اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


في عصر التكنولوجيا المتسارعة، باتت الشاشات جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. نقضي ساعات طويلة أمام الهواتف الذكية، الحواسيب المحمولة، والأجهزة اللوحية، دون أن ندرك أن هذه الأجهزة لا تؤثر فقط على أعيننا ونومنا، بل قد تُلحق أضرارا مباشرة ببشرتنا أيضا. الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات، والمعروف علميا باسم الضوء عالي الطاقة المرئي، أصبح موضع قلق متزايد بين خبراء الجلد والتجميل.

الضوء الأزرق هو جزء من الطيف المرئي، ويتميّز بموجاته القصيرة ذات الطاقة العالية. ورغم أن مصدره الأساسي هو الشمس، إلا أن التعرّض الصناعي له من خلال الشاشات الإلكترونية أضحى مصدرا دائما ومطولا. الدراسات الحديثة تشير إلى أن التعرّض المطوّل لهذا النوع من الضوء يمكن أن يؤدي إلى تلف خلايا البشرة، وتسريع عملية الشيخوخة، فضلًا عن فرط التصبّغ وظهور البقع الداكنة، خاصة لدى ذوي البشرة السمراء والحنطية.

وما يجعل تأثير الضوء الأزرق أكثر خطورة هو أن ضرره لا يُلاحظ على الفور، بل يتراكم ببطء. فهو يخترق طبقات الجلد بشكل أعمق من الأشعة فوق البنفسجية، ما يؤدي إلى تحفيز إنتاج الجذور الحرة، وهي جزيئات غير مستقرة تهاجم خلايا الجلد السليمة. هذا التفاعل يضعف حاجز البشرة الطبيعي، ويزيد من ترهّلها وجفافها وظهور التجاعيد المبكرة.

بالإضافة إلى ذلك، لاحظ أطباء الجلد أن بعض الأشخاص الذين يعملون لساعات طويلة أمام الشاشات بدأوا يعانون من مشكلات جلدية غير مبرّرة، مثل التهيّج، الاحمرار، والبثور، ما جعلهم يربطون بين هذه الأعراض والتعرّض المستمر للضوء الأزرق. في المقابل، برز اهتمام متزايد من شركات مستحضرات التجميل لتطوير كريمات واقية من الضوء الأزرق، تحتوي على مضادات أكسدة قوية مثل النياسيناميد، وفيتامين C، ومستخلصات الطحالب.

للوقاية من هذه التأثيرات السلبية، يوصي خبراء الجلد والعناية بالبشرة باتباع مجموعة من الخطوات الوقائية، التي باتت ضرورية في ظل الاستخدام اليومي المكثف للأجهزة الرقمية. أولى هذه الخطوات هي تقليل وقت التعرّض للشاشات قدر الإمكان، لا سيما في المساء، حيث تكون البشرة في طور التجدد الطبيعي وتكون أكثر عرضة للتأثر بالأشعة الصناعية. كذلك، يُنصح بتفعيل الوضع الليلي أو استخدام مرشّحات الضوء الأزرق المتوفرة في معظم الهواتف الذكية والحواسيب، إذ تساهم هذه الخاصية في تقليل حدة الضوء المنبعث وتخفيف الضغط على الجلد والعينين معًا.

ومن جهة أخرى، تُعتبر مستحضرات العناية بالبشرة الغنية بمضادات الأكسدة والفيتامينات – مثل فيتامين C وE – من الخيارات الفعالة لمقاومة التأثيرات الضارة للضوء الأزرق، حيث تعمل على تقوية الحاجز الطبيعي للبشرة ومكافحة الجذور الحرة الناتجة عن التعرض المستمر للإشعاعات. كما يُعد استخدام واقي الشمس خطوة غير قابلة للتجاهل حتى في الأماكن المغلقة، فالكثير من الواقيات الحديثة باتت توفر حماية من أشعة الضوء المرئي، بما فيها الأشعة الزرقاء المنبعثة من الشاشات، وليس فقط من أشعة الشمس فوق البنفسجية.

 

الأكثر قراءة

الأنظار الى <جلسة الثلاثاء> و<الحزب> مُلتزم بالحوار مع الرئيس عون قادة حزبيون هددوا بتفجير الشارع: الاصبع على الزناد قاسم: لن نقبل أن يكون لبنان ملحقاً بإسرائيل والبلد معرض لخطر وجودي من إســرائيل وداعــش