اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


توجد في عالم الرياضة مساحة كبيرة للفرح والانتصارات واعتلاء منصات التتويج لغالبية الرياضيين حول العالم، وفي الوقت عينه هناك مساحة للخيبة والانكسار وتذوق مرارة الهزيمة، والمعروف أن الرياضة بشكل عام هي المحارب الأول بوجه الأمراض.. ولكن هل سمعتم عن الاكتئاب النفسي الذي يصيب الرياضيين؟.

وهناك نجوم يختفون أو ينسحبون من خشبة المسرح بشكل تدريجي أو علني بسبب ما اصابهم من اكتئاب، وهناك أمثلة عديدة عن نجوم أولمبيين وعالميين في مقدمهم السباح الأميركي مايكل فيلبس الذي دخل في نوبة اكتئاب حادة بعد أولمبياد لندن 2012 واعترف أنه عاش في عزلة خانقة جعلته يكره نفسه والعالم الذي حوله، وقال يومها "كنت أكره نفسي وشعرت أن لا قيمة لي وكنت أفكر في الانتحار.. لقد تمكنت من تحقيق بعض العروض المذهل داخل أحواض السباحة وانتزعت العشرات من الميداليات، ولكن كان هناك جزء من حياتي لا أريد التعرف عليه".

في عام 2014 مرت عليه لحظات فقد فيها الرغبة في الحياة وشارك تجربته مع منظمة صحية عالمية لمن يعانون نفس تجربته ليقول لهم أنهم ليسوا وحيدين في هذا العالم.

وفي عالم السباحة أيضا، عانى الأسترالي الشهير إيان ثورب من الاكتئاب حين كشف عام 2016 أنه يعاني من المرض منذ المراهقة وفي عام 2014 نقل إلى المستشفى بعد أن وجد نفسه يتجول في شوارع مدينة سيدني وهو لا يعلم أين هو بالضبط.

ومن النجمات العالميات في رياضة كرة المضرب اصيبت اليابانية ناومي اوساكا في منتصف عام 2020 بعد اعلانها الانسحاب من بطولة فرنسا المفتوحة حفاظا على "صحتها الذهنية".. وكان الأمر مفاجئا للجميع، ويومها جاء هذا الاعلان بعد دخول أوساكا في مواجهة مع منظمي البطولة بسبب رفضها المشاركة في المؤتمرات الصحافية لكنها سرعان ما أقرت بعد الانسحاب هذا قائلة "الحقيقة أنني مررت بفترات طويلة من الاكتئاب منذ عام 2018 وتناولت العلاج وواجهت الكثير من المصاعب للتعافي".

وفي عام 2020 اعترف الدراج البريطاني مارك كافنديش الذي عادل الرقم القياسي لعدد الانتصارات في مراحل طواف فرنسا (34 مرحلة)، بتغلبه على اكتئاب استمر عامين.

وقال: "تم تشخيصي بالاكتئاب السريري في آب 2018. كنت مكتئباً... أعتقد أني تخلصت منه، ومن الجيد أني خرجت منه".

كحول وانتحار

في عالم كرة القدم هناك نجوم عالميين يعانون بسبب الشهرة الزائدة أو بسبب عدم تصديقهم أنهم بلغوا هذه المرحلة من الشهرة والمجد، أو ربما لأسباب سلوكية لأنهم لا يعرفون كيف يتصرفون في كلتا هاتين الحالتين فيندفعون نحو ألعب القمار وتعاطي الخمور بشكل مفرط.

وهناك نجوم يصابون فعلا بعوارض الكآبة ولا يدرون ما حصل معهم إما سبب وراثي جيني أو غيره، والحالات هي عديدة وكثيرة، فلقد عانى النجم الإنكليزي المحبوب بول غاسكوين في فترة ماضية من شرب الخمور حتى الثمالة وتعاطي المخدرات، واصابه الاكتئاب وأصبح يمشي في الشوارع هائما على وجهه حتى أنه شوهد يجلس قرب حاويات القمامة.

بلا أن ننسى النجم الإسباني الشهير أندريس انييستا لاعب برشلونة، الذي عانى من الاكتئاب وله من العمر 25 عاما بعد فوز برشلونة بلقب دوري الأبطال عام 2009، وتزامنت هذه الحالة مع وفاة صديقه العزيز داني خاركي لاعب اسبانيول، وتحدث انييستا عما جرى له في فيلم وثائقي "اندري انييستا البطل غير المتاح" عندما اعترف بأنه تلقى الخبر بصدمة كبيرة وكأنه تلقى لكمة على وجهه اسقطته أرضا.

أما عن حالات اصعب من الاكتئاب وتخطتها إلى الانتحار، فهناك حالتين دامغتين لا يمكن لأي متابع رياضي وشغوف بالرياضة العالمية أن ينساهما طيلة حياته، وهما حالتا إنتحار حارس المرمى الألماني روبرت إنكه ومتسابقة الدراجات الأميركية كايلي كاتلين.

فقد قام حارس مرمى منتخب ألمانيا لكرة القدم ونادي هانوفر روبرت إنكه برمي نفسه عام 2009 أمام أحد القطارات السريعة ولقي حتفه على الفور بعدما اصيب بالاكتئاب المزمن والحاد كما تقول زوجته.

فقد كشفت الزوجه أن روبرت عانى من هذا النوع من المرض النفسي وكان يخضع للعلاج المتواصل منذ عام 2003 وأنه في اليوم المذكور لانتحاره اتصل بالمستشفى وطلب الغاء كل مواعيده حتى اشعار آخر، إذ لم تكن هناك مؤشرات تدل على ادخاله للمستشفى لتلقي العلاج

وكشفت زوجته تيريزا، أن زوجها كان يعاني حالة اكتئاب وكان يخضع للعلاج للتخلص منه منذ عام 2003. كما تردد عبر المقربين من إنكه، أن الأخير لم يتمكن من التغلب على مأساة فقدان طفلته، وأقدم على الانتحار لهذا السبب.

ونقل تلفزيون "ايه أر دي" الالماني ان مكان وفاة أنكه يبعد نحو 200 متر عن قبر طفلته.

أما بالنسبة للمتسابقة الأميركية كايلي كاتلين فقد وجدت بطلة الدراجات الأولمبية منتحرة في سكنها بجامعة ستانفورد عام 2019، مما شكل نهاية مفاجئة لحياة الشابة البالغة من العمر 23 عاما المليئة بالإشادات.

وقال والدها مارك: "غمرتنا موجة من اليأس. لقد وعدتنا بأنها لن تقتل نفسها".

واشتهرت كيلي كاتلين بكونها عضوا في فريق المطاردة النسائي الأميركي الذي فاز بالميدالية الفضية في دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو 2016. وحققت هي وفريقها ثلاثة ألقاب عالمية متتالية بين عامي 2016 و2018.

الأكثر قراءة

جلسة بلا ثنائي؟ علامات استفهام تسبق اجتماع الحكومة لبنان مقبل على تطورات ميدانية خطيرة يصعب تجاهلها تحركات شعبية مرشّحة للتصاعد... وحرص على تفادي الصدام بين الجيش والمتظاهرين