اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يعاني كثيرون من الشعور المستمر ببرودة الأقدام، خصوصا في فصل الشتاء أو في الأجواء الباردة، وغالبا ما يُعتبر ذلك أمرا طبيعيا ناتجا عن الطقس أو ضعف الدورة الدموية المؤقت. لكن في بعض الحالات، قد تكون الأقدام الباردة مؤشرا خفيا على وجود أمراض صحية خطيرة، تستدعي الانتباه والفحص الطبي المبكر.

يُعد ضعف تدفّق الدم إلى الأطراف، أحد أبرز الأسباب وراء برودة القدمين. فعندما لا يصل الدم بكمية كافية إلى الأطراف السفلية، يفقد الجلد دفء الجسم الطبيعي. وقد يكون هذا الضعف ناتجا عن أمراض القلب أو انسداد الشرايين أو الإصابة بتصلّب الشرايين. في هذه الحالة، قد يشعر المريض أيضا بالتنميل أو الوخز أو تغيّر لون القدمين إلى الأزرق أو الأرجواني.

من أبرز الأمراض التي قد ترتبط بالأقدام الباردة داء السكري، حيث يتسبب بمرور الوقت في تلف الأعصاب الطرفية، مما يؤدي إلى ضعف الإحساس في القدمين وبرودتهما. كما يعاني بعض مرضى السكري من انخفاض تدفّق الدم إلى الأطراف، ما يزيد من خطر تقرّحات القدم ومضاعفات خطيرة قد تصل إلى البتر إذا لم تُعالج بالشكل المناسب.

في حالات فقر الدم، يقل عدد خلايا الدم الحمراء القادرة على نقل الأوكسجين إلى أنحاء الجسم، ما يؤدي إلى شعور دائم بالبرد، خاصةً في الأطراف. ويُعد نقص الحديد أحد الأسباب الشائعة لفقر الدم، وهو ما قد يؤدي إلى شعور مزمن ببرودة اليدين والقدمين، بالإضافة إلى التعب الشديد وشحوب البشرة.

كما يمكن أن تكون الأقدام الباردة علامة على قصور الغدة الدرقية، وهي حالة تنخفض فيها مستويات الهرمونات المسؤولة عن تنظيم حرارة الجسم والعمليات الحيوية. ومع انخفاض نشاط الغدة، يتباطأ التمثيل الغذائي، ما يؤدي إلى انخفاض حرارة الجسم بشكل عام، والشعور الدائم بالبرودة حتى في الأجواء المعتدلة.

هذا وهناك نوع من الاضطرابات يُعرف بمرض الأوعية الدموية الطرفية، حيث تضيق الشرايين الصغيرة التي تمدّ القدمين بالدم. ويُعد هذا المرض شائعًا لدى المدخنين والمصابين بارتفاع ضغط الدم أو الكوليسترول. برودة القدمين في هذه الحالة قد تترافق مع ألم عند المشي أو تغيّر لون الجلد أو حتى بطء التئام الجروح.

ليس كل شعور ببرودة القدمين يعني وجود حالة صحية خطيرة، لكنه يصبح مثيرا للقلق إذا كان مستمرا، أو ترافق مع أعراض أخرى مثل تغيّر اللون، الألم، التنميل، أو تقرحات لا تلتئم. في مثل هذه الحالات، لا بد من مراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة وتحديد السبب الكامن بدقة.

إنّ الأقدام الباردة قد تكون أكثر من مجرد شعور مزعج أو نتيجة لبرودة الطقس. إنها في بعض الأحيان ناقوس خطر يلفت الانتباه إلى أمراض خفية تؤثر على القلب، والأوعية الدموية، والأعصاب، والغدد. لذلك، من الضروري الإصغاء جيدا لما تقوله أجسادنا، وعدم إهمال الأعراض المتكررة أو المستمرة، فالتشخيص المبكر قد يصنع فرقا كبيرا في الوقاية والعلاج.

الأكثر قراءة

الأنظار الى <جلسة الثلاثاء> و<الحزب> مُلتزم بالحوار مع الرئيس عون قادة حزبيون هددوا بتفجير الشارع: الاصبع على الزناد قاسم: لن نقبل أن يكون لبنان ملحقاً بإسرائيل والبلد معرض لخطر وجودي من إســرائيل وداعــش