانه رغم سنوات السجن المعتمة. السلام عليك يا النور الذي لم تأخذ منه العتمة وهج الضوء.

أيها العائد الى ميدان النضال رغم انف الأعداء تليق بك كوفية فلسطين.